أيان ديلون، مؤسس الشركة الناشئة “ناو موني NOW Money” المتخصصة في التقنية المالية يتحدث عن كيفية إعادة صياغة وتشكيل عالم الأعمال خلال السنوات القادمة
مترجم بتصرف
إنها أوقات غير مسبوقة عالمياً. فنادراً في التاريخ البشري ما كان هناك حدثٌ أثر على كل شخص أينما كان في العالم مثلما فعل فيروس كورونا، ومثلما سيفعل في الأشهر القادمة من السنة. وكمؤسس لشركة “ناو مني NOW Money”، الشركة الناشئة في مجال التقنية المالية، فإنني أمتلك رؤية خاصة لطريقة تفاعل الأفراد مع الأزمة، وكيفية إعادة تشكيل عالم الأعمال في السنوات القادمة.
فلنتحدث أولاً عن عملائنا، فنحن نوفر حسابات لتحويل رواتب العمال من ذوي الدخل المنخفض في منطقة الخليج ، والسماح لهم بإجراء تحويلات مالية إلى بلدهم الأم مباشرة عبر تطبيق على هواتفهم الذكية. وقد لمسنا نمواً متزايداً في أعمالنا حتى هذه الفترة من العام الحالي بما فيها خلال فترة انتشار فيروس “كوفيد-19) وانخفاض أسعار النفط، حيث ازداد خلال الفترة الاتجاه العام لاستخدام الخدمات الذكية المرتبطة بالهواتف الذكية، وبرزت مشاكل في التحويلات في المراكز التقليدية مثلما حدث مع الإمارات للصرافة، وقمنا نحن بتطوير وتحسين منتجنا الأمر الذي ساهم بتحقيق نمو قوي في التحويلات المالية لدينا بلغ 31% على أساس شهري في يناير، و46% في فبراير و20% في مارس.
وستبدأ التأثيرات الجوهرية لفيروس كوفيد-19 بالظهور علينا وعلى كل الأفراد في الخليج خلال الأشهر القادمة. فبينما يشهد قطاع الأعمال ركوداً، سيتم تسريح الموظفين أو الطلب منهم أخذ إجازات غير مدفوعة، مما سيؤدي إلى انخفاض رواتبهم وإنفاقهم. وبما يتعلق بنا، سيؤدي ذلك تلقائياً إلى انخفاض حجم تحويلاتهم المالية. وستبدأ هذه النتائج التي ذكرتها بالظهور في خلال شهر أو شهرين، وسيكون عندها التأثير الاقتصادي لفيروس كوفيد-10 مؤلماً لكل الشركات في المنطقة. وكذلك سيكون التأثير هائلاً على العمال من ذوي الدخل المنخفض وعائلاتهم الذين يعتمدون على تدفق التحويلات المالية.
الأسواق المالية تفاعلت بذعر مع الأزمة في بداية مارس، وهذه الانهيارات مستندة إلى السيكولوجية البشرية عوضاً عن الأساسيات والركائز كما بدا واضحاً خلال الفترات الماضية التي شهدت انهيارات مشابهة مثل التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في 1929، وأزمة الانترنت أو ما يعرف بدوت كوم في 2000، والأزمة المالية في عام 2007 وأزمة الكريبتو في 2017، وعودة إلى فقاعة التوليب الهولندية في 1637. انظروا إلى المخططات البيانية لأسعار الأصول في كلٍ من هذه الأزمات، وستجدون أن النمط متشابه بشكل كبير.
“ناو مني NOW Money” هي شركة ممولة من رأس المال الاستثماري. وفي حين أن هؤلاء المستثمرون في رأس المال الاستثماري، يمتلكون نظرة طويلة الأمد تختلف عن التجار ووسطاء البورصة، إلا أنهم غير محصنين من الذعر والقلق حول ضبابية المستقبل وتأثيرات فيروس كورونا المستجد. ورغم أن جميع المستثمرين أبدوا دعماً ورغبة بالمساعدة متى أمكن، إلا أنهم وبوضوح تأثروا كثيراً بما حدث في السوق.
وفي نفس الوقت، فإن موظفينا متميزون جداً. فخلال عملية التوظيف التي نعتمدها، ننظر بجانب مزايا اخرى إلى الجرأة والقدرة على فعل أي شي والاستقلالية. وباعتبارنا شركة ناشئة خفيفة وسريعة، لا نمتلك الميزانية او القدرة على تكوين فرق موارد بشرية كبيرة أو توفير مزايا توظيفية. فنحن نعتمد على التوظيف المسؤول، واستقطاب أناس ناضجين نقدر على توفير رواتب جيدة لهم ونجعلهم قادرين على إعالة أنفسهم أكثر مما يمكن أن تفعله الشركات الكبرى. وفي حين أن هذا يقلص أمامنا خيارات التوظيف في الأوقات الجيدة، فإن المعادلة تفرض نفسها في السيناريوهات المضادة، حيث إن موظفونا تكيفوا بهدوء ومثابرة مع خطط العمل من المنزل، وبدأوا بالاهتمام بمهام أخرى. لذلك فإن موظفينا سيكونون السبب الرئيسي لخروجنا من هذه الأزمة أكثر قوة.
وأخيراً، وعلى مستوى المنطقة، فمن العدل القول إن تأثير فيروس كورونا سيكون هائلاً وبعيد المدى. ولكن، إذا كان هناك من منطقة في العالم قادرة على تجاوز هذه التأثيرات سريعاً، والاستفادة من الطرق الجديدة لممارسة الأعمال التي بلا شك ستسود خلال الفترة القادمة، فإنها ستكون منطقة الشرق الأوسط. فنحن جزء من بيئة سكانية شابة وطموحة وخبيرة بالتكنولوجيا، ونمتلك قيادة قوية تصرفت بشكل حاسم لدعم المقيمين في بلدانها. نحن متحمسون في “ناو مني NOW Money” بالتقدم الذي نحققه، ونؤمن بأن الشرق الأوسط سيستفيد من هذه الفرص بينما يتعافى العالم.