مترجم بتصرف: مقال لمارسيلو باريكوردي
قالت ماري كاي بومن، الرئيس العالمي لحلول البيع والشراء في فيزا: “لن يتعافى العالم حتى تتعافى الشركات الصغيرة مجدداً”.
تعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة المفتاح لصحة وسلامة اقتصادات العالم. وحسب منظمة العمل الدولية، تشغل الشركات الاقتصادية الصغيرة حوالي 70% من إجمالي العمالة، مما يجعلها بشكل كبير أهم محفز وداعم للعمالة والتوظيف حول العالم.
وتستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة على أكثر من 94% من إجمالي عدد الشركات في البلاد، وتوظف أكثر من 86% من عمالة القطاع الخاص. وبالإضافة على ذلك، تلعب هذه الشركات دوراً رئيسياً في حياة ومعيشة المستهلكين وفي نجاح وحيوية مجتمعاتهم المحلية.
وبينما ظهرت تأثيرات انتشار فيورس كوفيد-19 بشكل كبير على كل القطاعات الاقتصادية، كانت الشركات الصغيرة الأكثر تضرراً من هذه الجائحة.
وأظهر مؤشر رصد تداعيات كوفيد 19 لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو عبارة عن استبيان مستمر للتجار والمستهلكين على امتداد شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن أكثر من 80% من الشركات الصغيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت تراجعاً سلبياً في إيراداتها نتيجة انتشار الفيروس، الآن هو الوقت للتحرك ومساعدة الشركات الصغيرة على البقاء والتعافي، وهناك دور كبير ينبغي على المؤسسات المالية لعبه في هذا المجال.
تحديات البقاء
وحسب مؤشر رصد تداعيات كوفيد 19، فإن الشركات الصغيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت انخفاضاً لافتاً في عدد مرات شراء المستهلك خلال الجائحة، وهو الأعلى في المنطقة، حيث ذكر 8 من أصل 10 (82%) من أصحاب هذه الأعمال انهم عانوا من قلق وتوتر ذهني شديد.
ومع استمرار قلة مبيعاتهم، وحالة عدم الاستقرار والضبابية المحيطة بأعمالهم، من الواضح أن المؤسسات المالية والمصارف بإمكانها المساعدة في التخفيف من حالة قلق أصحاب الأعمال من خلال توفير دعم وتوجيه مهني، وخصوصاً للبائعين التقليديين الذين يحتاجون للتحول إلى النماذج الرقمية وطرق الدفع الذكية في أعمالهم.
مؤشر رصد تداعيات كوفيد 19 أن 80% من المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة قد عدلوا سلوكياتهم التسوقية في حين ذكر حوالي 50% أنهم يفكرون بالاستمرار بهذه العادات حتى بعد انتهاء حالة الإغلاق الاقتصادي. ومثالاً على ذلك، فقد دفع الفيروس حوالي ثلثي المستهلكين في دولة الإمارات (68%) لتسوق حاجيات البقالة إلكترونياً.
وينبغي على التجار الصغار النظر بكيفية تحسين منصاتهم الإلكترونية للمحافظة على شعبيتهم بين عملائهم الدائمين، واعتماد حلول ذكية جديدة أيضاً. وإذا ما أخذنا ذلك في الاعتبار، قامت فيزا بإطلاق “Small Business Hub” كجزء من المبادرة الإقليمية “Where You Shop Matters” لتوفير معلومات وأدلة إرشادية للتجار في مجال النمو الرقمي والموارد حول كيفية الاعتماد على طرق رقمية جديدة للعمل لمساعدة هؤلاء التجار للوقوف على أقدامهم من جديد.
دعم طرق الدفع
يعتبر تنظيم عملية الدفع من خلال توفير أحدث التقنيات الرقمية أحد المجالات التي يمكن للمؤسسات المالية دعم الشركات الصغيرة فيها. وبينما تبرز مسألة إدارة التدفقات النقدية كأولوية يومية ملحة للشركات الصغيرة والمتوسطة، يمكن للبنوك هنا المساعدة عبر توفير خيارات دفع للشركات الصغيرة والمتوسطة مثل بطاقات الأعمال وغيرها من خدمات الدفع ذات العلاقة التي تدعم قدرة الشركات على توفير المال والوقت، وتحسن قدرتها في السيطرة على إنفاقها عبر واجهات تحكم، وتعزيز القدرة الشرائية وحماية الأعمال. وتعتبر هذه المسألة أمراً هاماً خصوصاً للشركات التي اعتادت إجراء معاملات كبيرة غير إلكترونية.
وحسب مؤشر رصد تداعيات كوفيد 19 ، فإن أكثر من نصف المعاملات في دولة الإمارات العربية المتحدة تكون عبر بطاقات أو أجهزة لا تلامسية، ويجب على البائعين الذين ما زالوا يستخدمون طريقة الدفع النقدي كوسيلة أساسية للدفع عند توصيل الطلبات، اعتماد وسائل دفع لا تلامسية بأسرع وقت ممكن للنجاح والبقاء في بيئة العمل. كما أن الاستعانة بالموارد والأدوات التي تساعد في تعزيز الإقبال الإلكتروني سيكون عاملاً مساعداً للبائعين الصغار الذين يعتمدون على الحضور الجسدي للمستهلك أو الذين لا يمتلكون تواجداً رقمياً.
وعلى سبيل المثال فإن مشروع العودة إلى العمل التابع لفيزا، والذي تأسس في العام 2017 في أعقاب إعصاري ماريا وهارفي، قد تم تصميمه لمساعدة المستهلكين في تحديد المشاريع الصغيرة التي فتحت أبوابها بعد هذه الكارثة الطبيعية، مما وفر دفعة اقتصادية أساسية لدعم الاقتصاد المحلي. الموقع متاح حالياً على امتداد كل الولايات الأمريكية، والنقاشات جارية لتوسيع المشروع في أسواق إضافية قبل نهاية العام 2020.
وتعكس قوة الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد، وأهمية تعافي هذه الشركات. إن روح ريادة الأعمال والتفكير المبتكر الذي تجلبه المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة إلى المجتمع وبيئة العمل ستساعد بخلق صناعات جديدة ومساعدة الصناعات الحالية في التحول نحو النجاح والازدهار.
وبينما تشهد الاقتصادات مزيداً من الانفتاح والتخفيف من القيود وبدء ممارسة نشاطها، نسير بخطى ثابتة في مسيرتنا.
المؤلف هو مدير عام المجموعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيزا