على الرغم من طرح تقنيات جديدة، وخوارزميات متخصصة، وأجهزة إلكترونية فاخرة، إلا أن قطاع العلاقات العامة يحتاج إلى عنصر بشري ليظل تفاعليًّا.
مديرة الحساب، شركة شيربا للاتصالات
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
من المتوقع أن يشهد عام 2020 زيادة في الأدوار الاستراتيجية عبر خطط التسويق التنظيمية مع المزيد من التركيز على المقاييس وسُبل القياس. حيث يحدث تحوّل جديد نحو النتائج المستندة إلى التأثيرات والعائدات. وتُعد هذه الصناعة حاليًا في أوج عصر الاتصالات، حيث يزداد استخدام وسائل الإعلام يومًا بعد يوم، ومن ثم تُصبح أكثر قابلية للقياس، وأكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يخلق طلبًا على نطاق العلاقات العامة المتشابه في طريقة التفكير للمضي في الطريق. فمع وجود العديد من المنصات والتقنيات المختلفة في السوق حاليًا، فيما يلي اتجاهات العلاقات العامة القوية التي من المزمع أن تنتشر في العام المقبل:
- أهمية البيانات ذات المحتوى التفاعلي المتزايد بشدة يتم إنشاء ما يزيد عن 2.5 مليار بايت من البيانات على مستوى العالم في كل يوم، ومن المتوقع أن يزداد حجم البيانات الخاضع لتحليل البيانات على مستوى العالم إلى 5.2 زيتا بايت بحلول عام 2025. مع هذا التدفق للمحتوى الرقمي، ستحتاج مساعي مجال العلاقات العامة إلى أن تُصبح أكثر ذكاءً وأكثر انخراطًا من أي وقت مضى. ومن ثمّ سيشهد عام 2020 حملات رقمية ضخمة التركيز ومصممة خصيصًا للوصول إلى مجموعة محددة من الجمهور. وأصبحت مُشغلات محركات البحث في مجال العلاقات العامة جزءًا لا يتجزء من حملات التواصل، حيث تساعد في أن يصل الهدف الرئيسي لدعم الشركات إلى عدد أكبر من المشاهدين عبر الإنترنت لخلق حركة المرور المناسبة لمنصات الشركات.
- ستكتسب مكانة العلاقات العامة المتخصصة شعبية أكبر في عام 2020، حيث تُصبح المنظمات أكثر انتقائية عند تحديد شركة العلاقات العامة التي ستتعاون معها، مما يُسبب ضغطًا جديدًا على المحترفين العاملين في مجال العلاقات العامة. ومن ثم ستختار الشركات الوكالة التي ستتعاون معها بناءً على تخصصها. وستُصبح الخبرة في مجال الصناعة والفهم الواضح للسوق المحليّ، والجوانب الثقافية وتوجهاتها جميعها عوامل حاسمة للعلامات التجارية لاختيار الوكالة التي ستتعاون معها. وبالتالي سيحتاج مستشارو العلاقات العامة إلى أن يكونوا استباقيين وأذكياء لدعم العلامات التجارية بصورة فعالة في بيئة سريعة التغيّر. علاوة على ذلك، ستحتاج شركات العلاقات العامة إلى عرض فهمهم العميق لأعمال عملائها، وتقديم أمثلة على الحملات المتكاملة التي تركز على النتائج، والتي تؤثر على جمهورهم.
الموضوعات ذات الصلة: مخطط معلومات بيانيّ:طرح العلامات التجارية الموثوقة في الإمارات العربية المتحدة – من الذي نثق به؟
- الأعمال ذات المغزى سيكون لها تأثير أكبر. على الرغم من طرح تقنيات جديدة، وخوارزميات متخصصة، وأجهزة إلكترونية فاخرة، إلا أن قطاع العلاقات العامة يحتاج إلى عنصر بشري ليظل تفاعليًّا. ستحتاج شركات العلاقات العامة إلى توظيف / تدريب المستشارين لإنشاء العمليات ذات المغزى والحفاظ عليها – بدءًا من تطوير المحتوى، إلى استضافة الفعاليات، والأشكال الأخرى من سٌبل التواصل التي يمكن للأشخاص التواصل بها. ومع هذا الكم الهائل من المحتويات المطروحة على الإنترنت، يتجه المستهلكون إلى التنظيم. سيحتاج محترفو العلاقات العامة إلى إمداد المستهلكين بمحتوى محدد وهادف وملائم. ومع هذا التوجه، يمكننا أن نتوقع أن تُصبح المقالات النقدية في بؤرة الاهتمام، وأن تُساعد قادة الأعمال على التواصل مع الجمهور على المستوى الشخصيّ.
- أنواع جديدة من المحتوى تدعم المبيعات هناك حاجة متزايدة لطرح أنواع جديدة من المحتويات. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن تُصبح قناة الصوت بقيمة 40 مليار دولار بحلول عام 2022. علاوة على ذلك، تم إعداد تقرير أفاد أن 47٪ على الأقل من المبيعات تتم من المشترين الذين شاهدوا 3-5 أجزاء من المحتوى قبل التعامل مع مندوب مبيعات. وازداد استهلاك قيادة التفكير من 50 ٪ إلى 58 ٪ خلال العام الماضي – وحدث ذلك بشكلٍ خاص في معاملات الشركات. ويقول 55٪ من صناع القرار إنهم يستخدمون قيادة التفكير كوسيلة هامة لدعم النشاط التجاري.وفي عام 2020، سيحتاج العاملين المحترفين في مجال العلاقات العامة إلى مراعاة كافة جوانب وسائل التواصل الاجتماعي والبصمات الرقمية لعملائهم، وذلك من خلال إعداد مقاطع فيديو قصيرة للعرض على وسائل التواصل الاجتماعي، أو نشرات صوتية للمقابلات عبر الإنترنت. واعتمادًا على سُبل القياس المناسبة، يجب عرض المحتوى بصورة مناسبة للمنصة المناسبة لضمان وصوله بصورة واسعة النطاق. ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي لها دورٌ متميز في نجاح العديد من العلامات التجارية في عام 2020.ومع استمرار الشركات في منح الأولوية لقيادة التفكير للتأثير على قرارات الشراء، تحتاج فرق المبيعات والتسويق إلى الانتباه وإيجاد القيمة في هذه العملية. لقد حان الوقت لجعل الأولوية للمحتوى.
- سيكون عام 2020 عامًا للمؤثرين الصغار أصبح المؤثرون الصغار في بؤرة الاهتمام في الوقت الحالي، وذلك لوصولهم لعدد كبير من المشاهدين. وتدرك المزيد والمزيد من العلامات التجارية أهمية التواصل مع المؤثرين الصغار الذين طوروا طرق الحوار والاتصال والثقة مع المجموعة المقربة إليهم من الجمهور. هذا النوع من الموثوقية يولد الثقة، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى انتهاج بعض الطرق وتحقيق المبيعات المحتملة. كما أن المؤثرون الصغار مستعدون كذلك للتعاون مع العلامات التجارية في صورة شراكة طويلة الأجل لضمان نجاح الحملات القائمة على النتائج.
- الاتصالات في حالات الأزمات وإدارة السمعة من الأمور الهامة. يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من المناصب الداخلية المخصصة حصريًا لإدارة سمعة الشركات كجزء من فرق الاتصالات من المنظور الأكثر شمولاً للمنظمات.يقول المسؤولون التنفيذيون أن 49٪ من سمعة الشركة تعود في المتوسط إلى سمعة رئيسها التنفيذي. وتخاطر الشركات بفقدان 22٪ من نشاطها التجاري عندما يجد العملاء المحتملون مقالًا سلبيًا واحدًا في الصفحة الأولى من نتائج البحث، وتفقد 70٪ من العملاء المحتملين إذا كان لدى الشركة أربعة تعليقات سلبية أو أكثر. وسيتم تكليف مسؤولي الاتصال في عام 2020 بمراقبة ذلك الأمر، واختبار سمعة الشركة لمنع وقوع حوادث مثل حملات الهاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التواصل عبر الإنترنت، والتي تدعو إلى مقاطعة العلامات التجارية والمحافظة على مستوى العلامات التجارية بنفس المستوى الوارد في إعلان مهمتها وتوقعات المستهلكين.هذا يعني أن المزيد والمزيد من الشركات ستحتاج إلى الدعم لبدء عمليات التواصل الفعّالة الخاصة بها، وتعزيز سمعتها ومدى وصول علامتها التجارية إلى الجمهور.
الموضوعات ذات الصلة: تحولات صناعية: سوق المؤثرين في الإمارات العربية المتحدة