مترجم بتصرف: مقال لـ ميلودينا ستيفنز
وسط ظروف العمل الاعتيادية، غالبًا ما يُفترض أن نموذج العمل الفريد من نوعه سيحميك من أي تهديدات مستقبلية، ولكن قد لا ينطبق ذلك في حال الأزمات. فبقاء المؤسسة يعتمد على الحكمة في إدارة مواردها وكيفية إدارتها في المستقبل إلى حين انتعاش الاقتصاد مرة أخرى. ولكن خلال الأزمات وبالأخص الأزمة التي نواجهها الآن، يجب على الشركات، حتى في الوقت الذي تكافح فيه من أجل البقاء، أن تجد أيضًا طرقًا للمساهمة في المجتمع – خاصة وأن هذه الأزمة قد أثكلت كاهل مجتمعاتنا ككل.
الابتكارات الاجتماعية هي ممارسات أو خدمات أو منتجات اجتماعية مبتكرة تهدف إلى تلبية الاحتياجات الاجتماعية، والتي من خلالها يمكنك التأثير على سلوك الأفراد أو مجموعات من الناس بطرق لا تكون دائمًا ذات دوافع اقتصادية. ويشكل التأثير، والسوق، والعمليات التجارية الأقسام الرئيسية الثلاثة لنموذج الأعمال للشركات في مجال الابتكار الاجتماعي. وفي حقيقة الأمر فإن معظم الشركات الناشئة على دراية بجزئية السوق والعمليات التجارية من نموذج الأعمال، لذا كان لابد أن نشرح جزئية التأثير من خلال هذا المقال. التأثير من خلال المشاكل التي تقوم بحلها، والمستفيدين، والتغيير، والتأثير على المستفيدين والموظفين في حال الإغلاق.
تكافح العديد من الشركات حاليًا بسبب ذلك، ويتحمل الموظفون جزءاً كبيراً من وطأة تداعيات الاضطرابات الراهنة في السوق. لذلك، ما الذي يمكنك فعله لتقليل هذا التأثير؟ في مثل هذه الحالات، أنصحك بعرض الأسهم على الموظفين مقابل أجر مخفض أو بدون أجر، أو إذا اضطررت لإنهاء خدماتهم، عليك أن تعرض عليهم فرصة إعادة التوظيف عندما تفتح الأسواق. الأمر الرئيسي الذي يجب أن تدركه الشركات في هذه المرحلة هو أنه يمكن أن يكون لديك تأثير هائل على العالم من خلال الرسالة التي ترسلها. حاول أن تجيب على هذه الأسئلة: هل تؤمن بالشمولية؟ هل تؤمن بقيمك؟ ما هو الأهم بالنسبة لك: الأرباح أم الناس؟
في حال كانت شركتك ربحية، قد يكون هذا هو أفضل وقت للنظر في نموذج الأعمال في مجال الابتكار الاجتماعي. وبينما تركز نماذج الأعمال التالية على المجتمعات والمواهب خلال فترة من العزلة والبطالة وعدم القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية، إلا أنها تنطبق أيضًا على الحكومة.
- تنمية المهارات؛ يركز التوظيف الشامل على تنمية مهارات المجتمعات المهمشة من خلال فرص العمل. حاول إنشاء شركة أو فرع يقدم التدريب على المهارات مقابل مكافأة صغيرة، ومن خلال ذلك سينجز العمل وفي الوقت ذاته ستكون قد ساهمت في تطوير مهارات هؤلاء الذين تم توظيفهم ويمكنهم الاستفادة عند فتح السوق. غالبًا ما تُستخدم هذه الممارسة في وظائف الترميز، ولكن يمكن استخدامها أيضًا في مجالات أخرى مثل الهندسة أو تجميع السلع أو تطوير وصيانة البنية التحتية أو الخدمات.
- تبادل المواهب؛ تفتقر العديد من المجتمعات إلى الموارد (البنية التحتية أو التمويل)، ولكنها غنية بالمواهب. إحدى الطرق التي يتم اقتراحها خلال أزمة فيروس كورونا هي تعيين أشخاص لتتبعالمصابين والمخالطين، مقابل دفع الرواتب أو قسائم طعام أو قسائم أخرى. يمكن توسيع هذا المفهوم لرعاية المسنين، والخطوط الساخنة للاكتئاب، وغيره. فكرة أخرى هي الاستفادة من الاستشارات والخدمات التي يقدمها أولئك الذين فقدوا وظائفهم مؤخرًا – ومع ذلك قد تحتاج الشركات إلى إيجاد طرق “لشراء” هذه المهارات. ربما تقدم تمديداً لاشتراك الزوم؟ أو تخفيض في رسوم الإعلان الخاصة بك؟ نحتاج هنا إلى النظر في مبدأ المقايضة كطريقة لإدارة النفقات خلال هذا الوقت. كما يمكن تطبيق هذا المفهوم أيضًا في دفع الإيجار إذا كان المالك لا يمكنه التخلي عن الإيجارات لفترة محدودة.
- الدعم المتبادل؛ استخدم مبيعاتك لدعم الدفع المتبادل لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة المنتج أو الخدمة. يمكن لشركات الأدوية والعاملين في المستشفيات أو القطاع الصحي التبرع بجزء من عائداتهم لأولئك الذين لا يملكون تأميناً صحياً أو لدفع تكلفة فحص كوفيد-19. كما يمكن للعاملين في مجال الاتصالات استخدام جزء من أرباحهم لدعم تكاليف الشركات الصغيرة لإبقائها وضمان استمراراها. هذه ليست سوى عدد قليل من الخيارات المتاحة أمامك والهدف هنا هو تقديم نظرة عامة ومجموعة من الأفكار!
- الجمعيات التعاونية؛ هذا هو الوقت الأنسب بالنسبة للمجتمعات للدخول في إعادة التدوير وإعادة التصنيع، بشرط أن تتمكن من إدارة وتنفيذ التعقيم بشكل متقن. استغل الوقت لترتيب “الأشياء” الخاصة بك وإعادة تدويرها وإعادة تصنيعها، وشاركها إما عبر المنصات الالكترونية (نأمل أن تساعد شركات التكنولوجيا مثل أمازون في ذلك)، أو داخل المجتمع. وضعت هذه الأزمة الجميع في عزلة اجتماعية، ومن المهم أن نتأكد من تخطي الجميع لهذه المشكلة. على سبيل المثال: إذا كان لديك حديقة ، قم بزراعة المحاصيل! الأمن الغذائي بات أحد القضايا الحرجة مع قيود إغلاق الحدود المفروضة بسبب كورونا. نحن بحاجة إلى إنشاء مجتمعات أقوى، وهذا قد يساعد في إحداث التغيير!
- الهندسة المقتصدة؛ هذا هو الوقت الأنسب للعمل على إعادة تصميم المنتجات والخدمات المكلفة. حاول إنشاء مواقع مجتمعية لمواجهة هذه التحديات، واعثر على طريقة للمشاركة الجماهيرية في الملكية الفكرية. اعمل على حل “المشاكل المعقدة” مثل التواصل مع كبار السن خاصة إذا كنت تعيش في قارة بعيدة. وحاول توجيه إبداعك وطاقتك في اتجاهات تفيد المجتمع.
هذه مجرد أفكار قليلة، ولكن بلا شك هناك المزيد من الأفكار التي يمكن تنفيذها. حاولوا التواصل معي، وأخبروني بما يمكن عمله خلال هذه الأوقات.
السيرة الذاتية للكاتب
الأستاذة ميلودينا ستيفنز هي مؤلفة كتاب “الأعمال التجارية ذات الهدف: النهوض بالمشاريع الاجتماعية”. وهي أستاذ إدارة الابتكار في مدرسة محمد بن راشد الحكومية، في دبي – الإمارات العربية المتحدة. يمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني Melodena.stephensb@mbrsg.ac.ae وعلى Twittermelodena.