مترجم بتصرف: مقال هيثر هينيون، الشريك المؤسس، Mindshift Capital
باعتبارنا مستثمرون مغامرون، تعودنا على الحديث حول ما إذا كانت الشركة الناشئة جاهزة للاستثمار، أي أنها جاهزة لاستقبال رأس المال الخارجي. ولكن عند ظهور أزمة (كوفيد-19) أدركنا بسرعة أننا بحاجة لأن نفهم ماذا إذا كانت شركاتنا التي نمتلكها في محفظة استثماراتنا او التي سنضيفها إلى محفظتنا الاستثمارية جاهزة للتفوق والصمود على حالة الضبابية الاقتصادية التي خلقها الوباء. وبشكل أهم، كيف يمكننا كمستثمرين دعم هذه الشركات؟
وكرد على هذا السؤال، قمنا في شركة “مايندشيفت كابيتال” بتطوير “بطاقة جاهزية مايند شيفت كابيتال كوفيد-19” كأداة للمؤسسين لقياس واحتساب مجموعة نقاط استعدادية وجاهزية شركتهم لكوفيد-19 وما بعدها. ويمكن لرواد الأعمال استخدام هذه الأداة لقياس كل جوانب عملهم وتحديد مجالات الخطر في أي منها. وبينما يمكن اعتبار البطاقة مفيدة للمؤسسين لوضع انطباع سريع وخصوصاً عند إدارة محفظة الشركات، إلا أنها مفيدة بذات الأهمية كأداة تشخيصية لقياس المخاطر بموضوعية على كلٍ من إجمالي نشاط الشركة والمجالات الفردية. وقد وجدنا أن بعض الشركات اكتشفت مخاطر لم تكن معروفة لها ولم تكن ظاهرة بالكامل، مثل نقاط ضعف في شبكة الإمداد بحاجة إلى مراقبة ومعالجة.
ورغم أن الاقتصادات بدأت بالانفتاح، فإن الفترة المقبلة ستبقى صعبة حتى إيجاد لقاح مناسب للفيروس. ونحن نتيح من جهتنا البطاقة التشخيصية لكل مؤسسي الشركات لمساعدتهم في هذه الأوقات الصعبة. ويمكن تحميل البطاقة هنا، حيث تتيح خياراتها البسيطة من 1-3 تحديد جوانب أعمالك ضمن أي من التقييمات التالية:
- 1. جاهزية كوفيد-19 منخفضة
- 2. جاهزية كوفيد-19 متوسطة
- 3. جاهزية كوفيد-19 مرتفعة
ويتم بعد ذلك وضع معدل للنتيجة لاحتساب النتيجة الإجمالية للشركة. أدناه نبذة معمقة عن العوامل المحتسبة في بطاقة النتائج:
- التخطيط: بينما لا تشعر الكثير من المشاريع الناشئة بأنها قادرة على التخطيط خلال أزمة (كوفيد-19)، إلا أن ذلك غير صحيح. هناك بعض الأشياء التي في متناولنا، وغيرها من الأشياء التي لا نتحكم بها. البيانات والمعلومات تتغير يومياً حول حالات الإصابة بالفيروس والإغلاق والعمل من المنزل والصدمات الاقتصادية والموجة الثانية من الفيروس والسياسات الحكومية. ولكن يمكننا وضع سيناريوهات بناءً على عوامل يمكننا التحكم بها وعوامل لا يمكننا التحكم بها (قامت الشركة الأمريكيةSequoia بنشر أداة مذهلة قامت إحدى شركاتها بتطويرها- وهي متضمنة في هذا التحميل ). وبالتأكيد يجب علينا تحديث خطتنا السنوية اعتماداً على متغيرات كوفيد-19، ويجب علينا كذلك وضع خطط طوارئ تحدد بدقة المسببات والمحفزات. (وعلى سبيل المثال، إذا كان الإغلاق سيستمر لستة أشهر، فيجب علينا خفض النفقات بنسبة 15% لضمان سيولة لدينا لمدة 12 شهراً)
ومن ثم، وعند حدوث المسبب، علينا أن نتصرف بسرعة لتطبيق خطة الطوارئ. ويمكن للحوكمة والإشراف أن يضمنا حدوث ذلك. ويجب على مجلس الإدارة أن يكون نشطاً خلال هذه الفترة من حالة عدم الاستقرار. ويقع على المدراء مسؤولية ائتمانية مما يعني أنه يتوجب عليهم التصرف لما فيه أفضل مصلحة للشركة وليس مصالحهم الشخصية. قرار إرسال الموظفين في إجازة أو تسريحهم قد يكون صعباً على الإدارة، ولكن يجب على مجلس الإدارة ضمان خفض المصاريف حتى تنجو الشركة. مجالس إدارة الشركات الموجودة على قائمة “فورتشن 500” يجتمعون اسبوعياً، ونصيحتنا أن يجتمع مجالس إدارة الشركات الناشئة شهرياً مع مراقبة تفصيلية للعمليات.
- التواصل: تواصل ثم تواصل ثم تواصل. علينا أن نتواصل أكثر خلال هذه الفترة من العمل عن بعد مع الجميع من موظفين وعملاء ومستثمرين وغيرهم من الأطراف المعنية. ويعتبر هذا الوقت مثالياً للاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي وزيادة عدد النشرات الإعلامية والورش الافتراضية. ويجب أن تكون معظم الشركات اليوم قد قامت بكتابة رسالة إلى عملائها ومستثمريها لشرح الإجراءات التي اتبعتها كرد فعل على أزمة (كوفيد-19). وإذا لم تكن قد فعلت ذلك حتى الآن، قم به الآن وحافظ على تواصلك المستمر معهم.
- السيولة النقدية: النقد هو الملك، وأحد أهم الإجراءات التي يتوجب على الشركات الناشئة اعتمادها في الفترة الحالية هي زيادة فترة امتلاك الكاش. وينبغي على الشركات كوضع مثالي زيادة هذه الفترة لتصل إلى 24 شهراً. وهذا ليس بالأمر السهل خصوصاً إذا كنت في خضم جولة تمويل أو كنت للتو بادئاً نشاطك. وبينما نعرف جميعاً أن معايير ومقاييس القطاعات قد تغيرت من النمو مهما كانت التكاليف إلى الأهمية القصوى للاستدامة والإيرادات، فإنه من المهم بمكان ضمان وجودك وبقائك عند عودة الاقتصاد إلى طبيعته. النجاة هو “النمو الجديد” اليوم.
حاول خفض معدل الإنفاق والإنفاق المتغير قدر الإمكان. فقد أظهرت بيانات من الإنكماشات الاقتصادية السابقة في 2001 و 2008 أن المشاريع الناشئة التي نجحت بتطبيق إجراءات خفض كبيرة وسريعة هي المشاريع التي نجت. وقم في الوقت نفسه، بإعادة التفاوض حول عقود الإيجارات، والاتفاقيات القانونية وعقود الموردين، فلا شئ بمأمن عن إعادة التفاوض أو التأجيل.
يبدو جمع التمويل شائكاً في هذه الظروف. فالعديد من المستثمرين لا يستثمرون في شركات جديدة حتى يكون هناك وضوح أكثر حول طبيعة “العالم الجديد”. الخيار الأفضل هو إعادة فتح جولة تمويل سابقة (إذا كانت منذ أقل من ستة أشهر) ودعوة المستثمرين السابقين إلى الإلتزام بتوفير تمويل جديد. العديد من المستثمرين يتريثون بدعم شركاتهم خلال هذه الأوقات العصيبة.
- المبيعات: المبيعات هي المجال المتأثر الأكثر وضوحاً جراء الانكماش الاقتصادي. التغيرات المتسارعة في عادات الاستهلاك تأثرت بشكل كبير في قطاعات محددة مثل السفر والتكنولوجيا والتنقل وتوصيل الطعام. من المهم جداً المحافظة على مبيعات نشطة وأن تكون صادقاً مع نفسك فيما يتعلق بمعدل تحويل الزيارات إلى مبيعات. الشركات ذات آفاق البيع الكبيرة ومعدلات التحويل العالية هي في موقع أفضل لكي تصمد في وجه الوباء والانكماش. وإذا كانت مبيعاتك تتدهور، حاول الاستناد إلى نماذج اخرى لتوليد الإيرادات بسرعة.
- شبكة الإمداد والدعم اللوجيستي: الشركات مثل منصات التجارة الإلكترونية تعتمد اعتماداً كبيراً على مورديها، ولكن مع ذلك، واجهت شركات التقنية المالية تحديات ومشاكل في شبكة التوريد والإمداد لم تكن واضحة قبل استخدام بطاقة النتائج التشخيصية. الاعتماد على مزود واحد خلال فترة أزمة (كوفيد-19) قد يكون خطراً، ومن الأفضل التنويع في الموردين قدر الإمكان. خيارات المتاجر المحلية والقريبة هي الأفضل بسبب توفر رؤية أشمل حول أوقات التوصيل والمعلومات. التحدي الأكبر بما يتعلق بمسألة البضاعة تبقى السيولة.
- الموارد البشرية: في حين لا يريد أي أحد التخلي عن أعضاء الفريق القيمين، لجأت العديد من الشركات إلى خيار تسريح موظفيها لخفض النفقات. وشملت الخيارات الأخرى الاقتطاع من الرواتب وإعطاء الموظفين إجازات غير مدفوعة وتأجيل الرواتب. وقد وجدت بعض الشركات حلولاً مبتكرة مثل مشاركة العمل للموظف الذي قد لا يكون جزءاً أساسياً في عمله الحالي حتى إعادة فتح السوق ولكنه قد يكون مفيداً في منصة إلكترونية لمشتريات البقالة التي تشهد إقبالاً كبيراً. من المهم أن تكون واضحاً مع موظفيك حول وضع الشركة وأن تكون كإدارة شفافاً قدر الإمكان. لا تقم بتجزئة عملية الاقتطاع من الراتب أو تسريح الموظفين، بل حاول القيام بها على مرحلة واحدة للحفاظ على ثقافة الشركة. انعدام الأمن الوظيفي هو مصدر للقلق لجميع الموظفين.
- التسويق: إنه الوقت الملائم لاستخدام وسائل تسويق مثل الورش الافتراضية والنشرات الإعلامية من أجل بناء علامتك التجارية واستقطاب عملاء. الإنفاق على التسويق قد لا يكون خياراً استثمارياً جيداً في بيئة يقل فيها الإنفاق على التجزئة ويلجأ خلالها العملاء للحفاظ على سيولتهم المالية. من الأفضل الإنفاق على التسويق عندما يكون العائد على الاستثمار مرتفعاً. والشركات التي تعيد مراجعة خططها التسويقية بشكل صحيح هي الشركات التي ستتعافى وتتصدر اولاً.