عقدت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي “دبي للسياحة” اجتماعاً عن بُعد مع شركائها في قطاعي الضيافة والسفر، وذلك ضمن اللقاءات الدورية التي تنظمها الدائرة لمناقشة آفاق العمل المشترك، وبحث سبل التعاون والتنسيق في سياق رؤية موحدة للعودة التدريجية للقطاع في ضوء ما يشهده العالم من جهود لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد–19″، وكذلك ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من إجراءات احترازية لمكافحته.
وتم خلال الاجتماع إطلاع الشركاء على الخطوات المتخذة من قِبَل الحكومة للعودة تدريجياً للحياة الطبيعية، وكذلك استعراض للقطاعات المختلفة التي تأثرت لاسيما في قطاع السياحة الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للاقتصاد، وأيضاً التعرف على الترتيبات الضرورية لاستئناف النشاط فيه مرة أخرى.
كما قامت “دبي للسياحة” بتسليط الضوء على جهودها في الأسواق العالمية من أجل المحافظة على التواصل المستمر مع الجمهور المستهدف في تلك الأسواق، بما في ذلك مبادرات تضمنت الحملة التي أطلقتها مؤخراً بعنوان “#نلتقي_قريباً”#Till We Meet Again.
كما تطرق النقاش إلى قرار تأجيل “إكسبو 2020 دبي” إلى شهر أكتوبر 2021، وكيفية استثمار الفرص المتاحة خلال الفترة المقبلة، علاوة على مناقشة اقتراحات متنوعة حول آلية تطوير إجراءات دخول الزوار بما فيها إجراء الفحوصات قبل إقلاع الرحلات وعند الوصول، وكذلك إعادة افتتاح بعض المرافق الخدمية للفنادق مثل الشواطئ ضمن شروط محددة للاستفادة من الطلب الداخلي على الإقامة في الفنادق.
شارك في الاجتماع سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي “دبي للسياحة”، إلى جانب مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين وممثلي المنشآت الفندقية الرائدة العاملة في الإمارة، وهي: هيلتون، وميلينيوم، وأكور، وجميرا، ومجموعة إعمار للضيافة، وماريوت الدولية، وجيه إيه للمنتجعات والفنادق، وكيرزنر أنترناشيونال، ومجموعة الحبتور، والوصل، وروتانا، بالإضافة إلى “طيران الإمارات”، و”فلاي دبي”، وكذلك مطار دبي الدولي.
وقال سعادة هلال المري: “يأتي هذا الاجتماع مع شركائنا في القطاع لمناقشة المرحلة المقبلة والخطوات التي يجب اتخاذها للعودة التدريجية لمزاولة الأنشطة في قطاع السياحة، وما يتطلبه ذلك من تعاون وتنسيق على أعلى المستويات لضمان عودة قوية له بعد انحسار تداعيات هذه الأزمة الصحية العالمية، مع مراعاة ضمان استمرار وضع صحة وسلامة زوارنا في مقدمة أولوياتنا”.
وأكد سعادته أن القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال الوضع الراهن وغير المسبوق ستكون مصدر إلهام لنا ولجميع العاملين في قطاع السياحة، لا سيّما وأن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها تؤكد مقولة سموه “أغلى ما نملك هو الإنسان”، حيث كانت وستظل صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع والضيوف في مقدمة الأولويات.
وأشار المري إلى أن الشركاء في القطاع يتطلعون لمرحلة العودة التدريجية للحياة الطبيعية، ومواصلة الجهود للمحافظة على المكتسبات التي ساهمت في تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للمسافرين من شتى أنحاء العالم وفق استراتيجية السياحة، مؤكداً أن التجارب السابقة أظهرت كيف أن دبي التي تتمتع بمرونة كبيرة وإمكانيات هائلة، أثبتت قدرتها على التغلب على مثل هذه التحديات، والعودة بقوة مرة أخرى لتحافظ على مكانتها المتميزة وبقائها في مصاف الوجهات السياحية المفضلة للسفر والمُوصى بزيارتها على مستوى العالم.
وأوضح سعادته قائلاً: “إننا نسعى إلى إعادة افتتاح أنشطة قطاع السياحة وفق منهج تدريجي، حيث سنركز على العناصر الرئيسية التي ضمنت نجاح هذا القطاع واستمراريته على مدار العقد الماضي، ومن أهمها التزامنا بالتخفيف من حدة المخاطر، وتقديم تجارب ذات قيمة فريدة ومميزة للزوار”.
وحول تأجيل معرض “إكسبو دبي” إلى شهر أكتوبر 2021، أشار إالمري إلى أن هذا القرار سوف يُعطي الفرصة لمختلف الدول لترتيب أوضاعها الداخلية، ومواجهة التحديات الراهنة، وكذلك العودة بشكل أقوى لتشارك في المعرض بأفضل الطرق الممكنة، خصوصا أن الهدف من إقامة هذا المعرض هو جمع العالم كله ليكون جزءاً من هذا الحدث الدولي المهم والاستثنائي”.
ومن جهتهم أعرب المشاركون في الاجتماع عن شكرهم لكافة الجهات الرسمية والقطاع الخاص لمساهمتهم في إدارة الأزمة بفاعلية وكفاءة عالية، وكذلك اطمئنانهم للطريقة السليمة التي يتم التعامل بها لمكافحة “كوفيد-19″، وثقتهم بصوابية القرارات ونجاح الإجراءات في الوصول إلى إعادة فتح الأسواق والقطاعات تدريجيا، مشددين على أن سلامة المجتمع بكافة فئاته تأتي في مقدمة الأولويات للقطاعين العام والخاص.
كما رأى الشركاء في قرار تأجيل معرض “اكسبو 2020 دبي” إلى العام المقبل، فرصة جديدة للاستعداد بشكل ممتاز لهذا الحدث بعد التخلص من الآثار المترتبة عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، علاوة على أنه سيكون عاملاً مهماً لإعادة تنشيط قطاع السفر، لاسيما وأن خيارات العلاج ستكون متاحة على نطاق أوسع الى حين انعقاده .
من جهته، قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي: “مطار دبي الدولي على اتم استعداد للتعامل مع المسافرين واستقبال الضيوف عندما يصبح العالم مستعدا أكثر لفتح أجوائه ومطاراته، لاسيما أن كافة العمليات التشغيلية لدينا تدار بطريقة محكمة وآمنة، وهو ما سيساهم في تأصيل وتعزيز الصورة المشرقة عن دبي لتبقى واحدة من أكثر الوجهات الآمنة صحيا للزيارة، وهو ما سيرسخ من الشعور بالثقة في أذهان الناس عند تفكيرهم واتخاذهم قرار السفر. وسنستمر في دعم العملية الجارية لرحلات العودة إلى الوطن ورحلات الشحن، وسنمضي قدماً في التخطيط والاستعدادات لاستئناف الخدمات المنتظمة بمجرد اعتبارها آمنة».
وقال عدنان كاظم، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات: “بدأت طيران الإمارات اعتباراً من 21 مايو الجاري استئناف تشغيل خدمات ركاب منتظمة إلى 9 وجهات هي: لندن هيثرو وفرانكفورت وباريس وميلانو ومدريد وشيكاغو وتورنتو وسيدني وملبورن. كما سنتيح لعملائنا إمكانية مواصلة سفرهم بين المملكة المتحدة وأستراليا عبر دبي. وتواصل طيران الإمارات التنسيق والتعاون مع العديد من السفارات والقنصليات لدى دولة الإمارات لتوفير رحلات إجلاء لمواطنيها المقيمين في الدولة وإعادتهم إلى بلدانهم”.
وأضاف كاظم: “نحن ملتزمون بالتنسيق المستمر مع شركائنا في قطاعي الطيران والصحة بدبي لتوفير أعلى معايير الراحة والطمأنينة لركابنا، وحريصون على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية في كل مراحل رحلات الركاب، ابتداءً من قياس درجة حرارة المسافرين والتأكد من التزام جميع الركاب بوضع الكمامات والقفازات في المطار وطوال الرحلة، بالإضافة إلى ارتداء أفراد أطقم الخدمات الجوية رداءً واقياً مع المحافظة على التباعد الجسدي. فسلامة ركابنا وموظفينا تحتل قمة أولوياتنا على الدوام، في حين نُخضع جميع طائراتنا لعمليات تنظيف وتعقيم مكثفة عند عودتها إلى دبي بعد كل رحلة”.
وقال غيث الغيث ، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي: “بصفتها شركة طيران وطنية، تدرك فلاي دبي مسؤولياتها خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. وبدعم من هيئتنا التنظيمية وهي الهيئة العامة للطيران المدني، قمنا بتشغيل 379 رحلة شحن كاملة لتمكين حركة السلع الأساسية. ونقلنا خلال هذه الرحلات 2250 طناً من البضائع إلى الدولة، وعبر شبكتنا وخارجها. علاوة على ذلك، ما زلنا مستمرين في دعم الحكومات والسلطات بشكل كامل في جهود رحلات إعادة المسافرين إلى أوطانهم. فمنذ بداية فرض القيود على حركة الطيران، قمنا بتشغيل أكثر من 100 رحلة عودة إلى 19 دولة ما ساعد على تمكين 14000 مسافر من العودة إلى اوطانهم. وستستمر فلاي دبي في العمل عن كثب مع شركائها الاستراتيجيين لضمان تطبيق جميع تدابير السلامة تماشياً مع المعايير الدولية عندما يتم رفع قيود الطيران”.
وقال محمد الحبتور، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة الحبتور: “إن دبي بما تملكه من إمكانيات هائلة قادرة على تجاوز هذه الأزمة، وسوف يعود قطاع الضيافة إلى سابق عهده تدريجياً، وهذا ما أكده كذلك شركاؤنا الدوليون الذين يرون أن دبي التي تمتلك رعاية صحية متطورة، لا سيّما ما تنفذه من برنامج فعال للتعقيم، ستتمكن من المحافظة على مكانتها كوجهة سياحية مفضلة للزيارة”.
من جانبه، نوّهَ مارك ويليس، المدير التنفيذي لمجموعة أكور، بجهود حكومة دبي لإعادة فتح الأسواق ودعم القطاع السياحي، لافتاً الى أن دبي تتمتع بديناميكية ومرونة عالية، وأن مجموعة أكور تتعاون بشكل وثيق مع دائرة السياحة وكافة المؤسسات في القطاعين العام والخاص مع وضع معايير الصحة والسلامة في طليعة الأولويات.
وقال نيل جونز، رئيس قسم التسويق والمبيعات في ماريوت الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا: “تؤكد ماريوت الدولية على المستقبل الواعد لقطاع السياحة في إمارة دبي، وذلك بفضل رؤية قيادتها الرشيدة التي تعمل على دعم جميع المؤسسات الحكومية بما فيها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، حيث استطاعت الدائرة تحقيق العديد من الإنجازات المتميزة التي رسّخت مكانة دبي كمركز عالمي للأعمال والترفيه، وإننا نحرص على تقديم دعمنا للقطاع من أجل استعادة زخمه، مع الاستعداد للتعاون مع مختلف الشركاء خصوصاً “دبي للسياحة” من خلال إطلاق باقات وعروض مميزة لضمان عودة النشاط بقوة للقطاع بأسرع مما هو متوقع”.