بقلم إيان ديلون، مؤسس مشارك، Now Money
الكثير منا يعتقد أن عام 2020 سيكون هو العام الذي سنطارد فيه أحلامنا. إذا كنت تعمل حاليًا بدوام من الساعة 9 إلى 5، وتقرأ حاليًا مجلة’العربية Entrepreneur’، على الأرجح أنك تفكر حاليًا في التخلص من عملك الحاليّ وبدء عملك الخاص.
لقد بدأت في عملين ناجحيّن. فمن ناحية، الطريقة التي بدأت بها كانت مثالية. من ناحيةٍ أخرى، ارتكبت كل الأخطاء التي قد يقع بها أي شخص. العمل الذي فعلته بشكلٍ مثالي؟ العمل الأول. حيث أخفقت بطريقة أو بأخرى في تطبيق أي من الدروس التي تعلمتها من تلك الرحلة الأولية، وارتكبت كافة الأخطاء في العمل الثاني!
بعد قولي هذا، فأنا أشارك الآن تجاربي آملًا أن تُساعدك في تجربتك الخاصة في مجال ريادة الأعمال – ولكم آمل أن تساعد هذه التجارب شخصًا واحدًا على الأقل في تحقيق أحلامه في عام 2020.
- 1. ابحث عن وقت للعمل على مشروعك جنبًا إلى جنب مع وظيفتك
يبدو ذلك مستحيلاً. أنت مشغول للغاية بالفعل. كيف ستجد من الأساس وقتًا للعمل على شيء آخر بجانب وظيفتك؟ افعل ذلك.
لقد تخرجت من الجامعة وبدأت مسيرتي المهنية في بنك HSBC، وآنذاك أحضرت 100 كوب أحمر مخصص للحفلات من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة لزميلي في السكن الذي طلب ذلك مني مُسبقًا. وحين عدت بهم إلى المملكة المتحدة، بدا أن الجميع يريدون هذه الأكواب. ومن ثمّ أعطيت زميلي 50كوبًا، وعرضت الخمسون المتبقية للبيع على موقع eBay لمعرفة ما إذا كان هناك الكثير من الطلب عليها، أم أن دائرة أصدقائي فقط هي التي ترغب في اقتنائها. وكان هناك 54 طلبًا شراء هذه الأكواب، وانتهى بي المطاف ببيعها بأكثر من 80 جنيهًا. أراد الأشخاص في المملكة المتحدة بوضوح هذه الأكواب. وأدركت أن السبب في ذلك هو أنّ هذه الأكواب عُرضت في جميع أفلام المراهقين ومقاطع الفيديو الموسيقية التي تُعرض في ذلك الوقت، وبالتالي، كان هناك الكثيرون ممن يرغبون في هذه الأكواب – إلا أنها لم تكن متوفرة في المملكة المتحدة.
لذلك، ارتديت بدلة ورابطة عنق، وتوجهت إلى مقر شركة Solo – الشركة المصنعة للأكواب الأمريكية الحمراء – في أوروبا للمطالبة بحقوق التوزيع لأكواب الحفلات الخاصة بهم في المملكة المتحدة وأوروبا. ونظرًا لأن تركيز الشركة الوحيد والفعلي في ذلك الوقت كان منُصب على توريد ستاربكس بمواد تغليف وأكواب مخصصة للاستخدام الواحد، فقد منحتني شركة Solo الحقوق التي أردتها لمدة ستة أشهر. لقد اشتريت اسم النطاق – المجال redcups.com نظير 400 دولارًا أمريكيًا. وكان لدي بذلك – عن طريق الصدفة تقريبًا – مشروعًا.
في هذه المرحلة، كان بإمكاني استخدام هذا العدد الذي لا يُحصى من الأسباب التي لم أتمكن من اقتناصها (الوظيفة، والوقت، والمال، إلخ) – أو يمكنني ببساطة القيام بالعمل. حسنًا، لقد فعلت ذلك، وأنا سعيد للغاية لأنني فعلت ذلك. redcups.com جنى الأموال من اليوم الأول. لقد عملت على موقع redcups.com بكل جهدي إلى جانب العمل بدوام كامل من خلال الاستفادة من الفترات البينية مثل الوصول إلى العمل في وقت مُبكر مقارنة بالآخرين وتصفح رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي في ذلك الوقت، أو انتهاز الوقت في رحلة العودة إلى المنزل لتصفح البريد الوارد مرة أخرى. في الوقت نفسه، كان لديّ شريك تجاري كبير في وضع مماثل والذي قام بأتمتة سلسلة الإمداد، وفعل الكثير في وقت فراغه لدعم نجاح العمل.
والنقطة الهامة هي، أنك يمكنك أن تجد الوقت. لقد وجدت أن الثبات هو المفتاح لذلك – 10 دقائق يوميًا أكثر فعالية من مدة طويلة واحدة تبلغ ثلاث ساعات في الأسبوع. فذلك سيعلمك أيضًا تحديد الأولويات بصورة لن تتعلمها بأي طريقةٍ أخرى.
قد لا ينمو النشاط التجاري بالسرعة التي ينمو بها إذا كنت متفرغًا تمامًا، ولكن إذا كان ذلك يحل مشكلة يواجهها عملاؤك، فسينمو عملك على الرغم من ذلك. بالطبع، موقع redcups.com أبعد ما يكون عن أنجح الأعمال التي بدأت بتكريس الجهد للمشروع الخاص جانب العمل بدوام كامل مثل آبل وفيسبوك وتويتر وإنستغرام وأوبر وجيميل وسلاك، فجميعهم بدأوا في الأصل كأعمال جانبية.
- 2. احصل على الحد الأدنى من المنتج القابل للاستخدام في أسرع وقت ممكن
وكان ثاني أعمالي في مجال ريادة الأعمال بعد حوالي ست سنوات من موقع redcups.com. وفي هذه النقطة، قمت ببيع موقع redcups.com بنجاح، وبدأت مسيرتي المهنية في مجال الاستثمار المصرفي في بنك HSBC. كان لدي القليل من المال، ونجحت بالفعل، وبدأت مسيرة مهنية ناجحة.
ومع ذلك، فقد رأيت البنوك هي المنافس الوحيد للهواتف المحمولة في المملكة المتحدة (Monzo، Atom، Starling، إلخ)، ورأيت كم أحبهم العملاء، ومن ثم أردت أن أفعل شيئًا مماثلاً في هذا المجال بنفسي. عندما رأيت عدد الأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك في الشرق الأوسط، التقيت مع شريكي في التأسيس كاترين بود (الذي كان لدي علاقة جيدة معه وكان موجودًا بالفعل في دبي) لطرح نفس الفكرة في المنطقة.
لذلك، تركت وظيفتي. وكان ذلك الأمر متأخرًا، فلم أكن مُستعدًا على الإطلاق. لم يكن لدينا أي خطة عمل، ولا معرفة حقيقية بسوقنا المستهدف، وكانت خبرتي في الشرق الأوسط منخفضة للغاية. ومن ثم عملنا بدوام كامل في استكشاف السوق، ووضع خطة العمل، وإنشاء الحد الأدنى من المنتج القابل للاستخدام، وكررنا الأمر لمعرفة ما يحتاجه عملائنا بالضبط. أثناء إدارة موقع redcups.com، كنت أقوم بذلك كله إلى جانب عملي. ولم يكلفني ذلك شيئًا، وحقق لي مشروعًا مُربحًا. أما هذه المرة، لمجرد الوصول إلى المرحلة التي يمكننا فيها الحصول على التمويل، استغرق الأمر 15 شهرًا. كاثرين وأنا أيضًا استنفذنا كل مدخراتنا. وكان بإمكاني فعل الكثير قبل أن أغادر وظيفتي، فاستنزاف الوقت دون الحصول على راتب هو أمر مأساويّ. وبفضل العمل الجاد ومع الحظ الذي حالفنا جزئيًا، حصلنا على فرصة تجارية ضخمة – ولكن مع وجود كمية صغيرة فقط متاحة من المنتجات، كان بإمكاننا الوصول إلى هذه النقطة بسهولة أكبر وأقل إيلاما لو كنا استمررنا في وظائفنا!
- 3. حدد نقطة اتخاذ القرار لتحديد ما إذا كنت ستترك عملك للتفرغ للعمل الخاص – اكتب هذا، والتزم به
لقد صادفت الكثير من الأشخاص الذين لديهم عمل جانبي ناجح، إلا أنهم خائفون للغاية من ترك عملهم لمتابعته مشروعهم طوال الوقت. ودائمًا ما ينتظرون نقطة معينة، مثل الوصول لرقم X مثلاً من المبيعات، أو بحلول تاريخ معين. وبمجرد تحقيقهم لذلك، يحددون هدفًا أعلى بقليل، أو وقتًا أبعد بقليل، وينتهي بهم الأمر إلى عدم ترك عملهم لمتابعة حلمهم، علمًا بأن هذا هو السبب الذي جعلهم يبدأون مشروعهم الخاص في المقام الأول. فعلت هذا مع redcups.com. قلت إنني سأترك وظيفتي للعمل عليه بدوام كامل “في غضون ستة أشهر” أو “عندما نحصل على هذا العقد”.
ولم أفعل ذلك أبدًا. لقد خططت لشراء بعض الحافلات المدرسية الأمريكية القديمة، وإنشاء أسطول من الحانات المتنقلة التي تدور حول جميع المهرجانات والفعاليات في فصل الصيف في المملكة المتحدة، بدلاً من العمل الذي نقوم به حاليًا. ما زلت أؤمن إيمانا راسخا بأنه لو فعلت ذلك بالنظر إلى القاعدة التي كانت لدينا، لكانت شركتنا اليوم ذات قيمة كبيرة، وكان من الممكن أن يتحقق حلمي بأن أكون رجل أعمال بدوام كامل قبل ذلك بسنوات. بمجرد أن تحدد أن مشروعك الجانبي هو عمل قابل للاستمرار، حدد ما هو المقياس الذي يُملي عليك ترك عملك للتفرغ تمامًا لمشروعك الخاص. اكتبها، والتمسك بها. لن تندم.
- 4. إقامة شبكات العلاقات، والتحدث عن فكرتك
لقد تحدثت إلى عدد كبير من الأشخاص ممن لديهم فكرة، لكنهم لن يتحدثوا عنها، لأنهم يخشون أن يسرق شخص ما فكرتهم. لقد طُلب مني التوقيع على اتفاقيات عدم البوح حتى أتمكن من إجراء مجرد محادثة. هذا رد فعل بشري طبيعي عندما نشعر أننا لدينا شيئًا ذا قيمة في هذه الصدد، وهي فكرة عمل. لذا، إذا كنت تشعر بهذا، فأنا لا ألومك.
ومع ذلك ، فكر في عدد الأشخاص الذين سوف يشعرون بكل ما يلي: أولاً، إنها فكرة تُمكنهم من أن يتخلوا عن حياتهم المهنية؛ ثانيًا، أنهم قادرون على التخلي عن حياتهم المهنية (القروض العقارية، والأطفال، وما إلى ذلك تُعيق قيامهم بذلك!)؛ وثالثًا، أنهم قادرين على منافستك. من المحتمل لا أحد يستطيع. لذا، تحدث إلى الأشخاص. احضر الفعاليات الصناعية وأمسيات التواصل. ابحث عن أشخاص يُشبهونك في طريقة التفكير خارج روتين عملك اليومي. لقد وجدت أنه من المذهل كم يريد الأشخاص مساعدة رواد الأعمال. حيث يمكنهم إجراء تقديمات مُرحبة للعملاء المحتملين، والشركاء التجاريين، والمستثمرين، والمستشارين، والعديد من الأشياء الأخرى إلى جانب ذلك، فهذا كله قد يحدث فارقًا ملموسًا في احتمالية نجاح عملك في مراحل إنشاؤه. وسيمنحك الأشخاص أيضًا تعليقات صادقة و/أو تصديقًا على نشاطك التجاري وهو أمر لن تحصل عليه بأي طريقة أخرى. احصل على أكبر قدر ممكن من ذلك، واكسبه إلى صفك، حيث ستنظر في مرحلةٍ ما إلى ورائك، وتدرك أن ذلك كان مهمًا للغاية في تحديد المسار الذي تتخذه أعمالك.
- 5. لا تقلق بشأن تصورات زملائك
لن يجعلك زملائك الحاليون تشعر بالرضا تجاه ترك عملك للسعي وراء المجهول. أعتقد أن الدافع وراء ذلك هو الغيرة أكثر من أي شيء آخر، فأنت تفعل ما يحلم به معظم الأشخاص بأن يشعروا أنهم قادرين على فعله. قد ينتهي بك الأمر بأن تكون ملياردير، لكنها لن تفعل ذلك أبداً. عندما تركت بنك HSBC لبدء NOW Money، اعتقد معظم زملائي في HSBC أنني مجنونًا. ربما كانوا على حق. ومع ذلك، تسرب ذلك الشعور إليّ، ومنذ فترة، بدأت أؤمن بذلك. والمشكلة في ذلك هي أنني كنت أطارد حلمي للمرة الأولى؛ وهو شيء كنت أحلم به طوال سنوات. لكنني لم أستمتع به. تقبل من البداية أنه ما لم تكن قريبًا جدًا من زملائك على المستوى الشخصي، فإنهم لن يفهموا ما تفعله، ومن غير المرجح أنهم سيساعدونك بأن تشعر بالرضا حيال ذلك. لا تسعى لموافقتهم. فأنت الآن في طريقك الخاص، لذا استمر فيه، واحتضنه.
إذا ساعدت هذه المقالة شخصًا واحدًا على الأقل في السعي وراء أحلامه في عام 2020، فهذا في رأيي نجاحًا ساحقًا. إذا كان هذا الشخص هو أنت، أود أن أتواصل معك! ها هي سنة جديدة مزدهرة ومثيرة.