بقلم: ماثيو غريغوري، رئيس المبيعات، دوبيزل العقارية
تناول الكثير من الخبراء الاقتصاديين في أحاديثهم التوقعات لمستقبل السوق العقاري بدبي في الفترة اللاحقة لمعرض إكسبو المرتقب. واستناداً إلى ما نعرفه عن الوضع الحالي للسوق، والمعروض المستقبلي، والخطط الموضوعة لاستغلال موقع إكسبو بعد انتهاء الحدث، يمكننا استنتاج وجود تدابير مدروسة لزيادة المردود الاقتصادي للحدث، وتقليص تقلّبات السوق، وتجنب أعراض الانحسار بمجرد انقضاء فترة الحدث وتراجع أعداد الزائرين.
بحسب وكالة فام العقارية (fäm)، بالإضافة إلى العقارات التي لم يتم الانتهاء من إنشائها بعد، من المقرر تسليم 59,800 عقاري في دبي في عام 2019، إلا أنّ حوالي 33,800 منها فقط في مرحلة الإنجاز النهائية. لذا فمن غير المحتمل أن يتم عرض جميع هذه الوحدات في السوق في موعدها. لكن رغم ذلك، يمكن لأي زيادة في المعروض التأثير بشكل مباشر على أسعار العقارات هذا العام، لذا ركزت الحكومة جهودها على تفعيل قوانين أكثر سلاسة بشأن الملكية العقارية، ومنح التأشيرات المُمدّدة، والتمهيد لإطلاق رهون عقارية ثانوية مبسطة قريبًا، وهي مبادرات ستؤدي دوراً هاماً في تحفيز الاستثمار والحفاظ على الزخم الناجم عن انتعاش السياحة حتى بعد انتهاء المعرض العالمي.
وبدورها، ستُساهم قوانين التأشيرات الجديدة التي دخلت مؤخراً حيز التنفيذ، ومن بينها تأشيرة الإقامة لمدة 10 سنوات، في ترسيخ الاستقرار في الدولة وجاذبية إقامة الأعمال فيها، ما سيسهم في تحفيز الاقتصاد الكلي، واستيعاب المعروض الحالي والمستقبلي، وتحسين استقرار أسعار العقارات.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس دائرة الأراضي والأملاك في دبي حالياً إدخال مشروع نهج الملكية المجزأة للعقارات، الأمر الذي سينتج عنه طلبًا دوليًا أوسع وبالتالي تنشيط أسعار العقارات. ونأمل في الوصول إلى سعر التوازن للسوق بحلول معرض إكسبو 2020، خاصة وأنّه ثمة 46,000 وحدة إضافية من المقرّر تسليمها بعد يونيو 2020 (فام العقارية).
والجدير بالذكر أنّه ثمة خطط موضوعة لإعادة تطوير موقع إكسبو ليُصبح الضاحية الجديدة لدبي الجنوب بعد انتهاء الحدث (8,228 وحدة يتم إنشاؤها حالياً)، وبالتالي تجنب التعرض لفقاعة عقارية، بحيث سيوفر الموقع عددًا كبيرًا من المنازل والمدارس ومراكز التسوق الجديدة. وقد بدأت مجموعة الفطيم فعلاً أعمال بناء موقع جديد لمتاجر “آيكيا” و”إيس” في المنطقة المجاورة.
سترتبط الضاحية الجديدة بباقي الإمارة عبر مشروع خط المترو الجديد، الذي يمرّ على خمسة مواقع سكنية رئيسية جديدة، حيث ستُصبح أسعارها تنافسية بطبيعة الحال، كما من شأنه أن يزيد من جاذبية فكرة الانتقال للعيش في دبي في أذهان الناس، لا سيّما بين زوار المعرض المتوقع أن يصل عددهم إلى 25 مليون نسمة.
وقد يكون من السهل الافتراض بأنّ الأسعار سترتفع ببساطة عند انطلاق إكسبو 2020، لكن في واقع الأمر، من الصعب جدًا التنبؤ بما يحمله لنا المستقبل، حتى لو حاولنا بناء افتراضاتنا على الاتجاهات والبيانات التاريخية. إلا أنّ الحقيقة المؤكدة هي أنّ الاستثمارات الضخمة التي ضختها دبي في موقع 2020 سينتج عنها فوائد ملموسة تتجاوز فترة الحدث، مثال رئيسي على ذلك هو خط المترو الذي استثمرت الإمارة 10 مليارات درهم لتوسعته.
كما ستفيد الحملة التسويقية الضخمة المرتبطة بالمعرض في وضع دبي على الخارطة العالمية، ليس فقط في الفترة السابقة للحدث وخلاله، ولكن أيضًا في السنوات التي تليه. بحيث ستظل صورة دبي الإيجابية في أذهان سكان العالم لسنوات طويلة قادمة، وهو ما سيحمل بالتأكيد تأثيرات بعيدة المدى على مخططات الناس المتعلقة بالانتقال إلى دبي والاستقرار فيها، ما سيحقق في نهاية المطاف الاستقرار الذي يحتاج إليه السوق العقاري.