نظمت أكاديمية بادري الإلكترونية، التابعة لأكاديمية بادري للمعرفة وبناء القدرات، الذراع التعليمي لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، أمس (الأربعاء) جلسة نقاشية افتراضية بعنوان “الصناعة وسلسلة التوريد لأصحاب المشاريع القائمة” وذلك عبر منصة “زووم”، استهدفت من خلالها رواد الأعمال الجدد وأصحاب المشاريع القائمة المهتميين بمجال ريادة الأعمال إلى جانب الراغبين ببدء مشروع استثماري.
وشارك في الجلسة كل من سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، وسعادة سماح الهاجري الرئيس التنفيذي للابتكار ومدير إدارة مكافحة الممارسات الضارة في وزارة الاقتصاد، والدكتورة منى آل العلي مدير “أكاديمية بادري للمعرفة وبناء القدرات”، وأدارت الجلسة أمل خطيب مستشارة إدارة أعمال لدى شركة أوليفر وايمان.
وجاءت الجلسة كجزء من مبادرة “بادري لتبادل المعرفة”، لتعريف المشاركين بكيفية البدء في أعمالهم بقطاع التكنولوجيا والابتكار، واختيار سلسلة التوريد المناسبة لمشاريعهم، وكيفية معرفة أجزاء سلسلة التوريد الأكثر ربحية واستخدام تحليل البيانات لإيجاد الأسواق المناسبة.
ورحّبت الدكتورة منى آل علي، مدير “أكاديمية بادري للمعرفة وبناء القدرات” بالمتحدثين والمشاركين والمتابعين، مشيرة إلى أن أكاديمية بادري أطلقت هذه المبادرة قبل ثلاثة أشهر، تماشياً مع الإجراءات الوقائية الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في خطوة لمواصلة كافة فعاليات وأنشطة الأكاديمية (عن بُعد)، بهدف مناقشة مختلف المواضيع التي تعزز تجارب رواد الأعمال.
وتطرقت الجلسة إلى أهمية الابتكار والتكنولوجيا في ريادة الأعمال وماهية الاقتصاد المعرفي، وكيف يمكن لرواد الأعمال الجدد الاستفادة من هذا الاقتصاد ومتطلبات عالم الأعمال، إضافة إلى تعريف رائدات الأعمال بطرق الاستفادة من “الأسواق غير الملموسة” أو من استراتيجية “المحيط الأزق”.
دور البيانات في ريادة الأعمال
وتناول الشيخ فاهم القاسمي دور البيانات وكيف يمكن لرواد الأعمال الاستفادة من تحليلها في اختيار المجال المناسب لأعمالهم وتنميتها، وقال “قبل انضمامي إلى العمل الحكومي، كنتُ رائد أعمال، حيث أسستُ شركة بمشاركة أحد أصدقائي، وجاءت فكرة تأسيس الشركة من التحديات التي تواجه سلاسل التوريد، فعندما حاولتُ مساعدة صديقي الذي يعمل في مجال المأكولات البحرية، لاحظتُ ضعف كفاءة وفاعلية سلاسل توريد الأغذية البحرية، وكانت عملية تحليل البيانات الخطوة الأولى لإطلاق شركتي، أي أن عملية تحديد مشكلة معينة ومحاولة حلها قادتني إلى فكرة ريادية ناجحة”.
وأضاف “نجحنا في بناء سلسة توريد بين شركات مختصصة بمشاريع المأكولات البحرية، وأنصح رواد الأعمال الناشئين بالنظر إلى البيانات ذات الصلة، التي يمكن الحصول عليها من مصادر مختلفة وبشكل خاص من الدوائر الحكومية، والاستفادة منها في بناء سلاسل الإمداد المناسبة لمشاريعهم، حيث يعتمد إطلاق أي مشروع ريادي ناجح بشكل كبير على تحليل البيانات الشاملة والاستفادة منها”.
وانتقل الشيخ فاهم القاسمي إلى مجال التكنولوجيا وكيف يمكن لرواد الأعمال تعزيز هذا الجانب في أعمالهم، قائلاً: “علينا أن نسأل أنفسنا؛ كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدعم إدارة أعمالنا وتنظيمها؟ وهنا ينبغي لنا أن نتأكد من حل المشكلة عند استخدام التكنولوجيا لأنها مكلفة”.
ودعا رواد الأعمال المترددين لاتخاذ الخطوة الأولى للانطلاق بأعمالهم مؤكداً أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لديها كافة البيانات اللازمة لدعم رواد الأعمال الراغبين بتأسيس شركاتهم وإطلاق مشاريعهم.
وتابع: “الخبرة الميدانية على أرض الواقع مهمة جداً، ولهذا أنصح من يود أن يصبح رائد أعمال ناجح أن يعمل لدى رائد أعمال من أصحاب الأفكار الجريئة في القطاع الخاص، فالعمل الميداني على أرض الواقع هو الطريقة الأفضل لاكتساب الخبرة والتغلب على المخاوف”.
تمكين المرأة في القطاع الاقتصادي
من جهتها قالت سماح الهاجري: “من الضروري أن يبدأ رواد الأعمال الناشئين باستطلاع المعلومات المتعلقة بالسوق والتحري عنها، فلا يمكن تأسيس أي مشروع بناء على افتراضات نظرية، وفي هذا الجانب تعمل حكومة دولة الإمارات على تطوير منصة لاستطلاع الأسواق ودعم رواد الأعمال، ومن المتوقع أن تتوفر هذه المنصة قريباً”.
وأضافت الهاجري: “لاحظنا أن نسبة كبيرة من السيدات في دولة الإمارات يبدين اهتماماً بريادة الأعمال، كما أن الحكومة أطلقت عدة برامج تركز على تمكين المرأة في القطاع الاقتصادي منها برنامج المسرعات الحكومية، ويتم العمل حالياً على ألية لتسهيل عملية تمكين المرأة، فهناك 23 ألف رائدة أعمال تُقدر قيمة مشاريعهن بأكثر من 50 مليار درهم، وهذا إنجاز كبير يدفعنا للعمل على تعزيزه، ومع هذا أود التأكيد على أن هذا التمكين والنمو لا يتعلق بالرجل والمرأة، فنحن نسعى لمساعدة كافة رواد الأعمال على تطوير أعمالهم في دولة الإمارات”.
القطاعات الاقتصادية الواعدة
كما تنظم أكاديمية بادري الإلكترونية، في 15 يوليو المقبل، جلسة نقاشية افتراضية على منصة “زووم” تحت عنوان “النشاطات والقطاعات المستقبلية الاقتصادية الواعدة في الشارقة”، وذلك عند الساعة 11:00 صباحاً، تستهدف أيضاً رواد الأعمال الجدد وأصحاب المشاريع القائمة والمهتميين بمجال ريادة الأعمال.
ويشارك في الجلسة كل من سعادة مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، وسعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، في حين يدير الجلسة الدكتور عبد السلام الحمادي، إعلامي وباحث اجتماعي.
وتسلط الجلسة الضوء على أبرز الصناعات المستقبلية في الشارقة وأهمية الابتكار في إدارة المشاريع وإدارة الأزمات من أجل البقاء والازدهار في الصناعات المستقبلية وما يحتاجه رائد الأعمال ليتمكن من المنافسة في الأسواق.
وتناقش الجلسة التوجهات الجديدة للاستثمار الأجنبي المباشر ونتائجه على الاقتصاد ومزايا الاستثمار الأجنبي ودوره في تطوير القطاعات الواعدة وتأثيره على ريادة الأعمال، والتحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة وكيف يمكن لهذه المشاريع أن تؤدي دوراً أكبر في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، إلى جانب تقديم نصائح حول طرق إدارة المشاريع أثناء الأزمات.