مترجم بتصرف: مقال لكاميلا دابو
لاحظت مؤخراً أن مجلة “ذا أتلانتيك” التي يقع مقرها في بوسطن قد بدأت بالإشارة إلى الأطفال الذين يولدون اليوم بجيل سي “Generation C”، بالإضافة إلى بدء تداول مصطلح ما قبل (كوفيد-19). ومن الواضح أن حياة هذا الجيل وحياة الملايين حول العالم سيتشكل بناءً على القرارات والاختيارات التي نتخذها اليوم وخلال الشهور القليلة القادمة. وعند مواجهة هذه التحديات، يبرز قلق أصحاب وقادة الأعمال على تأثير هذه التحديات على شركاتهم، وما الذي يتوجب عليهم فعله.
وأهم قرار واختيار يمكنهم فعله اليوم هو الامتناع عن ضغط زر التوقف، مهما كانت الظروف مخففة. ونشهد كل يوم تسرع شركات وحكومات وعملاء باتخاذ قرارات غير محسوبة، ويلجؤون إلى تجميد خدمات وخطط ومشاريع قائمة.
ولا يخفى على أحد أن تأثير هذا الواقع الجديد غير المسبوق يعني أنه سيكون هنالك إعادة هيكلة دراماتيكية للنظام الاقتصادي والاجتماعي التقليدي الذي اعتدنا العمل فيه. ولكن وعند استعدادنا للمستقبل، من المهم مناقشة شكل النظام الطبيعي الجديد، والبحث عن حلول للتغلب على تحديات الغد، واتخاذ قرارات واضحة وحاسمة.
وبناءً على خبرتنا، فإن الشركات المرنة التي تنظر للمستقبل وتريد الحفاظ على دوران أعمالها، وتطبق نموذج تشغيل يستوعب كل الجوانب ومستويات عدم الاستقرار غير المسبوقة، هي التي ستكون مهيئة أكثر من غيرها للتعافي، وستمارس أعمالها فور عودة الأمور إلى طبيعتها.
وتوقع البنك الدولي ان تبلغ كلفة فيروس كوفيد-19 وانخفاض أسعار النفط على اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 116 مليار دولار امريكي. وبدأت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد تماماً مثل سائر دول العالم، رفعاً للتدابير الإغلاقية على اقتصاداتها، وبدأ الناس يعودون تدريجياً إلى أعمالهم. ويبدو جلياً أن الشركات التي لم تتوقف هي الشركات التي بدأت بالفعل رحلة التعافي.
ومثلما قال حاكم نيويورك أندرو كومو وذلك في عز أزمة المدينة وتصديها للفيروس الشرس:” يجب علينا بدء التخطيط لإعادة الحياة. وذلك لن يحدث بضغطة زر بيوم واحد ليعود كل شيء إلى طبيعته.”
إحدى الإجراءات التي ستساعد الشركات حقاً حتى عندما تتوقف عملياتها الأساسية، هي تأسيس فريق للتعافي. ومهمة هذا الفريق جمع المعلومات الاستشرافية وتطوير سيناريوهات مستقبلية، مع تحديد الخيارات والإجراءات المطلوبة للتصرف وفق استراتيجيات تكتيكية.
هي ظروف مجهولة ولكنه يجب على شركات القطاعين العام والخاص النظر إلى الفرص رغم القيود. يجب الفوز ولا خيار غيره، والفوز هنا لا يعني التغلب على المنافسين، ولكن إيجاد الحلول وإظهار القدرة على التعافي والعودة بعد (كوفيد-19).
وبينما نحاول الوقوف على قدمينا في هذه الأوقات غير العادية، اكتشفنا أن السرعة واتخاذ القرارات الحاسمة هو أكثر أهمية من وضع تلك الخطة المثالية، لأن الخطط تصبح قديمة وبالية في غضون يوم أو حتى ساعة. ويجب على فرق التعافي الاستمرار في العمل بنسق سريع، حتى لو كانت باقي الأعمال تسير بنمط بطيء. يجب علينا تذكر أن السرعة وليس الإتقان هو العامل الأساسي، بينما يتم تحسين وتطوير السيناريوهات مع ورود مزيد من المعلومات مع الوقت.
ولعبنا في شركة أبكو العالمية، دوراً أساسياً في العديد من الحالات في تأسيس هذه الفرق. وبينما أن الوقت غير ملائم لتعريف العملاء بأشياء جديدة، نجدهم يرحبون بالنصيحة الصائبة التي تشمل مساعدتهم على التأهل للحصول على حزم التحفيز إلى نصحهم حول أفضل الوسائل للتواصل بخصوص التغيرات في الأعمال، وانتهاءً بتحديد الخطوات المتوجب عليهم اتباعها لمواجهة الفيروس وتأثيراته، وهو المواضيع الأكثر جدية اليوم.
التفاعل هو ميزة أساسية أخرى للشركات التي تركز على التعافي وليس التخلف عن الركب والتحول للدفاع. تعمل أبكو باستمرار على مساعدة شركات غير محدودة على البقاء في سوق العمل والتفاعل مع أطرافها المعنية من خلال الحلول الفعالة وجلسات الاتصال المرئي والمقارنة مع المنافس.
وقت الاستعداد لفيروس (كوفيد-19) قد ولى، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو وقت القرار. استخدم الوقت الذي وفرناه من عدم التنقل والسفر بانتظار انتهاء الفيروس، في الاستثمار في استراتيجية العودة والتعافي.
هل ستكون علامتك التجارية أول علامة ستتفوق في مرحلة ما بعد كوفيد-19؟