مترجم بتصرف: مقال لكريس بارنز
بعد أن حصلنا على لقب “أفضل شركة تصميم من فئة البوتيك” ضمن “جوائز الشرق الأوسط للتصميم” في شهر أكتوبر من العام الماضي، خططنا لإنهاء عامنا العشرين بحفلة رائعة صممناها بأنفسنا في أحد الأماكن الشهيرة، خصوصاً وأننا قد استحققناها بجدارة. ولكن، جاء وباء كوفيد-19 كضربة قاسية جداً، ليس فقط بالنسبة لنا كشركة، ولكن بالنسبة لكثير من عملائنا، الذين نعتبرهم عائلتنا الممتدة، حيث جمعتنا بهم أعمال كثيرة على مدى سنوات الماضية. فإذا سألت أي شخص يعمل في مجال التصميم الداخلي عن كيفية تأثير هذا الوباء على أعمالهم، ستحصل على نفس الإجابة: “إنه أمر غاية في الصعوبة حقاً!”. لذلك، كيف ستنجو أعمالنا من هذه الأزمة؟ إليك بعض النصائح حول كيفية القيام بذلك:
- تعلم من دروس الماضي؛ بفضل ثروة من الخبرات في المنطقة، تعلمنا دروسًا قيّمة من خلال فترات الركود السابقة، وخاصة الأزمة المالية في عام 2008. توصلنا إلى أنه من المهم جداً تتبع تحليلات الخبراء وتوقعاتهم للأسواق التي تهمنا بهدف وضع الخطط المستقبلية وزيادة الإنتاجية. وتمكنا من تحديد الحاجة إلى تطوير نهج استباقي مع نموذج عمل يتضمن قاعدة عملاء متنوعة، ووضعنا خططاً متنوعة للاقتصاد المتغير في الإمارات العربية المتحدة، مع القدرة على تقديم خدمات التصميم الحائزة على جوائز في الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، وبينما كان فيروس كورونا في مراحله الأولى، كنا قد أنشأنا بالفعل بيئة عمل سهلة التكيف مع الوباء، مما سهل علينا الاستمرار رغم الإجراءات والقيود الصارمة المفروضة على الأعمال.
- اتخاذ إجراءات سريعة؛ نحن نعيش في عالم تسيطر في كثير من الأحيان وسائل الإعلام على معلوماته، ولا سيما مع قدرتها على نشر الأخبار السلبية. ومع ذلك، قامت بعض التقارير بتسليط الضوء على المخاوف التي قد تنجم عن التأثير العالمي المحتمل لفيروس كورونا مبكراً. فمع حقيقة عدم توقعنا لأمر مماثل، ومع القليل من الوقت للتخطيط قبل قيام الحكومة باتخاذ إجراءاتها اللازمة، فإن التصرف بسرعة لتقليل التأثير على الأعمال أمر غاية في الأهمية.
- تعرف على خياراتك؛ في وقتنا الرهن، تسهل إمكانية الوصول إلى المعلومات كل يوم وعلى مدار الساعة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، لذلك ليس لدينا أي عذر لعدم معرفة أنواع المساعدة المتاحة أمامنا خلال أزمة كوفيد -19 في إدارة عمليات التدفق المالي. ويجب عليك البحث في السوق جدياً لمعرفة كل الخيارات المتاحة أمامك. على سبيل المثال: عندما توفر البنوك خدمة تأجيل سداد القرض، اطلبها مباشرةً. وتفاوض مع مورديك واتفق معهم على خطط السداد. وقم بالاتصال مع عملائك لمناقشة التزاماتهم، وافعل ما بوسعك للحصول على مدفوعات في الوقت المحدد. ومع الإعلان عن مبادرات الدعم الحكومية لمساعدة الشركات التجارية في المملكة العربية السعودية، هناك إشارة إلى أنه قد يكون هناك المزيد من الدعم من قبل حكومة دولة الإمارات أيضاً، لذا عليك أن تبقى على اطلاع دائم على آخر المستجدات التي قد تكون غاية في الأهمية لضمان استمرارية أعمالك لفترات أطول.
- تأكد أنك أنت وفريقك في مركب واحد؛ يمثل الموظفون أهم أصول أي شركة، لذا فإن رعاية الموظفين وحمايتهم يجب أن تكون أولوية لأي نشاط تجاري. من المهم جداً التأكد من فهم موظفيك للتعليمات حول ما يجب فعله في حال اكتشافهم لأي أعراض إصابة بالفيروس بشكل واضح، لذلك يجب أن يقوم الجميع بأداء أدوارهم على أكمل وجه لمواجهة انتشار فايروس كورونا المستجد. وفي حين أنه قد يكون لديك عقود سارية المفعول، فإن فرصة الحصول على أعمال مستقبلية تعد بعيدة المنال ضمن معظم الصناعات في هذا الوقت (إلا إذا كنت موفر لأحد الأعمال الرئيسية)؛ لذلك، فإن تخفيض التكاليف أمر مصيري لبقائك. يشكل تقييم جداول العمل وفهم الالتزامات أمرًا أساسيًا لمعرفة كيف يمكنك العمل مع القوى العاملة منخفضة التكلفة، وبمجرد قيامك بذلك ستتيح للموظفين فرصة العودة إلى بلادهم في إجازة مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة، مع خيار العمل عن بُعد حيثما أمكن، تأكيداً على أن سلامتهم هي أولويتك!
وفي حال المضي قدماً في هذا الخيار، يجب على الشركة أن تتوجه نحو تحقيق ذلك بشكل سريع، لا سيما مع التهديد بإغلاق الحدود وإلغاء الرحلات، حيث من المهم جداً دعم الموظفين عند الضرورة مع دفع بدل إجازة السفر بسرعة لحجز الرحلات الجوية. وبمجرد أن تحدد كيفية تقليل النفقات العامة للموظفين بإجازة طوعية غير مدفوعة، فأنت تتجه نحو تحقيق فهم أكبر لخطواتك القادمة. بعض الشركات قد تتجه نحو خيار تسريح الموظفين في الأوقات الصعبة مثل التي نعيشها اليوم، ولكن يجب التفكير في ذلك بعناية، وتنفيذه فقط في حال كنت تعتقد أنك لن تحتاج لخدماتهم مرة أخرى عندما ترجع الأمور لسابق عهدها الأمور. وإذا لزم الأمر، اطلب من الموظفين الموافقة على تخفيض شامل للرواتب بهدف الاحتفاظ بجميع الموظفين، خاصة إذا كان ذلك شرطًا قصير الأجل.
- اكتشف خطط استمرارية الأعمال الخاصة بك؛ يقلل الناس عادةً من أهمية وضع خطط استمرارية الأعمال، ويفضلون قضاء وقتهم في تطوير خطط المبيعات واستراتيجيات النجاح. ولكن، عليك أن تتذكر المقولة: “فشل في التخطيط، خطط للفشل!” معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس لديها العمليات والإجراءات أو الخبرة التي تتمتع بها الشركات العالمية لتحديد ذلك. وبينما كانت أعمالنا متخصصة في تصميم البوتيكات، كانت زوجتي تعمل في أحد البنوك العالمية الشهيرة، مما عزز من خبراتها في اتباع معايير وتنفيذ أنظمة للتعامل مع الأزمات، الأمر الذي ساهم في تسهيل بناء خطط استمرارية الأعمال الخاصة بنا. فمع وجود إطار عمل، يصبح تنفيذ ذلك بمثابة الخطوة الأولى، وإعداد واختبار الوصول عن بعد إلى الأنظمة، وضمان أن جميع الموظفين لديهم القدرة على العمل عن بعد إذا ما لزم الأمر، والاستعداد دائماً وبشكل فعال للمجهول! ولكن تأكد أنه مع اتباع طرق عمل جديدة، تبرز تحديات جديدة أيضاً، لذلك من الضروري التأكد من أن الجميع على دراية كافية بأهمية عدم زيادة التكاليف، والتي يمكن أن ترتفع بسبب المكالمات الهاتفية، بدلاً من استخدام منصات مجانية عبر الإنترنت مثل زوم وواتس آب ومايكروسوفت تيمز.
- حافظ علىخطوط الاتصال مفتوحة؛ بينما يستمتع بعض الناس بالعمل من المنزل خاصةً مع منع السفر، قد يعاني البعض الآخر من الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم بسبب عزلتهم عن عائلاتهم وأصدقائهم خلال فترة الإغلاق المفروضة. بالنسبة للشركات العاملة في المجالات الإبداعية، غالبًا ما نتبادل الأفكار ونناقش تطوير المفاهيم، لذا فإن التواصل المنتظم من خلال المنصات عبر الإنترنت أمر غاية في الأهمية لبناء معنويات الموظفين والحفاظ على روح الفريق وإيجابية.
نحن نعيش في أوقات استثنائية، والحياة التي كنا نعيشها سابقاً قد تبدلت بالفعل. ومع ذلك، يجب أن نحافظ على تفاؤلنا فنحن نعيش ونعمل في واحدة من أكثر دول العالم أمناً وأماناً والتي كانت من أوائل الدول في التصرف الفعال والسريع لوقف انتشار وباء كورونا. ولأن هذه الأوقات عصيبة على الجميع، نتفهم تمامًا أن هذه الإجراءات الاحترازية ضرورية لحمايتنا على المدى الطويل. لدي إيمان كامل بأننا إذا دعمنا بعضنا البعض ومضينا بخطى واثقة خلال هذه الأزمة؛ فإننا خلال الأسابيع القليلة القادمة، سنبدأ في رؤية نتيجة هذه الإجراءات الصارمة، وسنتمكن من الوقوف على أقدامنا مرة أخرى بينما نقدر الحياة من منظور جديد!
السيرة الذاتية للمؤلف
كريس بارنز هو مؤسس شركة برودواي انتريرورز (Broadway Interiors ) التي تأسست في عام 1999، وهي متخصصة في الحلول الفريدة عبر قطاعات المأكولات والمشروبات، الضيافة، والمكاتب، والحكومة، والترفيه، والقطاعات السكنية.
حصلت شركة كريس على لقب “أفضل شركة تصميم من فئة البوتيك” ضمن “جوائز الشرق الأوسط للتصميم لعام 2019، الأمر الذي ساهم في وضع اسم كريس على قائمة أهم محترفي التصاميم وأكثرهم تأثيرا في الشرق الأوسط. ومع ترشيحه عدة مرات للفوز في جائزة “أفضل مصمم داخلي للعام” ضمن كافة الجوائز على مستوى المنطقة، يمتلك كريس خبرة واسعة ومشاريع متنوعة وأصلية وحائزة على عديد من الجوائز. في عام 2019، حصل تصميمه لـ Crank Fitness Studio على استحسان كبير عبر التصاميم الحائزة على جائزة “أفضل استخدام للإضاءة” في جوائز CID المرموقة وعن فئة “التصميم الداخلي للتجزئة” في جوائز العقارات الدولية في لندن.