أعلنت مجموعة “إيميرجنج ماركتس بروبرتي”، المالكة لمنصة “بيوت” ومقرها دبي، ومجموعة “أو إل إكس” المالكة لمنصة “دوبيزل”، مؤخراً عن دمج عملياتهما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، لتنشأ بذلك شركة تصل قيمتها السوقية إلى 3.6 مليار درهم /نحو مليار دولار أمريكي/ .وجاء انطلاق المنصتين الرائدتين “بيوت” و”دوبيزل” من مدينة دبي للإنترنت.
وتتضمن الاتفاقية الجديدة استثمارات تصل إلى 550 مليون درهم /150 مليون دولار أمريكي/ بقيادة مساهمي مجموعة “إي إم بي جي” الحاليين مع مجموعة “أو إل إكس”. وبهذا الاندماج أصبحت الأولى أكبر مساهم منفرد في “إي إم بي جي” بنسبة 39٪ من الأسهم.
وستقوم “إي إم بي جي” بإدارة منصتي “دوبيزل” و”بيوت” في الإمارات. في حين يشتمل الحضور العالمي للمجموعة خارج دولة الإمارات على منصات زمين في باكستان، وبي بروبرتي في بنغلاديش، و”مبوب” في المغرب وتونس، و”كايدي” في تايلاند. وتعود ملكية جميع هذه الأصول لمجموعة “إي إم بي جي” وبالإضافة إلى “دوبيزل”، كما يتضمن هذا الاندماج أيضاً علامات تابعة لمجموعة “أو إل إكس” في مصر ولبنان وباكستان والعديد من دول مجلس التعاون الخليجي لتضاف بذلك إلى مجموعة “إي إم بي جي”.
ويأتي الاندماج الجديد بعد أقل من 15 شهراً عن الإعلان عن استحواذ شركة “أوبر” العالمية على شركة “كريم” التي انطلقت أيضاً من المدينة، وذلك ضمن صفقة قيمتها 3.1 مليار دولار، فيما كانت مدينة دبي للإنترنت كذلك مهداً لصفقات ضخمة تمكنت بها شركات انطلقت من المدينة من الوصول إلى العالمية، ومن أبرزها منصة “سوق.كوم” التي استحوذت عليها عملاق التجارة الإلكترونية “أمازون”، وموقع “مكتوب” الذي انطلق كذلك من مدينة دبي للإنترنت واستحوذ عليه موقع “ياهو” العالمي، الذي كان يعد آنذاك من أكبر المؤسسات التكنولوجية حول العالم .
وتواصل دبي تأكيد موقعها كمدينة المستقبل والفرص، ووجهة رائدة على مستوى العالم للطاقات المبدعة والاستثمار القائم على الابتكار ولكل من يسعى إلى الانطلاق بطموحاته ومشاريعه وأعماله إلى آفاق العالمية، حتى وفي أصعب الظروف التي تشهد خلالها اقتصادات العالم أجمع ضغوطات هائلة نتيجة لجائحة كورونا التي لم تثن دبي عن الاستمرار في فتح الفرص وتهيئة المجال للتميز أمام الساعين إلى الاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة وبيئتها التشريعية الداعمة، وقبل كل ذلك المناخ الصحي الذي توفره حكومة الإمارة لمؤسسات ورواد الأعمال في إطار من الشراكة القائمة على مراعاة مصالح طرفيها وتمكنهما معاً من تحقيق النجاح.
واحتفلت مدينة دبي للإنترنت أواخر العام الماضي بمرور 20 عاما على تأسيسها كمجمع أعمال متخصص بالابتكار والتكنولوجيا وقاعدة استراتيجية للشركات التي تستهدف الأسواق الناشئة. وكان انطلاق مدينة دبي للإنترنت – التي شكلت نواة مجموعة تيكوم – ثمرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المستشرفة للمستقبل الذي أدرك سموه أن الريادة ستكون فيه لمن يملك زمام التكنولوجيا.
وكان الإعلان عن تأسيس المدينة كمجمع أعمال متخصص لهذا القطاع بمثابة نقطة البداية التي انطلقت منها دبي لإرساء قواعد اقتصاد المعرفة التي باشرت تعزيز دعائمه على مدار عقدين من الزمان، مستقطبة أهم وأكبر الشركات العالمية المعنية بهذا المجال، حيث مثلت مجموعة تيكوم، التي تضم أيضا تحت لوائها مدينة دبي للإعلام والعديد من الشركات المتخصصة في مجالات الاقتصاد العالمي الجديد، حجر زاوية في الهيكل الاقتصادي للإمارة كمنصة رئيسة للاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار في دبي لتعزيز مكانتها كوجهة أولى للشركات والطاقات المبدعة ورواد الأعمال الطموحين من شتى أنحاء المنطقة والعالم.
وحول دور المدينة في تعزيز المشهد الاستثماري والاقتصادي في إمارة دبي، قال عمار المالك، المدير العام لمدينة دبي للإنترنت: “رغم الأوقات الاستثنائية التي يمر بها العالم، تؤكد دبي من جديد جاذبيتها كوجهة استثمارية عالمية من الطراز الأول، وذلك بفضل بيئة الأعمال الداعمة للمواهب ورواد الأعمال والتي تتيح لهم التوسع والنجاح، وهي ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة الهادفة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار “.
وأضاف “يؤكد النجاح الذي شهدته منصتا “بيوت” و”دوبيزل” خلال السنوات الماضية وعملية الاندماج الأخيرة، وفرة فرص النمو الكبيرة في قطاع التكنولوجيا في دولة الإمارات، والتي لا تشمل السوق المحلية فحسب، بل تتجاوزه إلى النطاق الإقليمي والعالمي”.
ومن جانبه، أكد حيدر علي خان، رئيس مجموعة “إي إم بي جي” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن نجاح الصفقة يأتي بفضل بيئة الأعمال الداعمة التي تتميز بها دبي، والتي مهدت الطريق أمام الشركة للنمو والتوسع على النطاقين المحلي والإقليمي، وقال: “نحن في منصة ’بيوت‘ ومجموعة ’إي إم بي جي‘ متفائلون جداً بمستقبل قطاع العقارات في دولة الإمارات، وبالتطورات الحاصلة في السوق العقاري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وسيتيح لنا الدمج بين مجموعتي ’إي إم بي جي‘ وبين ’أو إل إكس‘ توفير خدمة أفضل لعملائنا، وذلك نظراً لما تمتلكه المجموعتان من علامات تجارية فريدة، ومواقع إلكترونية تحظى بمعدلات زيارة عالية.
وأوضح: “ستمكننا هذه الصفقة كذلك من الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات المتوفرة حالياً في تشكيل صورة أكثر دقة لأوضاع القطاع العقاري في مختلف أنحاء المنطقة. وفي الوقت نفسه، سنقوم باستثمارات تقنية كبيرة توفر قيمة أكبر لجميع المهتمين بأسواق العقارات، والسيارات، وقطاعات الأعمال الأخرى على منصتي ’دوبيزل‘ و’بيوت‘.” تجدر الإشارة إلى أن القيمة الإجمالية للعقارات المباعة في الإمارات ومصر ولبنان وباكستان تقدر بنحو 330 مليار درهم إماراتي، وهو ما يوفر للوكالات العقارية عمولات تتجاوز 7 مليارات درهم إماراتي سنوياً، حيث تمثل هذه الأرقام فرصة واعدة أمام الشركة الجديدة الناشئة عن هذا الاندماج الجديد الذي خرج إلى النور من مدينة دبي للإنترنت، وغيرها من الشركات الناشئة أو العاملة في هذا القطاع في الإمارة بشكل عام.