دبي – خاص
منتسبو البرنامج يصممون سيناريوهات مستقبلية لمرحلة ما بعد “كوفيد-19”
أعلن برنامج دبي لخبراء المستقبل، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، اختتام مساقه الثالث الذي عُقد “عن بعد” بمشاركة المنتسبين من مختلف الجهات الحكومية بدبي.
وعمل المشاركون خلال هذا المساق الذي امتد لثلاثة أسابيع وحمل عنوان “إتقان عملية التنبؤ Superforecasting” على تصميم سيناريوهات مستقبلية لمرحلة ما بعد “كوفيد-19” لمجموعة من القطاعات الحيوية في الإمارة والتي يركز عليها “مجلس دبي” وتشمل تطوير الاقتصاد، وخدمات المواطنين، والتطوير الحكومي، والبنية التحتية، والأمن والعدل، والصحة والمعرفة.
وتضمنت هذه المرحلة أكثر من 20 جلسة تفاعلية ركزت على تطوير مهارات المنتسبين في استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات لدراسة التغيرات المتوقعة في ظل هذه التحديات الصحية العالمية وآثارها على المدى المتوسط والبعيد في دبي والعالم، إضافة إلى منصة الكترونية للتنبؤ الفوري التي أتاحت لهم فرصة تطبيق مهارات التنبؤ التي تعلموها في تطوير وتصميم سيناريوهات فردية وجماعية تستند على مجموعة من المقترحات والتوصيات والدراسات للاستفادة منها في الاستعداد للمرحلة المقبلة.
ويهدف البرنامج الذي تشرف عليه أكاديمية دبي للمستقبل وتم إطلاقه بالتعاون بين المجلس التنفيذي لإمارة دبي ومؤسسة دبي للمستقبل، إلى بناء نخبة معتمدة من خبراء المستقبل في قطاعات استراتيجية وحيوية مختلفة وتفعيل دور المواهب الوطنية في العمل الحكومي عبر تعزيز ثقافة استشراف وتصميم المستقبل والابتكار في مشاريع ومبادرات ومنتجات جديدة تنطلق من دبي إلى العالم.
سعيد القرقاوي: أفكار جديدة وسيناريوهات مستقبلية متكاملة لمواجهة تحديات “كوفيد-19”
وأكد سعيد القرقاوي مدير أكاديمية دبي للمستقبل أن المهمة الرئيسية لبرنامج دبي لخبراء المستقبل في الوقت الحالي تركز على تمكين المنتسبين بمهارات استشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية وإدارة المشاريع المستقبلية وتطوير المبادرات ومفاهيم القيادة المستقبلية بما يدعم الخطط والاستراتيجيات الوطنية لمواجهة تحديات “كوفيد-19″، ويرفد جهود الجهات الحكومية بأفكار جديدة وسيناريوهات متكاملة لأهم القطاعات الحيوية في دبي ودولة الإمارات.
وأضاف: “سيواصل البرنامج خلال الفترة المقبلة على تطوير قدرات المنتسبين في تصميم السيناريوهات والتجارب والممارسات الرائدة للمساهمة في بناء بمستقبل أفضل لإمارة دبي في ظل الظروف الراهنة وذلك من خلال تزويد المنتسبين بالمعارف والمهارات والخبرات لتطوير أبحاث تساهم في عملية التصميم الاستراتيجي والاستشراف المستقبلي بما يسهم بالارتقاء بمستويات أداء القطاعات الاقتصادية والحكومية والاجتماعية والصحية والمعرفية والتكنولوجية”.
تطوير مهارات منتسبي البرنامج
وركزت المرحلة الأولى في برنامج دبي لخبراء المستقبل على تعريف المنتسبين بأبرز عناصر منهجية استشراف المستقبل والمهارات التي يجب اكتسابها لتحديد وتحليل إشارات التغييرات المستقبلية وأهم ودوافها وآثارها، فيما ركزت المرحلة الثانية على أهمية تخطيط السيناريوهات والتوقعات المستقبلية لمواكبة التغيرات المتسارعة وتأثيراتها المختلفة.
تجربة فريدة لصقل مهارات المستقبل وتصميم أفضل الحلول الاحترازية
وقال محمد زينل من شرطة دبي أحد منتسبي برنامج دبي لخبراء المستقبل أن اكتساب مهارات الاستشراف المستقبلية تعزز القدرة على تحليل الاتجاهات العالمية الجديدة في مختلف القطاعات في مرحلة ما بعد “كوفيد-19” مما يساعد على تطوير أفكار ونماذج عمل مبتكرة وتحسينها لتوليد قيمة أكبر لتوظيف التكنولوجيا الحديثة على المستويين العالمي والمحلي.
وقالت ريان الحمادي من بلدية دبي إن برنامج دبي لخبراء المستقبل يتضمن منظومة متطورة في استشراف المستقبل ووضع التوقعات المستقبلية باستخدام مختلف الأدوات مثل التطبيق العملي والمحاكاة الواقعية على أحداث ومشاريع ومبادرات وغيرها، كما ساهمت عملية التدريب عن بعد بشكل فعال في استمرارية البرنامج بالرغم من آثار “كوفيد-19” على مستوى العالم. وأضافت: “ساهم البرنامج في صقل مهاراتي في وضع السيناريوهات الصحيحة والمحتملة وتحليل نسبة استمرار الأحداث بصورة إيجابية أو سلبية وكيفية تصميم أفضل الحلول والإجراءات الاحترازية”.
حلول استباقية للمتغيرات العالمية وتحديد الأولويات الحكومية
وقال سعيد محمد من المجلس التنفيذي لإمارة دبي: “ركز البرنامج خلال المساقات السابقة على توسيع آفاق المعرفة العلمية والتطبيقية في تصميم المستقبل وآلية التعامل معه، ووضع حلول استباقية للمتغيرات والعوامل الخارجية من خلال تطبيق حزمة من الأدوات والتطبيقات الأساسية مثل إعداد السيناريوهات والتوقعات المستقبلية لأزمة كورونا والتطرق إلى الآثار السلبية في حال عدم التكيف معها واقتراح حزمة من المبادرات لدعم اتخاذ القرار للردع من التداعيات السلبية وتحديد الأولويات الحكومية خلال الفترة القصيرة ومتوسطة المدى للتعامل مع الوضع الراهن”.
وأكدت حصه بن مسعود من “دبي للثقافة” إن مشاركتها في البرنامج وفرت لها الفرصة لتطوير قدراتها في استشراف وتصور المستقبل بما يتناسب مع توجهات دولة الإمارات، فضلاً عن تعزيز إمكانياتها في تطوير التشريعات والسياسات لمواكبة متغيرات ومتطلبات المستقبل. وأضافت: ” ساهم البرنامج في تطوير مهارات التخطيط المستقبلي لدي، مستفيدةً من الأدوات المبتكرة المتنوعة التي تدربنا عليها؛ حيث طبقنا ذلك في عملنا من خلال استثمار وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعاون المجتمعي بهدف الإسهام في تطوير قطاع الثقافة والفنون في ظل الظروف الحالية”.
تطوير المعرفة والأدوات اللازمة للارتقاء بمستقبل أفضل
وقال فرهاد صديق من مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال: “إننا نعيش اليوم في عالمٍ يتطور ويتغير بسرعة كبيرة، وهناك العديد من مصادر المعلومات، وقد ساعدني البرنامج على تطوير المعرفة والأدوات اللازمة لفهم المؤشرات التي ستسمح لي بتخطيط أفضل للمستقبل. كما أفادني هذا البرنامج أيضًا في عملي الحالي في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، حيث استطعت من خلاله وضع تصور مستقبلي للمؤسسة يشمل التخطيط لتقديم خدمات جديدة لعملائنا”.
ومن جهته قال محمد الشامسي من مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية إن مشاركته في البرنامج أتاحت له الاطلاع على آفاق جديدة في استشراف المستقبل وذلك من خلال سلسلة تدريب متخصصة ضمن أحدث الآليات وأبرز الممارسات في هذا المجال، إضافة إلى قياس وتطوير التنبؤات المستقبلية لمختلف القطاعات على المدى القصير والمتوسط والطويل.
برنامج دبي لخبراء المستقبل
الجدير بالذكر أن برنامج دبي لخبراء المستقبل والذي يمتد لعام ونصف العام، يتضمن ثلاثة مستويات مدة كل منها ستة أشهر وتتيح للمنتسبين فرصة التدرّج من درجة “محلل مستقبلي” إلى “تنفيذي مستقبلي” وبعدها إلى “استراتيجي مستقبلي”. وسيتم استخدام منهجية فريدة تتضمن إشراك المنتسبين في تطوير وتنفيذ البرنامج تدريجياً من المستوى الأول إلى الثالث.
ويشارك في إعداد وتقديم البرنامج نخبة من الخبراء والعلماء ورواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين من كافة أنحاء العالم في قطاعات تخطيط السيناريوهات والتوقعات المستقبليّة، ومنهجية استشراف المستقبل وتطبيق المستقبل على أرض الواقع وسرد قصص المستقبل.