أعلنت “هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة” عن ارتفاع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الإمارة بنسبة 3% خلال العام 2019 مقارنة بالعام 2018. وتفيد الإحصائيات إلى وصول عدد النزلاء إلى ما يقارب 1.8 مليون نزيل بمعدل إشغال 66%، في حين تصدر السياح من روسيا الاتحادية قامة نزلاء الفنادق، تبعتها الدول الخليجية مثل سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية إضافة إلى الهند.
تدفقات سياحية متواصلة
أوضح سعادة خالد جاسم المدفع، رئيس “هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة”، بأنّ الإمارة شهدت خلال العام الماضي إقبالاً من قبل السياح والزوار وتدفقات سياحية متواصلة على مدار العام، نظراً لما تم إنجازه على صعيد الأنشطة والبرامج السياحية والترفيهية المتنوعة في الإمارة، الأمر الذي ساهم في استقطاب أعداد كبيرة من السياح ورفع نسب الإشغال الفندقي فيها، وذلك في ظل رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء حضور قوي على الخارطة السياحية العالمية.
ولفت المدفع إلى أن إمارة الشارقة احتضنت ما يزيد عن 10 ألاف غرفة فندقية مع نهاية العام الماضي، بما يشمل 9 فنادق من فئة 5 نجوم بإجمالي 1331غرفة؛ و21 فندق من فئة 4 نجوم بإجمالي 2733غرفة؛ و31 فندق بمستوى 1-3 نجوم و40 منشأة للشقق الفندقية بإجمالي 2485 شقة.
وتم في العام الماضي افتتاح 6 فنادق جديدة من فئة 4 و5 نجوم، كما من المتوقع أن يتم الإعلان عن أكثر من 7 مشاريع فندقية جديدة خلال العام الجاري، الأمر الذي يعكس ثقة المستثمرين بالقطاع السياحي المزدهر في الشارقة وتنامي مكانتها كوجهة مميزة للأعمال والعائلات ومحبي الثقافة والترفيه.
مساهمة فاعلة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة
يعد القطاع السياحي في إمارة الشارقة داعماً أساسياً للعديد من القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي لما له من أثر مباشر في خلق فرص العمل وتنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل. ويسهم القطاع السياحي في إمارة الشارقة بأكثر من 9 مليار درهم إماراتي من إجمالي الناتج المحلي البالغ 102.5 مليار درهم إماراتي، أي ما نسبته 8.8% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وهذا بناءً على ما ورد في إحصائيات سابقة لعام 2015.
الإنجازات والمشاريع السياحية
في إطار مساعيها المستمرة لتعزيز القطاع السياحي والعمل على استقطاب المزيد من الزوار والسياح وزيادة تنافسية القطاع السياحي، أطلقت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في العام الماضي العديد من الخدمات المبتكرة من بينها خدمة “المرآة الذكية”، التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهم معالم الإمارة وإبراز مكانتها على خارطة السياحة العالمية كوجهة مثالية للسياح، من خلال منصة تفاعلية مبتكرة تتيح للمستخدم استكشاف أبرز المواقع ومعالم الجذب السياحي في إمارة الشارقة؛ وخدمة “خدمة المحادثة مع المرشد السياحي الافتراضي بتقنية الذكاء الاصطناعي”، والتي تقوم بتزويد السياح بأحدث المعلومات عن الشارقة والرد عن استفساراته من خلال الدردشة التفاعلية النصية والصوتية على مدار الساعة. وتم تقديم هذه الخدمة لمستخدمي الواتساب وفيسبوك ماسنجر بخمس لغات عالمية وهي العربية والإنجليزية والألمانية والصينية والروسية، حيث تقدم الخدمة تفاصيل ومعلومات حول أفضل الوجهات السياحية والأنشطة الترفيهية والمطاعم والمنشآت الفندقية التي تزخر بها الإمارة.
أما خدمة “نظام الإحصاء الفندقي التفاعلي” فيتيح للفنادق الوصول بسهولة إلى أحدث إحصائيات وبيانات النزلاء بشكل فوري مثل الجنسية ومدة الإقامة والإيرادات وغيرها. وتساعد خدمة “النظام الذكي لمنح الشركات السياحية تصاريح للمركبات الصحراوية” الشركات السياحية على إنجاز إجراءات التسجيل ودفع الرسوم وطباعة التصاريح خلال فترة زمنية لا تتجاوز بضع دقائق. كما أطلقت الهيئة خدمة “نظام إصدار التراخيص الإلكتروني الذكي”، والذي يعمل على أتمتة العمليات التجارية لإدارة المعايير السياحية وتغطية خدمات مختلفة مثل تسجيل المؤسسات الفندقية والتقديم عبر الإنترنت لجميع الخدمات المتعلقة بالترخيص والتفتيش وإدارة المخالفات وإدارة تصنيف المنشآت. ويتيح هذا النظام للعملاء الخارجيين التسجيل وتخصيص حسابهم على حسب الحاجة والبدء في استخدام الخدمات عند الحصول على المواقفة عليها.
تعد مشاريع السياحة البيئية من أهم التوجهات التي تلقى إقبالاً واهتماما واسعاً في إمارة الشارقة وبالذات في قطاعي السياحة والضيافة، فقد تم تطوير وتنفيذ سلسلة من مشاريع السياحة البيئية الفاخرة في الإمارة، والتي تستلهم تصميمها وتفاصيلها المعمارية من البيئة المحيطة بها، مراعيةً أن تكون وجهاتٍ ومشاريع سياحية صديقة للبيئة وذات تفاصيل معاصرة ومتطورة من حيث الخدمات والتسهيلات والمرافق التي تتوافق مع أرقى المعايير العالمية، وتندرج تحت هذه الفئة من المشاريع: “نزل الفاية” الذي يتوسط صحراء مليحة ويقدم تجربة سياحية استثنائيةٍ لنزلائه بمرافقه الفاخرة ذات الخمس نجوم، وأيضاً “واحة البداير” المشروع السياحي الفاخر الذي أيضاً يتخذ موقعاً استراتيجياً وسط صحراء البداير، إلى جانب مشروع “نزل الرفراف” وهو مشروع ضيافة من فئة 5 نجوم وتجربة إقامة فريدة ضمن محمية أشجار القرم في كلباء، و استراحة “سد الرفيصة” التي تعتبر مزاراً سياحياً تتوفر فيها الخدمات كافة وسط الجبال والطبيعة الخلابة التي تحيطها من كل الجوانب.
وتلقى سياحة المغامرات في الإمارة اهتماماً واسعاً، فإمارة الشارقة بامتدادها الكبير تعتبر ثالث أكبر إمارات الدولة، وأكثر ما يميّزها هو موقعها الجغرافي حيث تطل على ساحلي الخليج العربي وخليج عمان، وأيضاً تتميّز بالتنوّع المبهر في تضاريسها وطبيعتها، مما يجعلها وجهةً مثاليةً لمختلف الأنشطة والمغامرات التي تثري تجربة السيّاح والزوار، مثل القيادة بين الكثبان الرملية، وركوب الدراجات الرباعية في المناطق والوجهات ذات الطبيعة الصحراوية، والغوص والسباحة والكاياك وغيرها الكثير مما يمكن ممارسته في مختلف المواقع السياحية التي تلبي اهتمامات الزوار المختلفة، إلى جانب الأنشطة الخارجية المميزة في الهواء الطلق المتاحة للجميع على مدار العام.
ولقد شهدت الإمارة مؤخراً، افتتاح “الحديقة الجيولوجية في منطقة بحيص”، والتي تضم معالم جيولوجية وأحفوريات ومناطق أثرية تحيط بها، وتسلط الضوء على أهمية جبل بحيص وتروي حقائق حول تشكل إمارة الشارقة في مختلف العصور الجيولوجية بتاريخ يعود إلى أكثر من 125 ألف عام.
كما افتتح في شهر فبراير من هذا العام، “مركز الذيد للحياة الفطرية” في البردي بمدينة الذيد، وهو مركز متخصص بعرض صور الحياة البرية بأسلوب تفاعلي واقعي، حيث يقدم لزواره فرصة للتعرف على الصحراء، واستكشاف الحياة الفطرية فيها عن قرب من خلال رحلة تفاعلية تعليمية تعد بحد ذاتها تجربة” استثنائية وممتعة للصغار والكبار.
الحملات الترويجية والأنشطة السياحية
نظمت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة خلال العام الماضي العديد من الحملات الترويجية بهدف استقطاب المزيد من السياح والزوار إلى الإمارة. كما شاركت في عدة معارض ومؤتمرات دولية داخل الدولة وخارجها لتعريف الجمهور المستهدف بمقومات إمارة الشارقة السياحية ومكانتها المتميزة كوجهة فريدة ومثالية للسياحة العائلية على مدار العام.
وبفضل هذه الجهود، تمكنت الهيئة من الدخول إلى أسواق دولية جديدة وهي دول شمال أوروبا، حيث شاركت في معرض “ماتكا للسياحة والسفر”، ونظمت جولة ترويجية لأول مرة في أوروبا الوسطى، والتي استهدفت 3 أسواق رئيسية بالتعاون مع “طيران الإمارات”. وشملت الجولة كلاً من بودابست ووارسو وبراغ، حيث جاءت هذه الجولة في إطار دعم “رؤية الشارقة السياحية” لزيادة التدفقات السياحية إلى الإمارة بهدف الوصول إلى أكثر من 10 مليون سائح بحلول العام 2021.
وعلى صعيد الأنشطة السياحية والترفيهية، نظمت الهيئة مهرجان أضواء الشارقة 2019، الذي استقطب ما يقارب من 1.2 مليون زائر، وشكل تجربة استثنائية عكست مكانة الشارقة كمركز مهم للتنوع الثقافي ووجهةً سياحية عالمية المستوى، وسلط الضوء على التنوع الثقافي والتراث الغني والمعالم المميزة التي تتمتع بها إمارة الشارقة. كما نظمت الهيئة بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة “فورمولا 1” وبطولة العالم لسباقات الدراجات المائية، والتي جمعت أكثر من 70 متسابقاً من 20 دولة من مختلف أنحاء العالم لاستعراض مهاراتهم أمام محبي التشويق والترفيه اللامحدود.
وأوضح المدفع أن إمارة الشارقة استطاعت ترسيخ مكانتها على خريطة السياحة العالمية من خلال المشاريع والمبادرات السياحية التي تطورها في كل عام، ومن خلال تنوع منتجها السياحي ما بين الشواطئ الذهبية والمحميات الطبيعية والمواقع التراثية والأثرية والمراكز العلمية والثقافية والبنية التحتية المتطورة والوجهات البيئية، إلى جانب تركيزها على تقديم باقة من الخدمات والأنشطة السياحية والترفيهية وتجارب المغامرات التي تلبي احتياجات الشرائح المختلفة والعائلات على وجه الخصوص.
وقال المدفع: “كان العام الماضي ناجحاً بشكلٍ استثنائي على الصعيد السياحي في إمارة الشارقة، حيث لقينا إقبالاً إيجابياً ومثمراً لدى مشغلي الفنادق العالميين، واستطعنا استقطاب المزيد من الزوار والسياح إلى الإمارة من خلال البرامج والمبادرات والخطط السياحية الجديدة التي أطلقناها مدفوعين بالرؤى الطموحة لقيادتنا الرشيدة، ومؤخراً نالت إمارة الشارقة نصيبها من التطورات الجذرية والمثمرة في البنى التحتية وخدمات الطرق والمواصلات والنمو في قطاع السفر والرحلات، إلى جانب التوسّع في مجال الضيافة والفنادق، والتنوّع الفريد في الوجهات السياحية والمشاريع البيئية والمستدامة. ونخطط خلال العام الجاري إلى تطوير التجارب والمنتجات السياحية لإثراء تجربة السياح والزوار، وتقديم خدمات سياحية استثنائية تسهم في زيادة التدفقات السياحية إلى الإمارة، وسنركز في حملاتنا الترويجية هذا العام على التعريف بمنتجات السياحة والأنشطة الخارجية وتجارب سياحة المغامرات والمنشآت الفندقية الجديدة ذات العلامات التجارية العالمية في عالم الضيافة وإدارة الفنادق الفارهة.”