رفع معنويات الموظفين وضبط المصروفات وتحقيق التوازن في مواردك المالية واعتماد ثقافة التحرك والتأقلم السريع هي أربع طرق تعتبر من أكثر الطرق فعالية لتضمن نجاة شركتك من الركود.
مترجم بتصرف: مقال لـ إم راجيندرام
أصابت جائحة كورونا الأسواق في مقتل، وازدادت المخاوف حول المستقبل الذي ينتظرنا. ما هي خطة عملك؟ وباعتبار أنك غير قادر على التحكم بالأسواق، قد تكون قادراً ولحدٍ كبير على التحكم بمستقبل شركتك.
وإذا كنت غير واثق من الحاجة لتجهيز شركتك لمواجهة التداعيات طويلة المدى لفيروس كوفيد-19، فكر بالأسئلة التالية. هل تمتلك شركتك ثقافة التكيف؟ هل موظفوك سعداء ومتحدون؟ هل تدر مصاريفك بشكل رئيسي إيرادات مقابلة؟ هل حساب الربح والخسارة لديك مستقر ويمكن التنبؤ به؟
ضع هذه الأسئلة في بالك، وتعرف معنا على كيفية حماية شركتك من الآثار الضارة لأربعة من الهفوات الشائعة في عالم الأعمال
الهفوة رقم 1: لست قادراً على التكيف أو اتخاذ قرارات سريعة
سرعة الانتقال والتكيف تعني القدرة على الفهم والحشد والتخطيط والتصرف السريع. فالشركة القادرة على التكيف بسرعة مع المتغيرات والظروف، وقيادة مسيرتها في اتجاه جديد لن تكون قلقة بنفس الدرجة مقارنة بشركة أخرى غارقة في أساليبها وبطيئة في التكيف مع البيئة حولها.
وقد أظهرت أزمة انتشار فيروس كورونا على أرض الواقع كيف أن قدرة الشركة على التكيف السريع مع المتغيرات يمكن أن تكون الفارق في نجاة الشركة أو اندثارها. فنوادي اللياقة الرياضية التي تحولت سريعاً إلى الصفوف الافتراضية، وتجار التجزئة الذين نجحوا بتنمية تواجدهم الإلكتروني قبل إغلاق متاجرهم، هم الذين استطاعوا إيجاد فرص اقتصادية جديدة في هذه الأوقات الصعبة.
إذاً كيف تقيم قدرة شركتك على التكيف السريع؟ من الشائع عدم التقدير الدقيق لقدرة الشركة على التكيف، ولذلك فإن الاستبصار والتفكير المتأني هو المفتاح لتحديد القدرة الحقيقية لشركتك على التأقلم السريع. فكر بآخر تغيير صغير أجريته في الشركة؟ كيف كان رد الفعل والقبول به؟ هل كان سريعاً وفعالاً؟ الآن فكر بآخر تغيير كبير أثر على شركتك، وكيف كانت ردة فعلكم؟
ويتحول السؤال الآن إلى: كيف يمكن أن نصبح أكثر مرونة في الحركة وقدرة على التغيير؟ هذه الميزة يجب أن تكون مغروسة في ثقافة عملك، ويجب أن يظهرها كل من هو موجود في المناصب القيادية الذين يجب أن يكونوا مثالاً لغيرهم من الموظفين.
فحسب شركة الاستشارات “ويليس تاورز واتسون”، مرونة الحركة والتغيير السريع هي طريقة تفكير وفعل. ولكي تتفرد شركتك بهذه الميزة، ينبغي عليها إعادة ضبط طريقة تفكيرها وعملها. ويجب عليها التركيز على جعل المتعامل يدرك القيمة المضافة لعملك، والعمل بدورات قصيرة (مع توفير تغذية راجعة مستمرة)، وتحديد أدوار ومسؤوليات واضحة لأعضاء الفريق، وإيجاد القيمة في قبول الأفكار من كل فرد في الشركة.
الهفوة رقم 2: معنويات أعضاء فريقك ليست عالية كما تعتقد
حسب دراسة عالمية حول العمالة أجرتها شركة الاستشارات “ويليس تاورز واتسون“، فإن الموظفين في منطقة الشرق الأوسط يحتلون مكانة أقل من المعدل العالمي فيما يتعلق بإمكانية بقائهم مع أرباب العمل. وفي الواقع وعند سؤالهم عن خططهم الطويلة المدى، فقط 24% من الموظفين في الشرق الأوسط قالوا بأنهم يريدون الاستمرار مع أصحاب العمل حتى سن التقاعد. وأظهرت نفس الدراسة أنه فقط ثلث الموظفين في الشرق الأوسط يتفاعلون بشكل كبير مع وظائفهم.
هل يمكن أن تنطبق هذه الإحصاءات على شركتك؟ والأهم، هل لهذه الأرقام أهمية في وقت كوقتنا الحالي؟ من الصحيح القول إنه في بداية فترة من عدم الاستقرار الاقتصادي، سيكون كل موظف أكثر سعادة لمجرد احتفاظه بعمله. ولكن مع استمرار الركود وازدياد الصعوبات والتحديات على الشركة، فإن الموظفين الأقل سعادة وغير المتفاعلين مع عملهم سيعمدون للبحث عن وظائف في أماكن أخرى. وفي الواقع، فإن بيانات من الركود الاقتصادي في العام 2008 أظهرت أنه في أوّج خسائر الوظائف، خسرت الشركات الكبيرة ما يصل إلى 59٪ من قوتها العاملة مقارنة بالظروف الاعتيادية.
وتظهر استبيانات الموظفين أن غياب التواصل يعد أحد أبرز الأسباب التي يترك بسببها الموظفون أعمالهم. وقد أفاد 47% من الموظفين الذين شاركوا بالاستبيان في المملكة المتحدة عن شعورهم بأن مدرائهم لا يتواصلون معهم بشكل كافٍ. وإذا ما أخذنا هذه النتائج بالاعتبار، فإن أفضل طريقة لتفادي الخسارة المباغتة لأغلب موظفيك خلال فترة الركود الاقتصادي هي التواصل المنفتح معهم بشكل دوري.
خذ وقتك بالجلوس معهم، واسألهم عن شعورهم. فربما قد تسمع أشياء لست مستعداً لسماعها، ولكن مفتاح الحصول على موظفين ملتزمين ومتفاعلين هو الاعتراف والتسليم بآرائهم، سواء أكنت تتفق معهم أم لا. لا تسألهم فقط عن أسباب عدم سعادتهم، بل اسألهم عن الحل الذي سيشعرهم بأنهم ذوي قيمة واعتبار. ومن ثم قم باتخاذ القرار.
الهفوة رقم 3: مصاريفك لا تساهم بمبيعات مباشرة
مساحة وتجهيزات المكاتب، ورواتب الموظفين، والتأمين والمزايا الوظيفية والمواد الخام والعضوية المهنية، والقائمة تطول إذا ما تحدثنا عن مصاريف الشركات. ولكن إذا كانت أغلبية مصاريفك في هذه القائمة لا تساهم مباشرة في توليد إيرادات، فيمكن أن تكون بصدد الدخول بمشكلة كبيرة خلال فترة ركود السوق. بالتأكيد لا يوجد هنالك رقم سحري يمكن لجميع الشركات التركيز عليه عند تخطيط مصاريفها، لأن هوامش الربح المقبولة تختلف بين القطاعات والصناعات. ولكن، من المهم أن تتبن شركتك، قدر الإمكان، منهجية واضحة في أوقات الأزمات.
ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة الشرق الأوسط للعلوم الاجتماعية، فإن الشركات التي تضع في ميزانياتها خططاً للمستقبل مرة على الأقل في العام تمتلك حظوظاً بالنجاة بنسبة 36%، بينما ترتفع حظوظ الشركات التي تخطط ميزانيتها للمستقبل بشكل شهري إلى 80%.
ويعتبر هذا سبباً أساسياً لأهمية المراجعة المستمرة لإنفاق شركتك، وتعديل ميزانيتك بما يتوافق مع ذلك. ابدأ بتحديد الخطوات والإجراءات التي تساهم مباشرة في إيراداتك السنوية. وقم بعد ذلك بمراجعة مصاريفك للعام الماضي واتخاذ القرارات الملائمة.
قم بتحديد المصاريف التي لم تولد إيرادات، واتخذ قرارات بمدى حاجتك إليها من عدمها، وفكر بطرق أرخص لتلبية الطلب الذي تؤمنه هذه المصاريف التي تريد الاستغناء عنها.
هو ليس تمريناً سهلاً. فقليل من الشركات التي تنفق أموالاً تظن أنها ليست بحاجة لذلك، ولكن للنجاة من الركود، من المهم أن تضبط مصاريفك بشكل فعال.
الهفوة رقم 4: مواردك المالية غير مستقرة
من الطبيعي أن تتذبذب مواردك المالية قليلاً طوال العام، فهناك مواسم يكثر فيها العمل وأخرى يقل فيها. وقد يأخذ الأمر وقتاً أطول مع الشركات الجديدة لتبدأ بتحصيل إيرادات ثابتة. ولكن إذا كنت في السوق لعدة سنوات، فيجب أن تكون إيرادات المالية تنمو بثبات مظهرةً أنماطاً سنوية واضحة.
فما الذي تظهره حسابات شركتك؟ إذا كانت الأرقام غير مستقرة، فيجب عليك معالجة الأمر. وإحدى الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق التوازن في حساباتك تكمن في أن تكون متقدماً بخطوات عديدة في مجال مواردك المالية، وهذا يشمل:
- تحليل متطلبات جعل منتجك/ خدمتك مربحة
- تأسيس عملية وآلية واضحة للمتابعة
- وضع وإنفاذ شروط واضحة للدفع
- استحداث خطة تسويقية تستخدم مواردك المالية ووقتك بكفاءة وفعالية
- إدارة وتنظيم السيولة في شركتك بحذر
هل أنت مستعد للفترة المتبقية من العام 2020؟
لا أحد يعلم بالتفصيل كيف ستكون نهاية فيروس كورونا، ولكن هناك أمراً واحداً واضحاً فقط، وهو أن هذه الأزمة ستضع ثقلاً كبيراً على اقتصادات العالم ومنطقة الشرق الأوسط. فإذا كنت من هواة الدعاء وتمني أن تصلح الأمور لوحدها، فإن الوقت قد حان لاتباع استراتيجية جديدة.
ابدأ بالمنهجيات الأربع التي قمنا بشرحها في هذا المقال، لأن رفع معنويات الموظفين وضبط المصروفات وتحقيق التوازن في مواردك المالية واعتماد ثقافة التحرك سريع هي أربع طرق تعتبر من أكثر الطرق فعالية لتضمن نجاة شركتك من الركود.