بقلم تمارا بيوبيش
بحلول الوقت الذي تقرأ فيه الآن، من المحتمل أن تكون مجموعة OWS Auto، وهي مجموعة شركات عاملة في مجال السيارات مقرها في الإمارات العربية المتحدة وتتألف من شركة OWS لبيع قطع الغيار، وشركة OWS لصيانة المركبات، وشركة OWS لاستشارات السيارات، قد طُرحت لاول مرة في سوق الأسهم. عندما تحدثت مع مؤسس ورئيس مجلس الإدارة، السيد عويس زهران، وصف طرح شركته للاكتتاب في يناير 2020 في بورصة ناسداك بأنه المحطة الأخيرة في رحلته الناجحة لريادة الأعمال.
وأوضح زهران “نحن بصدد طرح أسهم الشركة للاكتتاب لتأكيد نجاح الشركة، ونموها، حيث سيتمتع المستثمرين في الأسهم لدينا بأعمال دون مخاطر، لأننا نعرف هذا العمل جيدًا ومن ثم من الصعب أن نُخفق فيه. وأنا واثق للغاية في الخطوة التالية. سألني الكثيرون، لماذا نُشارك هذا النجاح؟ ولكن عندما تطرح أسهم شركتك للاكتتاب، فإنك تُنشئ شراكات عامة تمامًا، وأعتقد أنك ستنمو من خلال هذه الشراكات”.
وأحد الأمثلة على ذلك يكمن في المشاريع المشتركة التي قامت بها شركته مع كيانات حكومية في الإمارات العربية المتحدة – مثل شركة رافد وشركة AJ للصناعة وشركة الاعتماد للسيارات. وقياس أهمية ذلك يكمن كذلك في الأرقام: بينما توظف أعماله الأساسية حوالي 75 شخصًا، فإن شركات هذه المشاريع المشتركة الثلاثة توظف نحو 855 شخصًا. وأوضح زهران: “مشاريعنا المشتركة أكبر بكثير من شركاتنا الخاصة. وهذا هو الوضع الذي أتمنى أن يصلوا إليه لأن هذه طريقة ذكية لإدارة الأعمال. وما يعنيه ذلك هو أن الحمل الثقيل لدينا يتم دعمه على مستوى المشروع المشترك. ومن ثم تكون المخاطرة ضئيلة للغاية.”
ومن السهل بالتأكيد أن تمنح انطباعًا بأنه سيكون من الصعب للغاية أن تفشل شركة OWS Auto عندما تلتقي بصورة شخصية مع السيد زهران. حيث أنه يتمتع بسلوك هادئ ومتوازن، وتتسم إجاباته بالاطمئنان الذاتي فضلاً عن أنها تتعرض لأدق التفاصيل (من الواضح أنه يعرف عمله بالكامل حتى أدق التفاصيل)؛ وبكل الوسائل، فعلى ما يبدو أنه لا يوجد تضارب بين كلامه وأفعاله. ويوجد دليل آخر على أنه ملتزم التزامًا تامًا بمبدأ الشراكة، وهذا الدليل على الغلاف الخارجي الخاص بنا – حيث أنه أنشئ روابط قوية تبدأ من داخل عائلة زهران، وتنتشر في جميع المجالات الأخرى من حياته وأعماله.
أوضح زهران: “عندما حثثت إخوتي على العمل، كان هدفي الرئيسي مجرد إبعادهم عن الشارع، والتأكد من أن الجميع أشخاص منتجين، ولكن بعد ذلك اتضح لي شيءٌ أخر. فكل شخص موهوب بطريقة وعناصر مختلفة عن غيره، وقد تبين أن هذه العناصر هي كل ما أحتاجه بالفعل. على سبيل المثال ، أخي الأكبر ممتاز في الشؤون المالية، في حين أن أخي الأصغر مولع بالتفاصيل مما سيضمن دائمًا أننا وضعنا علامة على جميع الصناديق قبل طرح المنتج. وبسرعة كبيرة، أدركت أن هذه وحدة عمل لا يمكن فصلها عن بعضها البعض. وأنا ذكرت ذلك من قبل، ولكن هناك حقًا سبب لوجود سبع إمارات [في الإمارات العربية المتحدة]. سويًا، سنُصبح أقوى.”
فقد ساهم إخوته الثلاثة في نجاح الشركة منذ بداياتها وحتى نموها المتسارع، حيث كان يشغل طلحة زهران اليوم منصب مدير العمليات في شركة رافد، ومحمود زهران يشغل منصب مدير تطوير الأعمال في شركة OWS، وحذيفة زهران يشغل منصب المدير المالي في شركة OWS. وأضاف زهران، مع وجود خطط جديدة في الأفق، بدأ الإخوة الأربعة بالفعل في مناقشة من سيتولى أي المسؤوليات الجديدة وفي أي مكان. ويقول زهران: “نهجنا هو (فرق تسد)”، وهو ناتج عن خبراتنا المُكتسبة من التعلم والنمو الذي شاهدناه في شركة OWS. لذلك، فأنا لا أساعدهم فحسب، بل أنهم يُساعدونني بدورهم.”
ومن المثير للاهتمام، أن حديثنا عن معاملة الجميع باحترام، والذي يُؤكد عليه زهران عليه، هو الذي ألقى بعض الضوء على اللحظة الحاسمة التي دفعته إلى بدء شركة OWS Auto في المقام الأول. عندما انهارت شركة بورشه منذ بضع سنوات، طلب تاجر في دولة الإمارات العربية المتحدة مبلغ 9000 درهم إماراتي لإصلاح محركه، وهو، وفقًا لما أوضحه زهران، مبلغ مبالغ فيه للغاية. “وأخبرني التاجر أنّ “تويوتا أرخص من ذلك”. ونظر إليّ، وجعلني أشعر بأنني بخيل، وكأنني غير مهم، بطريقة متعجرفة للغاية.” هذا النقص في لطف المعاملة (دعنا نصفه بهذه الطريقة)، كان الشعلة التي كانت وراء انطلاق شركة OWS Auto. ويُضيف زهران قائلاً: “توجهت إلى المنزل وقمت بفك المحرك باستخدام صندوق الأدوات الخاص بي، وأرسلته إلى الولايات المتحدة، حيث أعيد تصنيعه، وأعيد إرساله إلى هنا. وعندما تم تثبيت المحرك، اصطحبت السيارة إلى التاجر الذي اعتقد أنه جديد تمامًا. في الواقع، تمت إعادة تصنيعه، لكن تم القيام به بجودة عالية لدرجة أنهم لم يتمكنوا من معرفة الفرق. والنقطة التي أود إبرازها هنا هي أن العملية بأكملها كلفتني 150 دولارًا أمريكيًا، وهكذا، كرجل أعمال، رأيت فرصة حقيقية في هذا المجال. وبدأت في استيراد قطع الغيار وبيعها على أنها معاد تصنيعها. وستظل إعادة التصنيع عملية مُحببة إلى قلبي دائمًا، لأنها أرشدتني لفكرة إنشاء كل هذه الشركات الأخرى.”
قبل أن نتعمق في كيفية اتساع شركة OWS Auto لتضم قطاعات أعمال أخرى، يشرح زهران العناصر الرئيسية الثلاثة التي جعلتها شريكًا مفضلاً وموثوقًا به لبعض الهيئات الحكومية في الإمارات، بدءًا من أول عميل لشركة OWS Auto – هيئة الطرق والمواصلات في دبي ( RTA). وأشار: “في البداية، تُعد إعادة التصنيع في حقيقة الأمر من سُبل الحفاظ على البيئة. وفي المقام الثاني، تُعد قطع الغيار لدينا ذات جودة أعلى من القطع الجديدة. وبالنسبة لكيفية عمل هذه الصناعة فهي تقوم على أنه عند تصنيع سيارة جديدة، تجني الشركات الأموال من بيع قطع الغيار، وليس من السيارة نفسها. فذلك لأنك سوف تشتري قطع الغيار طوال حياتك، في حين أنك لن تشتري السيارة إلا مرة واحدة فقط. لذلك، يتم تصنيع قطع الغيار لكي تَعطل، وليس لكي تدوم، ولكن عندما يتم إعادة تصنيعها، فتكون مصممة لكيلا تعطل أبدًا. ونحن نقدم ضمان مدى الحياة على قطع الغيار. ومن ثم، حول كيفية كسب إجراء الأعمال مع الحكومة، عن طريق اتباع تدابير حماية البيئة وتقديم الجودة والسعر المناسب، لأننا أرخص بمقدار 60 ٪ من التجار الآخرين. عندما نتحكم في قطع الغيار، فإننا نتحكم في كل شيء، ومن ثم فلن نتوجه إلى التجار، وبالتالي تكون حكومة دبي قد وفرت أكثر من مليار درهم على مدار ثلاث سنوات من التعامل معنا.”
واليوم تضم شركة OWS Auto شركة OWS لبيع قطع الغيار، وشركة OWS لصيانة المركبات، وشركة OWS لاستشارات السيارات. يقول زهران: “جميع الحكومات تريد شريكًا تثق به. فقد كان عنصر التشغيل الأهم في أعمالنا هو إعادة التصنيع، لكنه انتقل بعد ذلك سريعًا للغاية حيث أصبحنا مزودًا متكامل لخدمات حلول السيارات للحكومة. وهذا ما نحن مشهورون به الآن، فلم تعد شهرتنا في بيع قطع الغيار، التي هي الآن عنصر واحد فقط من أعمالنا. والصورة الأكبر هي أن شركة OWS Auto هي شريكك الذي يُساعدك، كحكومة، على تنظيم قطاع السيارات الخاص بك. وسيبقى هذا طموحنا عندما نتوسع في أسواق أخرى. هذا ما تستند إليه أهم النقاط في قيّمنا.”
ويشار إلى أن زهران، وهو أحد مواطني نيويورك الأصليين، قد شهد نموًا في اقتصاد المنطقة منذ بداياته، حيث أنه سافر إليها منذ أوائل التسعينيات للمساعدة في تطوير مجموعة MZ القابضة الخاصة بوالده وفروعها الستة عشر. لقد تعلم على مر السنوات أن وجود تحالف قوي مع الحكومة هو أمر مهم للغاية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول: “حقيقة الأمر هي أنه في ظل كون المنطقة لا تزال شابة للغاية، لا تزال الحكومة تشارك بشكل كبير في كل شيء تقريبًا. ولا تفعل هذه الحكومات ذلك من أجل السيطرة على كل شيء، ولكن للتأكد من أنهم لا يفقدون السيطرة. وللنجاح كرائد أعمال، أدركت في وقت مبكر أنه يتعين عليّ التعاون مع الحكومة، إن لم يكن هناك شيء آخر، لفهم القوانين التي تتغير دائمًا. وكذلك، عندما تكون شريكًا مع الحكومة لتقديم خدمة ما، فستكون في وضع أفضل من منظور العمل لإملاء الشروط وتقديم الضمانات. وبوصفك كيان مرتبط بالحكومة، ستكون ملزمًا بالنجاح.”
ولكم ظل احترامه للثقافات المختلفة وقدرته على بناء الجسور مع الكيانات الحكومية بمثابة دافع للحفاظ على العطاء. ولتقديم مثال على ذلك، يقول زهران إن فريقه يعمل حاليًا على مشروع يصفه بأنه نظام تأمين عن بعد لقطاع السيارات المحلي. ويقول: “إحدى المزايا الرئيسية التي سيضيفها هذا النظام هي، على سبيل المثال لا الحصر، عندما تتعرض لحادث، فإن نظام التحكم عن بُعد في المركبة سيتواصل مباشرةً مع المستجيب الأول. كما أن هناك الكثير من عمليات الاحتيال في مجال التأمين التي سيُمكننا السيطرة عليها. وبذلك سنعمل جنبًا إلى جنب مع هيئات التأمين في هذا البلد لتحديد كيفية القيام بذلك، وسنكون المنصة الوحيدة التي تتعامل معها الحكومة. وبذلك، سترانا ملايين السيارات على الطريق حتمًا. وهذا مثال رئيسي على ما أقصده عندما يكون شيئًا ما مفقودًا، حيث تبحث الحكومة عن طريقة للحصول على المعرفة الصحيحة، ولا توجد طريقة أفضل للقيام بذلك غير الشراكة مع خبير، والتعلم أثناء العمل.”
وعامًا بعد عام، كما يقول زهران، مرت شركة OWS Auto بدورات نمو هائلة. ومع ذلك، كان هناك العديد من الدروس المؤلمة التي تعلمتها على طول الطريق. وأضاف: “يميل رواد الأعمال، خاصة في أعمالهم المستقلة الأولى، إلى نسيان حقيقة أنه ليست هناك مشكلة في أن تتعرض للفشل، لكن عليك أن تعرف متى تتجاوز الأمر. وأنا لم أتعلم تجاوز الأمر، لأنه بدلاً من تجاوزه، والبدء من جديد بعدد أقل من الأخطاء، حرصت على المضي قدمًا في هذا الطريق. الآن، أنا سعيد لأنني قمت بذلك، لأن ذلك عاد علي بعشرة أضعافه. لكن إذا تسنت ليّ العودة، فلن أكون متأكدًا من أنني سأفعل ذلك مرة أخرى.”
وفي عام 2013، في بداية إنشاء شركة OWS Auto، استثمر كل مدخراته في العمل لجعله يقوم على أسس قوية، بدءًا من بناء فريق من الخبراء. ومع ذلك، لم يكن ذلك كله مستحقًا للاستثمار. وأضاف: “لقد أحضرت بعض الخبراء من الولايات المتحدة، لكن العمر والخبرة لا تجعلك جيدًا بالضرورة، لأنك إذا داومت على فعل شيء بطريقة خاطئة لمدة 30 عامًا، فهذا لا يجعله أمرًا صائبًا. على سبيل المثال، كانوا يطلبون قطع غيار للسيارات التي لم تكن موجودة في هذا السوق من الأساس. وكان ذلك أكبر فشل وقعت به. وما كنت أود القيام به بشكل مختلف هو التخلي عنهم بسرعة. ولم يحدث ذلك إلا عندما توليت منصبًا أكثر صلةً بالعمل، حيث نجحت الشركة. حيث أشمرت عن ساعديّ أنا وإخوتي، وفصلنا كل هؤلاء المسؤولين التنفيذيين ذوي الأجور العالية والذين كانوا جاهلين بعملهم، ثم قمنا بهذه الأمور بأنفسنا. لذلك، معرفة متى تتخلى عن الأشخاص، والعلاقات، وحتى العمل كله، هو أمر مهم.”
وأضاف زهران أنه مع ذلك، عند إنشاء شركة عائلية، يجب تطبيق هذه القاعدة بحذر عندما يتعلق الأمر بالأشقاء المشاركين في العمل. وقال: “لأنه من بين 10 شركات عائلية، وفقًا للإحصاءات، ست شركات فشلت في إدارة أعمالها. وهذا الرقم مخيف، لأن احتمالاتك هي أنك ستفشل وليس أن تنجح. عندما تعمل مع أشخاص، فستواجه مشكلات، لأن الأشخاص يجلبون المشكلات بشكل عام. ونحن نتعامل مع الأمر وفقًا لذلك. ولكن عندما تتعامل مع أفراد عائلتك، يجب عليك منحهم فرصة إضافية ومساعدتهم على فهم ومعرفة أهمية كل شيء. من المهم التحلي بالصبر والاستثمار في الأمر أكثر، لأنه إذا نجح، فإن العائد سيكون لا مثيل له.”
وبالنسبة للمستقبل، تتضمن خطط شركة OWS Auto التوسع في المملكة العربية السعودية. ويقول زهران: “سنفعل ذلك بالتأكيد مع الحكومة، وليس بشكل خاص. لقد تلقينا الكثير من العروض من أشخاص يرغبون في رعايتنا، أو أن يكونوا شركاء معنا، ولكن بعد ما تعلمناه هنا، أحب العمل في شراكة مع الحكومة. في النهاية، أريد أن أفتتح مصنعًا هناك، من شأنه إمداد هذا الجزء بأكمله من العالم. وهذا ما أقصده في ألا يكون الفشل ممكنًا، لأنني لدي بالفعل مكانًا لكل ما سينتجه المصنع. والشيء الجميل في أعمالنا هو أنها مستدامة بصورة ذاتية. أننا نستهلك كل ما ننتجه، أو غالبيته، ثم نبيع الكمية الإضافية، لكن 80٪ من نجاحنا يأتي من الشركة نفسها.”
وخطط التوسع الأخرى تدور حول آسيا وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك الصين والفلبين وبروناي. يقول زهران: “أحد الأمراء في بروناي صديق حميم لي للغاية، ولقد كنا نتحدث عن هذا السوق لفترة طويلة. وأعتقد أن هذا السوق يشبه إلى حد كبير السوق هنا. فهو ليس كبيرًا للغاية، لكنه بالغة الأهمية. وانا أحب هذه البلد شخصيًا؛ فبها فرصة جيدة لطرح أعمالنا مع منافسة ضئيلة أو معدومة. وسنُنشئ مصنعًا في الفلبين لدعم كل من آسيا وجنوب شرق آسيا. فالأعداد هناك هائلة، حيث يعيش هناك الملايين من الأشخاص. وسنبدأ في خطط التوسع في آسيا بعد الاكتتاب العام مباشرةً. وهذا ما سيتم استخدام الأموال من أجله.” في الوقت نفسه، يخطط زهران لتكريس المزيد من وقته لإرتباطاته الخيرية في أفريقيا – على مدار السنوات السبع الماضية، كان يُسهل توفير مياه الشرب النظيفة للأشخاص في غانا ونيجيريا – وهذا سبب وجيه بما فيه الكفاية لكي نتمنى أن ينجح أول طرح للأسهم له، وأن يساعده ذلك على تسريع هذه الخطط عاجلاً.