تتبنى دول عديدة في جميع أنحاء العالم مشاريع ضخمة تهدف إلى التوسع في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لا سيما مع انخفاض تكلفة توليد الطاقة الشمسية بتقنيات الألواح الكهروضوئية، المعروفة باسم “فوتوفولتيك”. وأصبحت الطاقة الشمسية الكهروضوئية أرخص مصدر للكهرباء الجديدة في دول مجلس التعاون الخليجي، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وذلك بفضل الأهداف الطموحة المتعلقة بالطاقة المتجددة، والمساحات الشاسعة المشمسة من الصحراء.
وتتوقع “آيرينا” أن يصبح لدى دول مجلس التعاون الخليجي بحلول العام 2030 مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالألواح الكهروضوئية بقدرة إجمالية تعادل 40 جيجاواط، وحوالي 200,000 وظيفة في قطاع الطاقة الشمسية. وستشمل وظائف الطاقة الشمسية في العام 2030 نحو 124,000 وظيفة في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و50,000 وظيفة في مجال الطاقة الشمسية المركزة، و23,000 وظيفة ضمن مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة التي تعمل على أسطح المباني.
ويُنتظر أن يدعم معرض ومنتدى الطاقة الشمسية هذه القفزة الواسعة المتوقعة عندما يعود مطلع العام القادم إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، التي تُعدّ أكبر سوق للطاقة الشمسية في المنطقة.
ويقام هذا الحدث المتخصص تحت مظلة القمة العالمية لطاقة المستقبل 2020، المنصة العالمية التي ترمي إلى تسريع التنمية المستدامة في العالم، وتستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة بين 13 و16 يناير 2020 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ويجمع معرض ومنتدى الطاقة الشمسية بين كبرى شركات هندسة الطاقة الشمسية ومقدمي التقنيات والمموّلين والمستثمرين. وسوف تتاح الفرصة أمام زوار الحدث للاطلاع على التوجهات والفرص والمشاريع الرامية إلى تسريع نجاح مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى التقنيات الحديثة والابتكار في مجال الخلايا الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وتخزين الطاقة.
وتقول “آيرينا” إن دولة الإمارات تضمّ 65 بالمئة من سعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركّبة في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أنها تأتي في طليعة الابتكار العالمي في مجال الطاقة الشمسية. وأصبح مشروع نور أبوظبي التابع لشركة مياه وكهرباء الإمارات أكبر محطة تشغيلية منفردة للطاقة الشمسية في العالم بسعة تبلغ 1.18 جيجاواط، كما أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي والذي تبلغ طاقته 5 جيجاواط يُعدّ أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية المقامة في موقع واحد على مستوى العالم.
وتمتلك الشركة الاستثمارية، التي ستشارك في معرض الطاقة الشمسية، مجموعة أصول استثمارية في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية تبلغ سعاتها الإجمالية 1.6 جيجاواط وذلك في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال ، تستثمر “”تالري إنيرجيا” و “مصدر” معاً في مشروع “بينونة” الذي تبلغ طاقته 200 ميجاوات، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الأردن حتى الآن، كما تشتركان في مشروع طاقة الرياح “سيبوك 1” البالغة طاقته 158 ميجاوات، وهو أكبر مشروع لطاقة الرياح في صربيا حتى الآن، وذلك لتطوير المزيد من فرص الطاقة المتجددة في أوروبا الشرقية.
وتضمّ قائمة الجهات العالمية المشاركة في المعرض مطورين معروفين لمشاريع الطاقة الشمسية، مثل مصدر و”كونستركشنز إندستريليس دي لا مديتيراني” و”سكاي باور” و”ماروبني”، وشركات عاملة في مجال الشبكات الذكية، مثل “هواوي” و”إنجتيم” و”فرونيوس” و”صن غرو”، وأخرى مختصة بأنظمة تتبع الشمس، مثل “نكست تراكر” و”بيا سولار” و”سولتك”، فضلًا عن مصنعين للألواح الشمسية مثل “لونغي سولار تكنولوجي”.
ومن المنتظر كذلك، وفي ظلّ تطور تقنية التتبع الشمسي، أن تعود إلى المعرض شركة “نكست تراكر” العالمية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، والتي تصمّم وتصنّع وتبني وتخدم أكثر أنظمة التعقب الشمسي أحادية المحور تطوراً في العالم لمحطات الطاقة، وذلك للمشاركة الثالثة في الحدث.
تجدر الإشارة إلى أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تعتبر الحدث الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط ومن بين أكبر الفعاليات على مستوى العالم، حيث شهدت في نسخة 2019 مشاركة نحو 800 عارض وحضور حوالي 33،500 شخص بين مشارك وزائر.