مترجم بتصرف: مقال لـ تمارا بوبيتش
من الآمن القول إن استخدام تطبيق “زووم “عالمياً قد توسع ونمى خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فأرقام الاستخدام بالتأكيد ستحدث لك صدمة. يتحدث سام تايان، ممثل شركة “زووم” في منطقة الخليج، والتي يقع مقرها في سان خوسيه بالولايات المتحدة الأمريكية، عن النمو الكبير لأعمال الشركة ويضعه في إطاره الواسع.
ففي ديسمبر من العام 2019، بلغ عدد المشاركين في الاجتماعات اليومية عبر منصة “زووم”، سواءً أكان الحساب مجانياً أو مدفوعاً، حوالي 10 ملايين مستخدم. وفي مارس 2020، ارتفع عدد المشاركين في الاجتماعات اليومية عبر منصة “زووم”، سواءً أكان الحساب مجانياً أو مدفوعاً، ليتخطى 200 مليون مشارك يومي في الاجتماعات، ويعود ويرتفع بعد شهر واحد ليبلغ 300 مليون مشارك. “إن هذا النمو فاق كل التوقعات”، يقول تايان.
قد يبدو أن الأفكار التي تخطر ببالك خلال رحلة قطار مكتوب لها أن تصل إلى العالمية (إذا ما تذكرنا الكاتبة جوان رولينج)، ولكن مؤسس “زووم” إيريك إي يوان” قد فكّر لأول مرة بتطبيق يشبه زووم خلال تنقلاته الطويلة في بلده الصين. وفي منتصف تسعينات القرن الماضي، وصل يوان إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعمل مع “WebEx” والتي تحولت بعد ذلك إلى “Cisco”، ولكنه اختار لنفسه طريقاً غير ذلك مع إطلاقه لمنصة “زووم” في العام 2012.
ورغم مواجهتها لمجموعة من المشاكل والتحديات في بداية مسيرتها، كانت الشركة تبلي بلاءً حسناً، وكان الإكتتاب العام لأسهم زووم في بورصة ناسداك العام الماضي ناجحاً حيث بلغ سعر السهم 36 دولاراً امريكياً. وفي أقل من سنة، ارتفعت أسهم “زووم” لتصل إلى 169 دولاراً امريكياً، مما عزز من قيمة أرباح المستثمرين. وقد تم تطوير منصة زووم في الأصل لاستخدام الشركات، وتم اختياره بثقة من قبل عدد كبير من الشركات حول العالم وذلك بعد إجراء مراجعات الأمان على مستويات مختلفة تتعلق بأمن المستخدم والشبكات ومراكز البيانات. يقول تايان:” وبعد ان أصبح التواصل عبر الفيديو أكثر شعبية وسهل الحصول عليه، أحسسنا بمسؤولية للمساعدة قدر الإمكان.”
وفي الواقع ومنذ بداية أزمة انتشار فيروس (كوفيد-19)، قرر يوان أن يوفر التطبيق لطلبة المدارس في كل الصفوف ابتداءً من الحضانة وحتى الصف الثاني عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، ليشمل بعد ذلك حوالي 90,000 مدرسة موزعين في 20 بلداً مجاناً. يضيف تايان :” خلال فترة انتشار الوباء، عملنا على مدار الساعة لنضمن تشغيل واستمرارية وتواصل المدارس والجامعات والمؤسسات الأخرى حول العالم. ومع ازدياد عدد المستخدمين لزووم خلال الأوقات الحالية، ركزنا جهودنا بشكلٍ استباقي لتعريف المستخدمين بالسياسات المتعلقة بالتطبيق، وأفضل الوسائل لاستخدام المنصة وحماية اجتماعاتهم.”
يقول تايان:”كان الفريق واثقاً من أن البنية الهندسية التحتية لتطبيق “زووم” مصممة بشكلٍ يجعلها قادرة على تحمل هذه المستويات المتزايدة من النشاط. إن منصتنا صممت من الصفر لمواجهة أكثر جوانب الاتصالات صعوبة من الناحية الفنية وهي مكالمات الفيديو، حيث ان الثقة بهذا المنتج ترتكز على وجود مراكز بيانات زووم في 17 موقعاً حول العالم، مما يوفر مرونة كبيرة وإمكانية التحكم بتدفق البيانات وخصوصاً توجيه حركة بيانات مكالمات الصوت والفيديو. وقد تم بناء وتصميم منصة زووم بشكل هندسي يمكنها من توجيه البيانات إلى أقرب مركز بيانات لديها. أما في حال كان هناك تدفق هائل على مركز البيانات هذا فإن المنصة تقوم بتوجيه البيانات مرة أخرى إلى مركز بيانات آخر تابع للشركة. وفي حال زيادة تدفق البيانات بشكل كبير وغير مسبوق، يمتلك زووم القدرة على الوصول إلى عشرات الآلاف من خوادم “منصة أمازون الأمنية” (AWS) ونشرها، وكل ذلك بالتوافق التام مع سياسة الخصوصية المتبعة في الشركة من أجل ضمان التوسع بسلاسة دون التأثير على خصوصية مستخدمينا.”
ومع بروز عدد من الثغرات في التطبيق، قامت الشركة على إثرها بإطلاق الإصدار الجديد من منصتها “زووم 5.0″، والذي تضمن معالجة وتعزيز ميزات الأمن والتشفير والخصوصية بالمنصة ضمن خطة التسعين يوماً التي أقرت لتوفير تحسينات أمنية قوية. يقول تايان:” تأخذ زووم خصوصية وأمن مستخدميها وثقتهم محمل الجد. نحن لا نقوم ببيع بيانات المستخدم ولا نراقب اجتماعاتهم ومحتواها، ونلتزم بكل قوانين وتشريعات الخصوصية ومنها اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) و قانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA).”
ولفت تايان إلى ان أزمة فيروس (كوفيد-19) قد وسعت تماماً مفهوم مزود تقنيات اجتماعات الفيديو، حيث إنه من اللافت انه حتى قبل انتشار الوباء، كان التقدم في هذه التكنولوجيا ممزوجاً ببروز جيل جديد من العمالة، يعني أن ثقافة مكان العمل قد بدأت تشهد تغيراً جذرياً. ويشرح تايان قائلاً:” عندما ننظر إلى مفهوم “مكان العمل”، نجد أنه قد خسر بشكل ما معناه الحقيقي، حيث لم يعد يعني مكان عمل تقليدي، فدلالة الذهاب إلى العمل تتغير. ومع تفضيل العديد لمشاركة أماكن عملهم ومنها المقاهي أو البقاء في المنزل أو حتى الذهاب إلى خارج المنزل، تغير مفهوم مكان العمل ليشمل أي مكان يعتبر مقبولاً لممارسة العمل ما دام ذلك يناسب العامل ويتم خلالها إنجاز مهام العمل بكفاءة. ولكن، لم يعد هذا المفهوم المرن لمكان العمل شيئاً حسن الفعل ومحبذاً، لأنه أصبح حاجة أساسية للأعمال. ويجب على الأعمال التأقلم والتكيف مع ذلك وإعادة التفكير بعملياتها اليومية لضمان استمراريتها بنجاح.”