مترجم بتصرف: مقال لـ تامارا بيوبيك
كان يبدو شهر فبراير 2020 مثل الأشهر الأخرى في أي عام، ولكنه كان مميزاً أكثر لنيها وفيناي ميهتا، الأم والإبن الذين أسسا مطعم ومخبز “Pav Gully Restaurant and Bakery“، لأنهما حققا بهذا الشهر حلمهما بإطلاق مطعم عائلي يقدم أطباقاً هندية لذيذة.
توقعاتهم بما يتعلق بإنتاجية مطعمهم، والتحديات التشغيلية والإقبال كانت مخاوف تقليدية، مثلهما مثل أصحاب مطاعم أخرى، ولكن حدثت أزمة انتشار وباء كورونا، وأعلنت حكومة دولة الإمارات إجراءات وقائية تضمنت إغلاقاً لمدة 24 ساعة لاحتواء انتشار الوباء.
تقول نيها ميهتا:” مطعمنا هو مطعم عائلي، والإنطباع العام الذي تولد لدينا هو أن الناس خائفون ومترددون بتناول الطعام خارج المنزل نظراً لشكهم بالنظافة والتعقيم ونوعية الطعام وجودته. ورغم تردد عملائنا في تناول الطعام خارج المنزل، لاحظنا وجود طلب كبير على المواد الأساسية من المخبز مثل “Mumbai Pav” و”flavored Khari biscuit” وهي معجنات هندية. منتجاتنا كانت خالية من البيض، ولذلك كانت تلبي احتياجات شريحة كبيرة من الناس في منطقتنا.”
وبسبب هذه الملاحظة، ومنذ بدء الأزمة، ركزت عائلة ميهتا على تلبية الإقبال اليومي المتوقع، وضمان عدم وجود منتجات زائدة عن الحاجة لأن معظم منتجات المخبز تخسر جودتها ونضارتها إذا بقيت لليوم الثاني.
ولم يكن ذلك التغير الوحيد في خططهم. يقول فيناي ميهتا:” عندما أطلقنا مطعمنا، كنا قد قررنا أن نعقد اتفاقات مع شركات توصيل الطلبات في غضون ستة إلى ثمانية أشهر بعد بدء عملياتنا، وبالسعر الذين كنا سنتقدم به، لم يكن ذلك ممكناً جداً، ولكن اضطررنا في فترة الوباء إلى إعادة النظر في خطط الاستثمار مع الأطراف الثالثة وتسريع هذه الشراكات بسبب الطلب المتزايد على خدمات التوصيل لمنتجاتنا.”
عامل آخر لم يكن بالحسبان أو على قائمة خططهم تمثل باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين بهذا المجال، وهو الأمر الذي أثبت جدواه بسرعة بالنسبة لأعمالهم. يضيف فيناي:” نحن تقليديان، واعتمدنا لفترة طويلة على وسائل تقليدية للتسويق والتواصل. ومنذ الإغلاق واعتماد إجراءات التباعد الاجتماعي، اضطررنا للجوء لوسائل التواصل الاجتماعي والرقمي لفهم كيفية الاستفادة منها لتعزيز حضورنا.”
وتركز عائلة ميهتا في المستقبل على الحفاظ على جودة ومعايير منتجات المطعم، وإدخال عروض ترويجية للمناسبات الخاصة، والتحضير لتدفق الزبائن لتناول الطعام في المطعم فور انتهاء الأزمة. يختتم فيناي قائلاً:” توفير تجربة طعام لا تلامسية هي الخطوة المقبلة بمرحلة ما بعد (كوفيد-19)، ونعمل على تطبيقها قريباً”.
ويمتلك دومينيك نويل بارنز، مؤسس “The Giving Movement” وهي عبارة عن علامة ملابس مستدامة ومصنوعة في دولة الإمارات غير رسمية ورياضية للجنسين، قصة مماثلة. يقول:” أكبر تحدٍ لي كان شعوري بالذنب لإطلاقي العلامة في هذا الوقت. كان شعوراً صعباً حيث اضطررنا لتأخير الإطلاق على أمل أن تنتهي الأزمة، ولكن تبين لنا أننا بحاجة لإطلاق العلامة للمحافظة على بقائنا. لقد كان أمراً صعباً.”
وحققت علامته التجارية الكثير من الشعبية والمبيعات اللافتة إقليمياً وعالمياً، الأمر الذي جعل بارنز يتوقع قيامه مع نهاية العام الجاري بالتبرع بمبلغ 100,000 دولار أمريكي لدبي للعطاء. يضيف بارنز:” أعتقد أن هذه الأزمة ستظهر المعدن الذي صنعنا منه فردياً وجماعياً. وأعتقد أن كل شخص مر برحلة ريادة الأعمال سيكون مألوفاً لديه الشعور بالضغط ومواجهة التحديات وانتقاد الذات. وعندما نضيف تحدٍ جديد مثل الذي حدث في انتشار وباء مخيف فإن التحديات تبدو حينها كبيرة. وجدت فرصة في السوق من خلال الطلب على الملابس المنزلية وخصوصاً في فترة الحجر، وذلك اضطررت لأخذ القرار الاستراتيجي بالإطلاق الفوري للعلامة.”
ومثلما كان الوضع بالنسبة لعائلة ميهتا، يؤكد بارنز أهمية الحضور الرقمي لأي شركة، ولكن رؤيته بهذا المجال تسلط الضوء على زاوية مهمة يجب أخذها بالاعتبار عند تحليل تأثيرات أزمة ( كوفيد-19) على الأعمال.
يقول بارنز:” أعتقد أن أهمية تأسيس حضور إلكتروني أثبت جدواه في هذه البيئة. هذا القرار يمكن أن يكون الفيصل بين بقاء الشركة أو اندثارها، وخصوصاً مع القيود على قطاع التجزئة التي رأيناها حول العالم بسبب وباء كورونا. وفي نفس الوقت، فكروا معي بوضع غير تقليدي في حال انهيار منظومة الانترنت وعادت الأمور إلى طبيعتها في التسوق المباشر في المحال والأسواق. ولذلك من المهم توزيع المخاطر والعمل على عدة قنوات.”
ومهما تطلب ذلك من وقت، يقول بارنز أن صحة فريق عمله والعملاء أولوية لا يتنازل عنها ومن ضمنها التباعد الجسدي والتعقيم. يضيف بارنز قائلاً:” إجراءات متعددة هي خارجة عن إرادتنا، ولذلك فإننا ملتزمون من جهتنا بتقديم خدمة عملاء عالمية وأن نكون شفافيين قدر المستطاع خلال هذه الرحلة.”
ويضيف بارنز أنه في فترة ما بعد كوفيد-19، يجب على قطاع التجزئة الاستماع إلى العملاء ويكون أكثر تكيفاً مع احتياجاتهم. ” أعتقد أنه بات واضحاً ان المستهلك بات أكثر حذراً من بروز أشياء عديدة منها المساعدة الذاتية والتنمية الشخصية والتأمل ومفهوم الأكل النباتي. أؤمن أن هذه اليقظة ورحلة استكشاف الذات ستستمر وستكبر بسبب الأزمة الحالية. وكعلامة تجارية، نتصور أن العميل يريد أن يرتبط أكثر بالعلامات التجارية ذات الأهداف الهادفة، والأشياء المنسجمة مع قيمه كإنسان، سواء أكان ذلك الاهتمام بالكوكب أو الناس.”