خلال السنوات العشر الماضية، شهدت مُختلف الصناعات تحولاً كبيرًا وجذريًا مما حدى برواد الأعمال بالتعامل مع هذا الوضع المُتغير الذي لم يسبق له مثيل وكذلك التخطيط في ذات الوقت لمستقبل أكثر تأثيرًا. وصرنا نشهد نموًا متصاعدًا في الإنفاق على صناعة تكنولوجيا الموارد البشرية يُقدر أن يصل في عام 2025 إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار؛ وأصبح من الهام مواجهة التحديات القائمة جنبًا إلى جنب مع تقديم استراتيجيات جديدة تساعد على إتمام التحول المنشود بكل سلاسة واقتدار.
منذُ ست سنوات متتالية، ظلت قمة تكنولوجيا الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمثابة ذلك التغيير الكبير في القواعد الراسخة، وأحدثت بدورها ثورة في الطريقة التي تنظر بها منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا إلى مستقبل العمل وتكنولوجيا الموارد البشرية. جاءت القمة لتمثل منصة يتضح من خلالها كيف يمكن للمؤسسات دمج هذه الابتكارات استراتيجيًا لجذب واستقطاب المواهب الحقيقية ورفع كفاءتها وتحسين خط الأساس الذي تبدأ منه القاعدة لما هو آتٍ.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي بفضل تزايد كمية البيانات وتقدم تقنيات الحوسبة الفاعلة بتكلفة مُناسبة، صرنا نرى الذكاء الاصطناعي يدخل في شتى الصناعات ويتمدد ويتفرع في شتى العمليات. وبفضل هذا الدور الريادي والقيادي الذي تحملته دولة الإمارات العربية المتحدة في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستعداد له في المنطقة، سوف تتميز قمة تكنولوجيا الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتدفق يتمحور حول الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية ليركز على الكيفية التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها أن يساعد المتخصصين في الموارد البشرية بشكل فريد بالإضافة إلى الحفاظ على العنصر البشري في الموارد البشرية كما هو دون إحداث تأثيرًا سلبيًا عليه، ليظل عامل التمكين الأساسي.
يوضح لنا مؤشر رأس المال البشري ـ الصادر عن دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي ـقدرات رأس المال البشري المتاح توظيفها في كل اقتصاد من الاقتصادات، وإلى أي مدى يمكن تطوير هذه الإمكانات وتعزيزها من خلال التعليم والتطوير والتكنولوجيا. فمن المتوقع أن تتمكن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من تحقيق أكثر من 60% من إمكاناتها الكاملة من رأس المال البشري، كما ينتظر أن ترتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة. كذلك، استقصت الدراسة ثلاث خصائص عامة تعد هي الأدق وصفًا لأسواق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي: تزايد نسبة توظيف النساء في القوى العاملة في مجال الموارد البشرية، وانخفاض نسبة التوظيف في القطاع العام، وتزايد استخدام الأدوات التكنولوجيا في الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات متعددة الجنسيات.
من خلال وضع بعض هذه التحولات التكنولوجية القوية في منظورها الصحيح، سوف تضمن القمة السنوية السادسة لتكنولوجيا الموارد البشرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمكين إدارات وأقسام الموارد البشرية في جميع المؤسسات الحكومية والشركات التجارية في المنطقة من تطوير أكثر السُبل كفاءة في استخدام الموارد واستغلالها وذلك من خلال زيادة الاعتماد على التكنولوجيا.
سوف تنعقد هذه الفعالية تحت عنوان “النظر إلى الموارد البشرية من منظور جديد لمستقبل عمل أفضل“، وسوف تستمر لمدة يومين تستضيف فيهما وتجمع حصريًا لفيفًا من كبار خبراء الموارد البشرية وقادة تكنولوجيا المعلومات ومقدمي حلول الموارد البشرية علاوة على رواد الابتكار التكنولوجي للاجتماع لمناقشة أحدث مُستجدات الموارد البشرية؛ من حيث التوجهات والاستراتيجيات والعراقيل والتحديات. تُمثل القمة منصة فريدة للمؤسسات الحكومية بالقطاع العام وشركات القطاع الخاص لزيادة قياس نوعية التغييرات التي تحدث في الصناعة؛ مما يساعد على إحداث التحول المنشود لها وتسهيل دخولها عالم الرقمنة وتيسره!
وفي إطار تنفيذ الحكومات بالمنطقة لمبادرات استراتيجية لتجهيز القوى العاملة لمستقبل العمل، فإن هذه الفعالية هي منصة لسد الثغرات وتقريب الصناعات من خلال تجهيز أخصائي الموارد البشرية التنفيذيين ليكونوا قادة التحول الرقمي المنشود. وسوف تشمل هذه القمة الحصرية المرحلة الرئيسية في اليوم الأول من المؤتمر ثم ثلاثة أنشطة مُستمرة ومتوازية في اليوم الثاني تركز في مجموعها على تعزيز تكنولوجيا التعليم والتطوير، وخبرات الموظفين والارتقاء بأحوالهم، فضلاً عن مناقشة عدد من الموضوعات تشمل ـ على سبيل المثال لا الحصرـ رفع مستوى الموظفين لتعزيز تكنولوجيا الموارد البشرية، وفك ترميز الذكاء الاصطناعي فيما يخص الموارد البشرية، والأدوات التي يمكنها أن تحدث فارقًا جوهريًا في طرق تعيين الموظفين الجدد، وأفضل الممارسات التي من شأنها أن تُحدث تحولاً في قطاع الموارد البشرية، وكيف يمكن للشركات إيجاد حلول للمشكلات التي تظهر عند تحليل مواهب الجيل التالي لاستخلاص أفضلها.
وتعدُ هذه القمة بلا شك واحدة من أكبر منصات تكنولوجيا الموارد البشرية ومستقبل العمل في المنطقة لأنها تعيد تعريف التركيبة الكلية للموارد البشرية من جديد وتعريف التكنولوجيا الخاصة بها أيضًا. وقد تطورت القمة لتصبح مركزًا نشطًا وفاعلاً يجمع بين القادة والخبراء الدوليين؛ مما جعلها منصة مثالية لأي مؤسسة في المنطقة ترغب في الرقي باستراتيجية تنفيذ تكنولوجيا الموارد البشرية وازدهارها وتعلم كل ما هو جديد بشأنها والابتكار في مجالها، وتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي ليعزز ويطور القوى العاملة الإقليمية بما يخدم مستقبل العمل.