المنامة- أسماء الأمين
تأسست حاضنة الاعمال برينك منذ خمس سنوات في هونج كونج وتخصصت في مجال انترنت الأشياء، وهو مجال مختلف عن مجالات التكنولوجيا الأخرى يتضمن انتاج الأجهزة الذكية بالإضافة إلي البرامج التي يتم برمجتها عليها، وتصنيع تلك الأجهزة الذكية له متطلبات تختلف عن المجالات التكنولوجية المعتادة.
جاءت فكرة حاضنة الاعمال برينك لتستثمر في الشركات الجديدة العاملة في مجال انترنت الأشياء والعمل على تقليل مخاطر الاستثمار فيها ودعم رواد الأعمال بدورات متخصصة ومركزة لتطوير شركاتهم من جميع النواحي المالية والتقنية والتسويقية.
تقول مروة الاسكافي مدير مسرعة انترنت الأشياء برينك الشرق الأوسط:اختارت برينك التخصص في مجال انترنت الأشياء لأنه تخصص مؤسسي الحاضنة كما أنها بدأت من هونج كونج الملاصقة للصين التي تعد مقر التصنيع في العالم من حيث التكلفة والقدرات والمهارات فكان التركيز على إنترنت الأشياء خياراً بديهياً فيه قيمة مضافة لتواجد الحاضنة في هذا المجال حيث تتوفر كل العناصر اللازمة لتكون حلقة الوصل بين المصانع في الصين ورواد الأعمال.
خدمات لتطوير المسرعات
تقدم حاضنة الاعمال برينك خدمات تتضمن مسرعات الأعمال بالإضافة للاستثمار في الشركات تقدم الحاضنة دورات تدريبية وجلسات ارشادية لدفعات من الشركات الناشئة مرتين سنوياً، تقوم كذلك بتسويق منتجات الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وأغلب تلك الأجهزة الذكية من لرواد أعمال تلقوا التدريب وتخرجوا من برينك بعد 3أسابيع من التدريب ووصلوا لمرحلة الإنتاج الخاصة بهم وبرينك تساعدهم في تسويقها إقليميا، كذلك تقدم برينك خدمة التصنيع فلديها حلقات تواصل قوية مع مصانع صينية مما يتيح لها تقديم خدمات لرواد الأعمال منها التأكد من مدى قدرة المصنع في الصين علىإنتاج الجهاز المطلوب بالصورة المطلوبة، وثانياً التأكد من محافظة المصنع على براءة اختراع الجهاز ومنع تقليد الأجهزة كذلك إدارة التصنيع نفسه حتى التوزيع والنقل.
تقدم برينك حالياً خدمة جديدة في حاضنة هونج كونج ولم نبدأها بعد في البحرين وهي التمويل، فتصنيع الأجهزة الذكية يتطلب كماً كبيراًمن رأس المال والسبب أن البيع يتم علىخدمات التجزئة ودائماً الدفع يتم بعد 90أو 120يوماً من استلام الأجهزة مما يتسبب في تأخير الشركة في إنتاج كمية أجهزة جديدة لعدم وجود أموال كافية للتصنيع وهذا موقف صعب للغاية خاصة في بداية الشركات، هنا يأتي دور خدمة التمويل من حاضنة برينك بمثابة ضمان 90يوماً للشركة يقدم لهم قرض لاستكمال التصنيع يقومون بتسديده حال استلامهم ثمن الأجهزة المباعة.
تمتلك برينك البحرين شركاء محدودين وتتواصل مع المستثمرين لتأسيس مسرعات الاعمال التابعة للشركات عندما نجد شركة مهتمة بجهاز معين او خدمة وتكنولوجيا معينة من الممكن أن نقدم لها دورة مسرعة خاصة للشركة نستقبل فيها الشركات التي تقدم حلولاً خاصة للمشاكل التابعة لهذه الشركة وحالياًالشريك الأول للحاضنة في البحرين هو شركة تمكين.
هونج كونج
توسعت الحاضنة برينك في هونج كونج في مجال التكنولوجيا الغذائية وهي تختلف عن مجالات التكنولوجيا الغذائية بمسرعات الاعمال الأخرى، حيث تقدم بدائل نباتية صحية للمنتجات الحيوانية وتركز الحاضنة على تقديم الدعم لكل شركة تنتج بديل نباتي قيمته الغذائية تعادل أو أكبر من الغذاء المصنع بطرق تقليدية ويتم ذلك تحت دراسات علمية دقيقة جداً للتأكد من جودة الغذاء وقيمته الغذائية معادلة أو أكثر وبتكلفة أقل، ونتطلع أن نبدأ في هذا المجال الخاص بتكنولوجيا الغذاء قريباً في البحرين.
البحرين
اختارت حاضنة الأعمال برينك البحرين نظراً لموقعها الاستراتيجي المميز مما يمكن رواد الأعمال من الوصول بسهولة ويسر للأسواق الخليجية كذلك الخدمات اللوجستية متوفرة بشكل سريع وقليل الكلفة لباقي دول المنطقة حيث يبلغ سوق الخليج تقريباً 3تريليون دولار أمريكي وهي سوق كبيرة يمكن الوصول لها من البحرين والتكلفة تنافسية بشكل كبير والقوى البشرية عالية المهارة متوفرة مما يُمكن رواد الأعمال من الاستفادة من خريجي التكنولوجيا البحرينيين الذين في تزايد مستمر ويواكبون متطلبات السوق العالمي.
وواحدة من القيم المضافة للتواجد في البحرين هو قابلية السوق على تجربة السلع الجديدة فحجمه يساعد على تطبيق الأفكار المبتكرة وتجربتها قبل الانتشار في السوق الإقليمية والعالمية كذلك يتيح حجم مملكة البحرين تواصل رواد الأعمال مع صناع القرار بكل سهولة ويسر، فالبحرين مفتوحة ومصممة لاحتضان رواد الاعمال بشكل كبير وتوفر البيئة الداعمة لريادة الأعمال وتقوم كل من تمكين ومجلس التنمية الاقتصادية وما يقدمه من مبادرات مثل ستارت اب بحرين بتقديم مساعدات كبيرة للشركات الناشئة وتُعرفهم بالفعاليات العالمية في مجال ريادة الاعمال والفرص الاستثمارية الموجودة كما تنظم فعاليات كبرى مثل انباوند بحرين وتستقبل رواد أعمال ومستثمرين من المنطقة والعالم، ومن الملاحظ بقوة أن البيئة الاستثمارية في البحرين مستمرة في النمو والتوسع والخيارات الاستثمارية المتوفرة لرواد الأعمال تزداد بشكل كبير وبإمكانهم الحصول على الاستثمار والقوى البشرية الماهرة وكذلك التواصل مع الأشخاص الذين هم بحاجة للتواصل معهم لتطوير ودعم شركاتهم.
توفر حاضنة الأعمال “برينك”خدماتها في مجال انترنت الأشياء بين البحرينيين ولكن كمسرعة أعمال تستقبل طلبات المشاركة من كل دول العالم ولديها رواد أعمال من الولايات المتحدة وكندا والهند والصين وتركيا ودول الجوار مثل الأردن ومصر والكويت في جميع المجالات، وتعمل الحاضنة كذلك كحلقة وصل بين رواد أعمالها والمستثمرين الملائكيين المتواجدين على قاعدة شركاء برينك وتقدم عدة فعاليات لهم.
لدى برينك مجموعة كبيرة من الشركاء منهم بتلكو وهي شريك أساسي للحاضنة لأن بتلكو البحرين تحتضن مقر انترنت الأشياء كما انها تتطلع لتطوير هذا المجال بين البحرينيين وتوعية الشباب بأهمية المجال وتدريب الجيل الجديد على هذه التكنولوجيا سواء كان تدرب موظفي بتلكو أو طلبة الجامعات وحتى تدريب أي شخص يرغب بذلك، وتقدم برينك مع بتلكو عدة ورشات عمل لطلاب الجامعات والموظفين، كذلك يعد صندوق العمل “تمكين” ومجلس التنمية الاقتصادية من أكبر شركاءنا في البحرين كذلك لدينا شراكة مع أمازون ويب سيرفيسيز توفر خدمات تدريبية للمشاركين في المسرعة كذلك لدينا خدمات تقدم من جوجل وميكروسوفت وزيرو المنصة المالية لرواد الأعمال وغيرهم من الشركاء في كل المجالات التكنولوجية سواء في البحرين أو عالمياً.
من أنجح قصص نجاح شركات برينك شركة ساوند برينر التي قامت بإنتاج ثاني إصدار لمنتجها وهي ساعة للفرق الموسيقية تمكنهم من العزف سوياً من جميع انحاء العالم بدون ان يكونوا في نفس المكان، وبالرغم من تخصص المنتج لفئة معينة الإ ان الفكرة كانت ناجحة بشكل كبير ولاقت اقبال واسع من الموسيقيين، كذلك من الشركات التي تخرجت من برينك تجربة محلية لشركة سمارت نخيل التي توفر حلولاً لمواجهة مشكلة إقليمية وعالمية تتمثل في سوسة النخل التي تُكبد الوطن العربي حوالي 500مليون دولار في السنة، وطورت الشركة حساس إلكتروني يوضع بالنخلة يكتشف أي سوسة تصيبها ممكن يسهل معالجتها في بداية المشكلة قبل تفاقمها وإصابة باقي النخيل.
سوق الوطن العربي في مجال انترنت الأشياء تتطور حالياً ويوجد عدة مدارس تهتم بتدريب الطلاب في هذا المجال ومن المتوقع ان يزداد الاقبال في الفترات القادمة، ونأمل ان يتطور التعليم في مجال انترنت الأشياء والتركيز على الهارد وير وتوفير مختبرات لتطويرها كذلك تطوير مستمر لمدربي هذا المجال، ويحتاج المجال كذلك الي تطوير البيئة الاستثمارية في الوطن العربي.