بلغت قيمة مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات، التي يجري العمل في تنفيذها أو تلك المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكثر من 859 مليار دولار، بينها مشاريع يجري الانتهاء من تطويرها بقيمة 283 مليار دولار، وذلك في ظلّ استعداد المنطقة لمواجهة الزيادات المتوقعة في الطلب على الطاقة خلال العقدين المقبلين.
ويتوقّع مراقبون أن يزداد الطلب العالمي على النفط بما لا يقل عن 10 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2040، في حين سوف ينمو الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 40 بالمئة والبتروكيماويات بنسبة 60 بالمئة.
ويدفع التوسّع في الطلب على البترول والمنتجات البتروكيماوية عجلات الاستثمار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لشركة “دي إم جي إيفنتس”، الجهة المنظّمة لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2019، الذي تستضيفه تحت رعاية رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بدعم من وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.
وبحسب دراسات أجرتها شركة “ميد” المختصة بالتحليلات والمعلومات التجارية، فإن أرامكو السعودية هي أكبر جهة منفردة إنفاقاً في قطاع النفط والغاز بالمنطقة، إذ تنفّذ الشركة عقوداً تزيد قيمتها على 31 مليار دولار، تليها في الإنفاق المنفرد أكبر ثلاث شركات نفط وغاز في الكويت بمشروعات تبلغ قيمتها الإجمالية 42.2 مليار دولار. وتُظهر أرقام “ميد” أن “أدنوك” لديها مشاريع قيد التنفيذ في عملياتها الإنتاجية في المناطق البرية والبحرية بقيمة تعاقدية إجمالية تبلغ 16.7 مليار دولار. أما خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي فتنفذ شركة المشاريع النفطية العراقية وشركة سوناطراك الجزائرية مشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار.
وتأتي وزارة النفط العراقية في الصدارة لجهة قيم تعاقدات ما قبل التنفيذ، إذ تبلغ قيمة مشاريعها المرتقبة 19.5 مليار دولار، منها مشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار في مرحلة تقديم العطاءات، وفقاً لقائمة وضعتها “ميد” بأكبر المشاريع التي يجري تنفيذها في قطاع النفط والغاز. أما في مصر، فتوجد لدى وزارة البترول والثروة المعدنية خطط لمشاريع بقيمة 12.3 مليار دولار، في حين تمتلك شركة نفط الكويت مشاريع مرتقبة بقيمة 12.3 مليار دولار، بينما أعلنت سوناطراك الجزائرية عن خطط لتطوير مشاريع بقيمة 10.8 مليارات دولار، تشمل عقداً بقيمة 2.5 مليار دولار لمصفاة حاسي مسعود.
وبالانتقال بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن المتوقع أن تشهد آسيا تشغيل 130 مشروعاً جديداً للنفط والغاز الطبيعي على مدار الأعوام الثمانية القادمة، لتساهم بإنتاج حوالي 518,000 برميل نفط وما يقرب من 11.5 مليار قدم مكعبة من الغاز، يومياً. ووفقاً لشركة “غلوبل داتا” البارزة في مجال الاستشارات وتحليل البيانات، فإن 76 من المشاريع الجديدة تندرج تحت تصنيف المرحلة المبكرة، بينما تقدمت 54 من المشاريع الجديدة إلى خطط تطوير محددة. ومن المنتظر أن تحلّ الهند في الصدارة بمشاريع عددها 62 مشروعاً، تليها الصين بـ 20 مشروعاً فإندونيسيا بـ 19، بينما تعتزم ماليزيا دفع عجلات الإنتاج في مجال الغاز الطبيعي.
ومن المنتظر أن يشكّل “أديبك 2019″، الذي ينعقد بين 11 و14 نوفمبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، منبراً رفيعاً لقطاع النفط والغاز العالمي يتيح المشاركة في الحوار وممارسة الأعمال التجارية والحصول على أحدث الحلول والاطلاع على الاستراتيجيات الإبداعية التي ستشكّل ملامح القطاع في السنوات المقبلة، علاوة على تحديد الفرص التجارية الكامنة في مناطق الشرق الأوسط وآسيا. وتستمر جلسات مؤتمر “أديبك” وفعالياته بالتطوّر في هذا الإطار لتعكس التغيّرات الحاصلة في قطاع الطاقة. ومن المقرر أن يقدّم “مؤتمر النفط والغاز 4.0” الاستراتيجي، المقرر انعقاده في إطار “أديبك 2019″، جلسات خاصة بالنظر في العلاقات التي تربط بين التقنيات الحديثة والطاقة، في حين سوف تبحث جلسات أخرى في نماذج الأعمال المرنة ومنظومات الشراكة الجديدة التي تشكل جوهر الحوار الدائر في قطاع الطاقة العالمي.
وقد واصل “أديبك”، منذ انطلاقته في العام 1984، نموه مكتسباً شهرة عالمية بوصفه المعرض والمؤتمر الأبرز لقطاع النفط والغاز. ويجمع الحدث أكثر من 2,200 جهة عالمية عارضة على مساحة إجمالية تبلغ 155,000 متر مربع، و29 جناحاً وطنياً، مستقطباً ما يزيد على 145,000 زائر من أنحاء المنطقة والعالم، فضلاً عن 42 شركة نفط وطنية وعالمية. أما المؤتمر فيستضيف أكثر من 980 متحدثاً استراتيجياً وخبيراً في أكثر من 160 جلسة تتناول قطاع الطاقة على امتداد سلسلة القيمة الكاملة له، لتجتذب أكثر من 10,400 موفد.