مع بدايات عام 2020، كانت فرق الموارد البشرية وقيادات الشركات تطمح إلى إعادة تركيز جهودها على تحفيز الموظفين، وتعزيز بيئات العمل الجذابة والمثمرة والمنتجة في آن معاً. إلا أن مجريات عام 2020، خالفت كل التوقعات، وانحرفت بطموحات الشركات في أكثر من اتجاه.
وفي ظل التحديات غير المسبوقة، وحاجة فرق العمل وقيادات الشركات إلى التفاؤل، أصبح ضمان استمرارية العمل، ونشر أخبار إعادة هيكلة الموظفين، استراتيجية متميزة تحظى بأهمية أكثر أي وقت مضى. وفي هذه الظروف، ينبغي على الشركات فهم الدوافع التي تحفز الموظفين، والتأكد من اعتماد منهج عمل متعاطف وصادق. وقد يسهم تكييف نهج الشركات للتعامل مع الموظفين على جميع المستويات، في إيجاد وتمكين بيئة عمل منتجة على الرغم من التحديات. وفيما يلي يقدم لنا منصور سروار، المدير الإقليمي في “سايج الشرق الأوسط بعض الأفكار الخاطئة الشائعة حول تحسين الإنتاجية، وكيفية توفير الأساسيات التي يهتم بها الموظفون.
الفكرة الأولى: توجيه الشكر للموظفين يكفي لإظهار تقديرك لهم
ينبغي عليك أن تتجاوز حدود توجيه كلمات الشكر، وأن تنشىء نظاماً جيداً للتقدير والمكافأة على العمل الجيد. ومن المهم التأكد أن فريقك يشعر بالتقدير ويحظى بتعليقات منتظمة، سواء من خلال إرسال بريد إلكتروني ربع سنوي إلى الموظفين يسلط الضوء على أدائهم الرائع، أو عبر جدولة جلسة مراجعة شهرية مع الإدارة. ولا تنس اجتماعات المراجعة الأسبوعية أو الشهرية لمشاركة الجميع بالتعليقات الرائعة.
الفكرة الثانية: جداول العمل المرنة والعمل عن بعد تُشتت الموظفين وتضر بالإنتاجية
لماذا لا يعمل الموظفون من الساعة السابعة صباحاً وينتهون مبكراً إذا كانوا أكثر إنتاجية في الصباح؟ في الوضع الحالي، اضطرت معظم العائلات حول العالم للعمل عن بُعد، وتعلم كيفية الحفاظ على السلامة. ويبدو أن حلول العمل في المنزل بوجود الأطفال غير قابل للاستمرار. وبالتالي، فمن الضروري أن تكون سباقاً في التنسيق مع الموظفين، وتحديد توقعات منطقية لمنع سوء الفهم. ضع في اعتبارك أيضاً منح الموظفين حرية تحديد ساعات عملهم، خاصةً خلال أوقات انخفاض المعنويات.
الفكرة الثالثة: صحة الموظفين وعافيتهم أولوية في شهر يناير
من المرجح أن تحظى مبادرات الصحة والعافية على المستويين الذهني والبدني بأهمية خاصة خلال فترة الحظر وانتشار الوباء. ولكن، ينبغي على فرق الموارد البشرية التحضير لهذه المبادرات على مدار العام. وتسهم الندوات عبر الإنترنت في تعزيز أهمية اللياقة البدنية وممارسة الرياضة وترتبط برفع الحالة المعنوية والمرونة خلال الأزمات، ويجب تقديمها وتطبيقها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
ومن ناحية أخرى، يمكن تشجيع الموظفين أيضاً على ممارسة تمارين التأمل واليوجا للحفاظ على النشاط. ويمكن لجلسة أسبوعية مع أخصائي نفسي سريري المساعدة في تحفيز فرق العمل، وضمان استقرارها الذهني خلال فترة العمل من المنزل. تؤكد هذه المبادرات على تقدير الشركة لصحة الموظفين وسلامتهم، واهتمامها بعافيتهم من خلال ترسيخ هذا الوعي. وسيتذكر الموظفون دائماً مبادرات الشركة وحرصها الدائم على سلامتهم وعافيتهم.
الفكرة الرابعة: تحفيز الموظفين أولوية في فترات انخفاض الإنتاجية
عادة ما تفترض الشركات أن المشاركة والحافز ينخفضان في بداية العام، فهل هذا صحيح؟ من المرجح أن تؤدي فترات الاضطرابات الذهنية والجسدية، مثل أوقات انتشار الوباء، إلى تأثيرات واضحة على الإنتاجية في مكان العمل. ولذا، تحدد العديد من المؤسسات تصوراتها لأهداف الموارد البشرية والموظفين وفقاً لهذه الفكرة.
وبدلاً عن ذلك، ينبغي على الفرق المتطورة للموارد البشرية والموظفين استخدام البيانات وتحليلات الأفراد والاستفادة منها في وضع أفكار قابلة للتنفيذ. وإلى جانب السيناريو الاستثنائي الذي نشهده، التساؤل حول الوقت الذي حققت المؤسسة أعلى عوائد الأعمال؟ وهل قامت بدراسة البيانات في استطلاعات الآراء لفهم العوامل المؤثرة، ومتى؟ ويساهم وضع أفكار قابلة للتنفيذ في إظهار الفارق بين الأفكار الخاطئة والواقع.
هل مؤسستك جاهزة للتحول إلى شركة تركز على الموظفين؟
إذا كانت مؤسستك تدرك أهمية التقدير الحقيقي للعاملين فيها بعيداً عن، التحايل والألاعيب المكتبية، وتمنح موظفيها القدرة على اختيار وقت ومكان العمل، وتحديد أولويات سلامتهم الذهنية والبدنية على مدار العام، وتتخذ قرارات واقعية بالاعتماد على البيانات بدلاً من الأفكار والتصورات، فأنت في طريقك للتحول إلى شركة تركز على الموظفين بشكل حقيقي.
تطرح أوقات الأوبئة مجموعة كبيرة من التحديات فيما يتعلق بضمان استمرارية العمل والحفاظ على الإنتاجية والمعنويات عالية. وبالتأكيد، فإن الطريقة التي نعمل بها لن تبقى كما هي. وعلى هذا الصعيد، ستستفيد فرق الموارد البشرية الفعالة من هذه التحديات في التوصل إلى حلول تجعل مؤسساتهم أقوى وأكثر أماناً في السنوات القادمة.