مترجم بتصرف: دهيرن هارشانداني
ضرب وباء (كوفيد-19) الاقتصاد العالمي بقوة لدرجة أن البعض ما زال حائراً حول كيفية المحافظة على شركاتهم. مثل هذه التطورات ليست نادرة، ولكنها لطالما حدثت على نطاق ضيق. وبسبب معاناة الكثير من الشركات بسبب عدم قدرتها على تحمل التغيير، يبرز قلق عميق من قبل أصحاب الأعمال. وفي نفس الوقت، سيؤدي فيروس كورونا إلى إحداث تغيير في طريقة إنفاق الناس لأموالهم، ويمكن لهذه التغييرات أن يتردد صداها لعقود قادمة.
عالم الأعمال دائم التغير، وهذه القدرة على التكيف مع التغير هي علامة فارقة تميز رائد الأعمال. الكثير من حالات عدم اليقين تحيط بالعالم اليوم، ومعظم هذه الضبابية تنبثق من عوامل غير معروفة حالياً تتعلق بانتشار أوبئة مستقبلية. ومن المهم إدراك أن الوضع لن يعود إلى عهد السابق. وعلى سبيل المثال، سيكون هناك دائماً نفور من عودة التسوق الجسدي وتناول الطعان خارجاً والتفاعل مع نشاطات استهلاكية وغيرها.
وفي الوقت الحالي، نمتلك جيل من البائعين الذين عملوا في وقت كان هناك اقتصاد فقاعي، أو بائعين مخضرمين لم يعودوا مؤهلين للبيع في الأوقات الصعبة. وخلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، حوالي 25% يفشلون في أعمالهم، و70% بالكاد ينجون، و5% فقط يزدهرون. لأي فئة تنتمي أنت. الجواب يعتمد على كيفية تطبيق أعمالك للتكتيكات أدناه:
- تعلم التكيف مع التغيير
وضع تشارلز داروين، عالم الطبيعة البريطاني نظرية مفادها بأن البقاء للأقوى، تنص على أنه فقط المخلوقات التي تتأقلم وتتكيف بشكل أفضل مع بيئتها هي المخلوقات التي ستكون ناجحة في البقاء والتكاثر. تنطبق هذه النظرية كذلك على الأعمال في هذه الأوقات العصيبة. القدرة على التكيف والتغير بسرعة وفعالية تحدد ما إذا كانت الشركة قادرة على البقاء، او تنازع للبقاء أو ينتهي أمرها تماماً. وإذا كنت تريد لأعمالك الإزدهار في السنوات القادمة، فإن هذا الوقت هو الوقت المثالي لتقرر اعتماد استراتيجيات جديدة. للتأقلم بفعالية، عليك أولاً تحديد المشاكل التي يحدثها الوباء في أعمالك، وما هي النواحي التي تتطلب تغييراً. التواصل مع موظفيك لمناقشة هذه المشاكل لن يساعدك فقط بالتغلب عليها، بل سيعزز كذلك من روح الفريق، ويجعل موظفيك بالأمان والقيمة.
- حافظ على تفاؤلك
أن تكون متفائلاً يعني أن تكون مفعماً بالأمل، وأن تحافظ على رؤية مستقبلية إيجابية لك وللعالم. التفاؤل جزء أساسي من المرونة، وهي القوة الداخلية التي تساعدنا على تخطي الأوقات الصعبة. ما هي عقليتك الحالية للتغيير، وما هي ردة فعلك للتغيير؟ هل أنت غاضب، متردد، قلق أو تمتلك مشاعر متناقضة حول التغيير؟ من الطبيعي أن يكون عندك الكثير من المشاعر أو الآراء المتناقضة حول الجائحة، والتأثير الذي أحدثته. ومن الطبيعي أن تكون غير واثق من الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها. ولكن مهما حدث، عليك أن تحافظ على تفؤلك؟ عندما يحدث أمر سيء، يؤمن الشخص المتفائل أن الأمر السيء لم يطول، وأن هناك أمور طيبة بانتظارنا. القادة المتفائلون هم أفضل قادة، لأنهم ينشرون طاقاتهم الإيجابية، مما يجعل موظفيهم أكثر تفاؤلاً. وبالتأكيد لا يحتاج أي أحد في هذه الأوقات توقعات أو نبوءات مخيفة. نحتاج جميعاً أن نركز على جعل الأعمال تعود لطبيعتها، وهذا سيحدث فقط إذا ما امتلكنا عقلية إيجابية.
- اتبع اتجاهات السوق الحالية
الوقت الأنسب للتفكير بالتكيف مع اتجاهات السوق الحالية هو الآن. ورغم تحديات فهم وتوقع كل اتجاهات ومنهجيات السوق الحالية كاملاً، فإنه سيكون في صالحك تكريس بعض من وقتك لدراسة هذه الاتجاهات. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تشعر بأن التجارة الإلكترونية ستهيمن للسنوات القادمة، فكر باعتماد استراتيجيات تدعم التجارة الإلكترونية في عملك. فكر بفهم الوضع الحالي للسوق في مجال عملك، ومحاولة تحسين وضع أعمالك. قد يتطلب هذا اعتماد تغيرات جذرية مثل تغيير كامل استراتيجية أعمالك، ولكن عندما تفكر بذلك، ستجد أن أعمالك قادرة على توفير خدماتها ومنتجاتها لعملائك عند بعد بطريقة لم تتوقعها. إذا اتبعت اتجاهات التسويق الحالية، سيكون بإمكانك الاستفادة من تدفقات إيرادات جديدة في مجال عملك. وإذا ما كانت استراتيجية أعمالك ما زالت قائمة، سيكون بإمكانك وضع خطة هجينة ستثبت نجاحها بعد انتهاء الإغلاق. ولذلك لا يجب عليك الجلوس في منزلك والراثء، بل عليك أن تمشي مع الموجة الحالية!
- تعاطف مع موظفيك وعملائك
حاول فهم أن كل فرد منا تأثر بالأزمة بطريقة أو بأخرى، وأن الجميع يعاني منها. وينبغي عليك أن تحافظ على التواصل عبر ثلاث جهات. أولاً هو التواصل الداخلي مع موظفيك، وثانياً هو التواصل الخارجي مع عملائك والمستثمرين، وثالثاً التواصل الدولي والعالمي مع الأسواق والاتجاهات الناشئة. ولكي تكون ناجحاً في أعمالك، ينبغي عليك ان تمتلك وتظهر قدراً من التعاطف الذي يجعلك قادراً على فهم وجهات الآخرين. عندما تضع نفسك مكان الآخرين، تكتشف بسهولة كيف يشعرون وتتصرف على هذا الأساس. فعلى سبيل المثال، يمكن ان لا يقدر بعض موظفيك على العمل بفعالية وكفاءة من البيت، بينما قد يصبح آخرون أكثر كفاءة وهذا مفهوم تماماً.
- خاطر
فقط أولئك الذين على استعداد للمخاطرة قادرون على النجاة. تفهم أن العالم قد تغير، ويمكن ان يكون ذلك للأبد. ينبغي عليك أن تصل إلى الناس في بيوتهم أكثر من الماضي. لذلك خاطر، واستثمر في وقتك ومواردك، وانضم للفريق الفائز. جميعنا ندرك أننا نمر بأوقات عصيبة غير مسبوقة. فقط إرادتك ورغبتك بالنجاح ستبقيك ماضياً في طريقك. خذ نفساً واستعد وابتكر وخاطر.