الشارقة – خاص
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عرض إنجازات ومبادرات الجهات المحلية والدولية التي تعهدت خلال الدورة الأولى من القمة العالمية للتنمكين الاقتصادي للمرأة في العام 2017 بتبني اثنين من المبادئ الثمانية المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، لضمان التمكين الاقتصادي للمرأة وذلك من خلال مراجعة هذه الجهات سياساتها تجاه المرأة، بما يخدم دورها الحيوي في الاقتصاد والتنمية المجتمعية.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس أعمال الدورة الثانية من القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة، التي تنظمها، على مدى يومين، مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، تحت شعار “محركات التغيير”.
وشمل التعهد الذي أطلقته مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ضمان التمكين الاقتصادي للمرأة، عبر تنفيذ مبادرة أو مشروع أو برنامج خلال مدة أقصاها عامين، لتسهيل ودعم وصول المرأة إلى المناصب القيادية العليا في الشركات والمؤسسات رفيعة المستوى على أساس تكافؤ الفرص بين الجنسين، وتعزيز فرص التعليم والتدريب والتطوير المهني للمرأة، وغيرها، حيث تولت (نماء) متابعة التقدم في الإجراءات التي تمّ التعهد بها خلال فترة التنفيذ.
ثلاثة شروط
وتضمنت شروط تحقيق التعهد، إسهام الالتزام المقدم بدعم المرأة والتأثير بشكل مباشر على إسهامها في الاقتصاد، وتحقيق التقدم في حياتها المهنية، من خلال تبني مناهج ومفاهيم حديثة تهدف إلى مساعدتها على مواجهة التحديات الرئيسة، ويشمل ذلك عقد الشراكات الاستراتيجية، وتقديم الدعم العيني، والخبرة التقنية، للبرامج والمبادرات القائمة.
كما شمل الالتزام اتخاذ إجراءات محددة، ذات أهداف واضحة، وقابلة للتنفيذ، وإنجازها خلال 24 شهراً كحد أقصى، أو يمكن أن تتعدى فترة تنفيذ بعض المبادرات الفترة المحددة على أن ينجز عدد من المخرجات والنتائج خلال أول عامين، والالتزام بصياغة واضحة للأهداف والنتيجة التي ينبغي تحقيقها.
تعزيز دور المرأة في خدمة الوطن
وعرضت 17 مؤسسة وهيئة من المتعهدين منجزاتها، حيث كانت البداية من القيادة العامة لشرطة الشارقة، والتي عملت على وضع مقترح جائزة تميز لدوائرها لدعم المرأة وتحفيز المشاركة الفعالة لها في القطاع الشرطي، وتبنت “شرطة الشارقة” هذه الجائزة على مستوى الإمارات.
ولم تقف جهود القيادة العامة عند الجائزة بل عملت على استقطاب كوادر نسائية لترتفع نسبة تمثيل المرأة من %8.5 الى 29.9٪ خلال العامين المنصرمين، إلى جانب دعم وتدريب أسر النزلاء في الدور الإصلاحية والعقابية من خلال مبادرة سند لإقامة وإدارة مشاريع صغيرة مدرة للدخل لمساعدتهم في توفير مصدر دخل بديل للعائلة، وإطلاق “بصمة زايد” وهي مبادرة تهدف الى خدمة المجتمع ومساندة الفئات الضعيفة من قبل كادر نسائي من فريق عمل القيادة.
دعم مشاريع الأسر المنتجة
وضعت بلدية مدينة الشارقة، عدّة خطوات لتخلق أجواء مثالية لموظفاتها للارتقاء بأدائهن وزيادة إنتاجيتهن، فدشنت حضانة متكاملة الخدمات لاستضافة أبنائهن خلال أوقات العمل الرسمية، فضلاً عن تخصيص غرفة للرضاعة ومواقف مظللة، كما أطلقت مبادرات تتضمن دعم المشاريع التجارية التي تمتلكها أو تديرها موظفات من البلدية، وتدريب الأسر المنتجة ضمن برنامج الشارقة لسلامة الأغذية، إلى جانب مبادرة إعداد القادة بهدف تهيئة الكوادر القيادية الواعدة بالبلدية والنهوض بمستواها.
مبادرات تعليمية
وأعلنت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة من أجل تحقيق التزامها، إطلاق برنامج تعليمي يدعو إلى تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصادياً بما يتماشى مع الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كما تم تخصيص برنامج تدريبي متكامل لتمكين المرأة، بتحديد المتطلبات التعليمية لـ40 امرأة إماراتية من الخريجين الجدد، من خلال طرح سلسلة من المبادرات والبرامج النوعية.
تخفيض رسوم مشاريع المرأة
أما “هيئة كهرباء ومياه الشارقة”، فطرحت عدة مبادرات في سبيل الالتزام بتعهداتها، من خلال تخصيص برامج تدريبية داخل الدولة وخارجها، وتيسير الخدمات المقدمة لها عبر نافذة مخصصة لإنهاء معاملاتها، وتخفيض رسوم مشاريع المرأة، والتعاون مع المؤسسات المعنية في الإمارة لتأهيل فريق من العنصر النسائي علمياً وعملياً في طرق وآليات ترشيد استهلاك الطاقة في منشأتهم ومجتمعهم، وتوفير بيئة عمل مثالية للمرأة، وتقديم المنحج الدراسية للطالبات للالتحاق بالدراسة الجامعية، وتنمية مهارات الموظفات الشخصية والاجتماعية والاقتصادية.
توفير فرص للنساء في قطاع الطاقة النظيفة
وكشفت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، ضمن سعيها لتحقيق التزامها، عن مساهمتها في تمكين الرياديات ليُصبحنَ الجيل الجديد من قادة الاستدامة، من خلال مبادرتها “ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة والمُتجدّدة”، ووصلت نسبة الإماراتيات العاملات لديها 47% من مجموع الكوادر الإماراتية العاملة في الشركة، إلى جانب توفير فرص للنساء الإماراتيات ضمن قطاع الطاقة النظيفة، ما يتيح لهن لعب دور فاعل للمساهمة في النهوض بهذا القطاع.
تعزيز المهارات المهنية والتمكين الاقتصادي للمرأة
أطلق مجلس الشارقة للتعليم، مبادرات تستهدف تعزيز دور المرأة كشريك رئيس في عملية التنمية الشاملة في الدولة من خلال مساعدتها على تحقيق التوازن بين حياتها العملية وحياتها الأسرية عبر مشروع الحاضنات الحكومية، إلى جانب مبادرة العلم نور الرامية إلى تعزيز التعليم والتدريب والتطوير المهني للمرأة عبر تأسيس المراكز التدريبية، ومبادرة الدبلوم المهني في الطفولة المبكرة الهادف إلى تزويد الكوادر البشرية من العاملين في حضانات الشارقة الحكومية بالمهارات والمعارف الأساسية في مجال رعاية الأطفال.
ونفذت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية “مشروع زوليه” بهدف تمكين ذوات الإعاقة وسيدات من ذوي الدخل المحدود من الاستقلال المالي، عبر تمكينهم من تأسيس مشروع خاص لتوفير مصادر دخل دائمة.
تعزيز دور المرأة القيادي في المؤسسات وتطوير السياسات الداخلية لدعمها
وانطلاقاً من الالتزام بتعهداتها، أطلقت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، التي تضع قضية تمكين المرأة ضمن خططها الاستراتيجية، برنامج المرأة القيادية لتنمية الموارد البشرية، والذي تم من خلاله توظيف خريجين جدد في الهيئة وذلك بالتعاون مع جميع الكليات في الدولة، إذ وصلت نسبة الإناث منهم إلى 44 %، إلى جانب إطلاق مبادرة تدعم السيدات اللواتي يملكن شركات من خلال منحهن منفذاً للترويج لمنتجاتهن وخدماتهن، فضلاً عن تحديث السياسة الصحية في الهيئة لتناسب سلامة النساء في المشروعات وأثناء ساعات العمل.
وقامت شركة الهلال للمشاريع بتطوير بيئة العمل المناسبة لتقليد النساء في الشركة مناصب قيادية وبناء قدراتهن بما يتناسب مع هذه المناصب، وتنفيذ سياسة “أمومة” تشجع الأمهات على الاستمرار في العمل، بينما نفذت
دبلوم للقيادات الرياضية
وعلى الصعيد الرياضي، أطلقت مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، دبلوم القيادات الرياضية “رائدات المستقبل الرياضي” الأول من نوعه في الدولة والمتخصص بكافة الجوانب الرياضية ليلبي احتياجات القطاع الرياضي النسائي بزيادة نسبة القيادات الرياضية النسائية في كل عام، ودعم وتمكين المرأة من خلال تدريبها وتأهيلها لمواجهة التحديات في المجال الرياضي، لإعتلاء المناصب القيادية والمساهمة في دعم عجلة الرياضة في الامارة خاصةً والامارات بشكل عام.
تمويل مشاريع نسوية
وعملت هيئة الشارقة للمتاحف على إطلاق مبادرات أسهمت في تطوير أداء قيادات الصف الثاني في مختلف المتاحف والإدارات، كما دعمت المشاريع النسائية بنسبة 50 % في فعاليات الهيئة، بينما أطلقت مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية “روّاد” مبادرات لتدريب أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم صاحبات الرخص المنزلية عبر الدورات التدريبية، إضافة إلى مبادرة لتمويل مشاريع مملوكة لمواطنات من الدولة.
توفير بيئة صحية وداعمة للمرأة
وقامت إدارة التثقيف الصحي بعقد دورات لتأهيل المرأة بنقل المعلومات الصحية والوعي الصحي للأخريات في المجتمع، إضافة إلى تنظيمها لمسح صحي لموظفي حكومة الشارقة.
تمكين المرأة في قطاع البناء والتشييد
أما دائرة التنمية الاقتصادية، فأطلقت عدة مبادرات، أهمها تفعيل ترخيص حاضنة أعمال (بيرق) لدعم طلبة كليات التقنية العليا لممارسة انشطتهم الاقتصادية، وتنظيم ورش لتمكين المرأة اقتصادياً لزيادة الوعي في المجال القانوني والمالي والتسويقي، إضافة إلى تنظيم معرض لريادة الأعمال لدعم المشاريع الريادية الوطنية ومشاريع ترخيص اعتماد (المنزلية) إلى جانب تنفيذ مشروع تمكين المرأة في قطاع البناء والتشييد.
تسليط الضوء على إنجازات المرأة إعلامياً
وبهدف توثيق إنجازات المرأة الإماراتية ومساهمتها في مسيرة التنمية التي تشهدها دولة الإمارات، أعدت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون برنامج “رائدات” الذي سلط الضوء على إنجازات أكثر من 100 سيدة إماراتية في مجال تخصصهن، كما أطلقت الهيئة مبادرة لزيادة عدد الكوادر النسائية الإعلامية والفنية في جميع الادارات.
خدمات خاصة لرائدات الأعمال
وقدمت المنطقة الحرة بمطار الشارقة خدمات خاصة برائدات الأعمال، من خلال خصم يصل إلى 15% خلال الأعوام الثلاثة الأولى لتأسيس المشروع، إضافة إلى تنظيم برامج تدريبية في التحصيل الضريبي، وضريبة القيمة المضافة، والتخليص الجمركي، في حين أطلق منتدى المفكرين العالمي في يناير 2018 بالتعاون مع مؤسسة نماء (نماء) برنامج أثينا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستهدف التدريب المهني لنحو 100 امرأة فوق 22 عاماً في المنطقة.