تذكر أن هذا ليس الوقت المناسب للتركيز على مصالحك وأرباحك فقط، إنه وقت إظهار اهتمامك
مترجم بتصرف: مقال لويس جاكوبسون
ربما نكون قد سمعنا الكثير في الآونة الأخيرة، فالعالم كله يمر بالفعل بظروف استثنائية غير مسبوقة. فنحن نشهد وباءً عالمياً، دفع الدول إلى إغلاق حدودها وفرض العزلة والتباعد الاجتماعي على الشعوب؛ فمن كان يتوقع أن عاماً جديداً بُنيت عليه آمال كبيرة سيحمل في طياته كل ذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر؟ ولكن الأمر الأكثر أهمية الآن هو أن نبقى آمنين كأفراد وأن نقوم بدورنا للمساعدة في كبح جماح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) .
ولكن، ما الذي يمكن لرواد الأعمال القيام به من خلال العلاقات العامة، خصوصاً في ظل تداعيات الأزمة الحالية وحالة عدم اليقين السائدة؟ الأزمة فرضت على العديد من الشركات في المنطقة تخفيض ميزانياتها عبر كافة مجالات أعمالها، لذا آمل أن تُساهم قائمة النصائح هذه في مساعدة الأشخاص الذين لا يملكون خطة علاقات عامة لدعم أعمالهم في الوقت الراهن.
ابقي على تواصل مع أصحاب المصلحة؛ ربما تكون قد قمت بذلك بالفعل ولكن إذا لم تفعل، احرص على التواصل مع جميع أصحاب المصلحة لديك وأشركهم بشكل فعّال في اتصالاتك واتخاذ القرارات في أقرب وقت ممكن. سيضمن لك التواصل المسبق مع كافة الجهات والتعرف على وجهات نظر مختلف الأطراف حصولك على مشاركات الجميع منذ البداية، وسيساعدك في تشكيل استراتيجيتك الجديدة ويسهل من خطواتك القادمة.
حدد أهدافك واستراتيجياتك؛ قد تقتصر أهدافك على تنمية أعمالك وإبقائها على قيد الحياة في ظل هذه الأوقات الصعبة أو قد تتمحور حول وضع خطط استراتيجية لجذب جمهور جديد. في كلتا الحالتين، فكر بشكل استراتيجي في الفرص والخطوات البسيطة التي قد تُحدث فرقاً كبيراً، وتأكد من مواءمة خطط العلاقات العامة والتواصل الخاصة بك مع هذه الفرص. مهما كان النهج الذي ستتبعه، احذر استغلال هذا الوضع الاستثنائي ومصيبة الناس، تذكر دائماً أن تبني مبدأ استراتيجية العلاقات العامة المرحلية هي فكرة سديدة. السؤال هنا: ما الذي ينبغي عليك فعله في الوقت الراهن؟ وماذا ستفعل بمجرد أن تنتهي هذه الأزمة وتعود الحياة إلى طبيعتها؟
أعد تقييم خططك؛ فإن خطة الاتصال التي قمت بوضعها الشهر الماضي أو حتى الأسبوع الماضي لم تعد صالحة للتطبيق. يجب عليك إعادة النظر في جميع خططك الآن، والقيام بخطط جديدة، واستمر في تحسينها قدر الإمكان. فإن كل شيء في تغير مستمر وعليك التأكد من تأقلمك مع كافة مجالات الاتصالات التسويقية.
حافظ على إنسانيتك؛ الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب أن تركز على الجوانب الإنسانية في جميع اتصالاتك. حافظ على لغة تواصل سهلة، وتفادى المصطلحات المؤسسية، واحرص على التواصل الإنساني في رسائلك.
كُن قائداً قوياً؛ أنت بحاجة لإظهار ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى. احرص دائما على الوضوح في رسائلك وأضف لمسة من التعاطف، وفي الوقت ذاته افرض قوتك. والسؤال هنا: هل قمت بالتواصل والاطمئنان على قائمة عملائك؟ هل تقوم بتفقد أعضاء فريقك الذين يعملون عن بُعد؟ هل تقوم بتوظيف محتويات خاصة بالفيديو والتي من خلالها يمكنك إيصال رسائلك بطريقة إنسانية تخلق الثقة مع أصحاب المصلحة لديك؟
كُن مستعداً دائما؛ تأكد من امتلاكك مجموعة من الإفادات والتصريحات التي تلبي كافة السيناريوهات المحتملة. مبدئيا، هل قمت بإعداد الأجوبة والتصريحات المناسبة لوسائل الإعلام في حال أُصيب أحد موظفيك بعدوى (كوفيد-19)؟ وهل أعددت قائمة بالأسئلة والأجوبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمتعقلة باستفسارات ومخاوف العملاء بشأن الصحة والنظافة؟ تأكد أن التعامل مع ذلك بشكل صحيح هو أمر حيوي ومهم للغاية. قد يكون هذا هو الطريق نحو إما كسب الثقة أو فقدانها في لحظة.
حافظ على التواصل بشكل مستمر؛ لا تتوقف أبداً. حتى إذا تأثر نشاطك التجاري، لاتفقد الأمل وحافظ على تواصلك مع الآخرين. بتنا نشهد مؤخراً تغيرات مستمرة في التعليمات الحكومية بشكل يومي، مما يضع على كاهلك واجب طمأنة الآخرين بأنك ملتزم بكافة التعليمات وأنك ستبقيهم على اطلاع دائم. استمر في التحدث والاستماع إلى جمهورك فإن جمال وسائل التواصل الاجتماعي يكمن في إمكانيتك إجراء محادثات ثنائية.
قم ببناء أفكار ومحتوى مبتكر؛ يشكل التوجه نحو تبني الاعتماد على المحتوى استراتيجية فعالة للتواصل التسويقي في الوقت الحالي وهو أيضاً فعال للغاية من حيث التكلفة – كل ما تحتاجه حقًا هو هاتف ذكي وشبكة إنترنت. تذكر أن هذا ليس وقتًا مناسبا للتركيز على مصالحك وأرباحك فقط، إنه وقت إظهار اهتمامك، على سبيل المثال إذا كنت مستشارًا إداريًا، فهل ستقوم بنشر محتوى حول إعادة هيكلة أعمال المؤسسات مؤقتًا، أو ستقوم بتقديم النصائح العملية حول العمل من المنزل والحفاظ على تحفيز الموظفين؟ كن مبدعا، ولكن بطريقة تعاطفيه وصادقة.
كُن عوناً للغير؛ تقع على عاتقنا جميعا اليوم مسؤولية توحيد جهودنا الجماعية ومساعدة بعضنا البعض لتجاوز هذه المحنة. لذا لا بد من أن تتساءل ما الذي يمكن أن تقدمه أعمالك لإحداث فرق؟ هل تقوم بذلك من خلال التبرع بالمال للجمعيات الخيرية؟ قد يكون ذلك من خلال إنتاج ملابس مخصصة للجنود العاملين في خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كورونا المستجد من خلال منشأة التصنيع الخاصة بك، أو يمكنك المساعدة في عملية التعلم عن بعد؟ إذا نجحت في تحقيق تأثير إيجابي الآن، ستتمكن من جذب الناس إلى علامتك التجارية وتبقى خالدة في أذهانهم. مهما كان الطرق الذي ستسلكه، احرص دائماً أن يكون ضمن الإرشادات القانونية.
استمر في القياس والتحليل؛ لا يزال ذلك يشكل عاملاً أساسيا لضمان فعالية ما تقوم به. وفي الوقت الذي لاتزال فيه المقاييس الكمية مهمة، فإن المقاييس النوعية تفوقها أهمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل شيء في وقتنا الحالي يتعلق بالطابع الإنساني. تذكر أن متابعة التعليقات على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والحصول على ردود أفعال أصحاب المصلحة سيضمن لك البقاء على المسار الصحيح.
حافظ على سلامتك، حافظ على قوتك، وتذكر أن هذه الأوقات الصعبة ستمُر وكأنها لم تكن.