مترجم بتصرف: مقال لـ أديب سمارة
تعرفت على بيتر شاتسبيرغ، رائد أعمال قدم إلى دبي لإطلاق أول مطبخ افتراضي خاص متعدد العلامات التجارية، وانضممت بعد سلسلة من اللقاءات إلى “Sweetheart Kitchen”، وبسرعة أدركت أن هذا النموذج المختلف من المطابخ الافتراضية سيصبح مستقبل منظومة توصيل الطعام، وهو نموذج سينمو حتى في أوقات الأزمات.
المطبخ الافتراضي الخاص المتعدد العلامات التجارية تم اختراعه لتجاوز التحديات المتعددة في سلسلة إمداد توصيل الطعام مع ضمان الاستقلالية عن المشغلين الحاليين لمطاعم الأغذية والمشروبات. ويتميز النموذج بتركيزه على منهجيات التصنيع بدون تخزين، حيث يتم دمج التكنولوجيا والطعام والعمليات في منظومة فردية قادرة على إدارة السمات الفريدة لصناعة توصيل الطعام.
التصميم الطبيعي لهذا النموذج، الذي يركز على جودة الطعام الثابتة والحد الأدنى من متطلبات العمالة ، ونظافة وسلامة الطعام وملكية العلامة التجارية والديناميكيات الاجتماعية المستدامة، يوفر لنا إضاءات حتى في أوقات الأزمة، حول نجاح نموذج “Sweetheart Kitchen” في النمو والازدهار رغم إغلاق عدد من محال الأطعمة والأغذية. وأدناه نظرة معمقة حول كل من هذه العوامل:
- جودة طعام ثابتة: ينظم المطعم الافتراضي المتعدد العلامات التجارية الآف مواد الطعام على اختلاف فئات الطعام. ومن أجل القيام بهذا العمل بكفاءة، يجب على هذه المطابخ استخدام تقنية تخطيط موارد المؤسسة (ERP)، وفرض أفضل ممارسات النظام حيث تصبح العملية مشابهة لمصنع إنتاج وتصنيع الأغذية. التقنيات المتطورة تجعل العملية سهلة وتضمن جودة الطعام وعدم تغيرها. فمثلاً إذا طلبت توست الأفوكادو من “برافو أفوكادو” (وهو علامة تجارية خاصة بمطبخ سويتهارت كيتشن)، ستحمل هذه القطعة الغذائية دوماً نفس الطعم والشكل. والعملية الوحيدة التي لا يمكن للمطبخ التحكم بها هي آخر مرحلة في توصيل الطعام، حيث تتحكم فيها قدرتكم على اختيار شريك التوصيل المثالي. ولكن وبينما تصبح صناعة الطعام أكثر كفاءة (وأكثر قدرة على التوقع باستخدام تقنية التوصيل)، ستصبح المطابخ الافتراضية الشريك الأمثل لمجمعي الطعام لتفادي تحديات شبكة الإمداد.
- الحد الأدنى من متطلبات العمالة: مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر منطقة الشرق الأوسط مميزة في مجال العمالة التي تعتبر غير مكلفة ومتاحة بشكل أكثر (وفي بعض الأحيان أكثر موثوقية)، مما يعزز من فرص الربحية. وعلى عكس المطاعم التي يمكن تناول الطعام فيها، لا يتطلب المطبخ الافتراضي وجود موظفين للاستقبال، وبسبب طبيعة الوظائف التي تكون أكثر تخصصية، فإن موظفاً واحداً في المطبخ الافتراضي، ومن دون إزعاج العملاء او عمليات الدفع، يمكنه ان يتعامل مع حجم أكبر من الطلبات من موظف المطعم القائم. ولأن المطابخ الافتراضية لا توفر مرافق لتناول الطعام ولذلك تتطلب عددأ أقل من التكاليف المباشرة مقارنة بالمطاعم العادية، فإنه بإمكانها الحفاظ على استدامة أرباحها حتى خلال فترة الإغلاق التي شهدناها مؤخراً. هيكلية تكلفة نموذج المطبخ الافتراضي تحتوي على تكاليف ثابتة منخفضة (ولكن بفوائد متغيرة أكبر بكثير)، مما يجعله مفيداً جداً في فترات انخفاض المبيعات.
- نظافة وسلامة الطعام: قلة العمالة بالاقتران مع التكنولوجيا والعمليات يلعبان دوراً رئيسياً في تحسين سلامة ونظافة الطعام. فوجود عدد قليل من الأشخاص داخل المطبخ يخفض مخاطر التلوث المرتبط بالتلامس. وقبل دخول المطبخ، يخضع الموظفون لفحص درجات الحرارة ولعمليات تعقيم صارمة. ويتم توضيب الطعام وفق المعايير الصارمة التي وضعتها البلدية، في حين يقوم مقدمو خدمة توصيل الطعام بتوفير خدمة توصيل لا تلامسية. نظام إدارة المخزون من خلال تخطيط موارد المؤسسة يضمن الإمتثال بمعايير المخزون “ما يرد أولاً يصرف أولاً” المعروفة بـ (FIFO)، مما يؤدي إلى وجبات طازجة فقط يتم تقديمها للعملاء ويساهم بتقليل نفايات الطعام. ولذلك ليست المطابخ الافتراضية شديدة النظافة فقط، ولكن أنظمتها تسمح أيضاً باستدامة أكبر.
- ملكية العلامة التجارية: يمكن للمطبخ الافتراضي الخاص المتعدد العلامات التجارية تطوير علامات تجارية جديدة وقوائم طعام جديدة بدون الحاجة إلى إضافة بنية تحتية جديدة أو الحصول على تصاريح موافقة من جهات خارجية. وبينما تحتاج هذه العملية إلى طباخ خبير يمكنه استخدام المكونات المتنوعة بين يديه، وطرق طبخ لتصميم قوائم طعام ونكهات وأطباق جديدة، إلا أنها تتطلب أيضاً فريق عمل مبدع لتطوير العلامة يساهم بتأسيس علامات يمكن للمستهلك التعرف عليها. وفي الواقع، يتطلب الأمر الكثير من التعاون لإطلاق علامات تجارية جديدة.
- ديناميكيات اجتماعية مستدامة: مع فرض الحكومات قيوداً على المطاعم التي توفر خدمة تناول الطعام في محالها، نمت خدمة توصيل الطعام لتتلاءم مع الطلب المتزايد، وهناك اعتماد كبير على المطاعم التي توفر فقط خدمة التوصيل ومنصات توصيل الطعام. ويوفر هذا للمطاعم الافتراضية فرصة هائلة لتوسيع خدماتها. ومع وجود نموذج أعمال مستدام طويل الأمد، سيستمر نموذج المطبخ الافتراضي الخاص المتعدد العلامات التجارية بالنمو من خلال تفهم احتياجات العملاء والقيام بقرارات مدعومة بالبيانات لإدخال أطباق جديدة وتحسين العمليات والإجراءات الداخلية.
وحتى اليوم وفي زمن كوفيد-19، يبرز دور المطابخ الافتراضية في بناء الزخم، وفي الواقع، احتفلنا مؤخراً في “Sweetheart Kitchen” بإطلاق مطابخ جديدة في المنطقة. وبينما نتمنى انتهاء الوباء، قريباً جداً، إلا إنني متأكد ان اعتمادنا على توصيل الطعام سيستمر بالنمو. وبينما يعود العالم تدريجياً نحو نمطه الطبيعي، سيجد الأشخاص الوقت قليلاً لقضاء كافة احتياجاتهم، وستصبح المطابخ الافتراضية جزءاً كبيراً من حياة المستهلكين الذين سيتطلعون للتنوع وقدرتهم على تحمل التكاليف وسرعة خدمة التوصيل. اليوم، المطبخ الافتراضي يلبي هذه المتطلبات الثلاثة، ويعتبر برهاناً على نمو الصناعة.