أكد مجموعة من صناع القرار والخبراء في قطاعي الصناعة والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات أن المؤسسات التي تتبنى حلولاً ذكية في عملياتها التصنيعية وخدماتها اللوجتسية حققت نقلات نوعية في انتاجيتها وكفاءة عالية في عملياتها التشغيلية. واستعرض الخبراء عدد من الأمثلة الناجحة التي أبرزت توظيف التقنيات الحديثة في كافة مراحل سلاسل التوريد ضمن جلسات نقاشية نظمتها مدينة دبي الصناعية، إحدى أكبر المراكز الصناعية في دبي والمنطقة، والتابعة لمجموعة تيكوم، ضمن مبادرتها “حوارات مدينة دبي الصناعية: التصنيع والخدمات اللوجستية”.
وتهدف المبادرة إلى رفد المحتوى المعرفي للقطاع وتعزيز تبادل المعرفة والخبرات والارتقاء بواقع قطاعي الصناعة والخدمات اللوجستية في دبي وبما يضمن تحقيق أهداف استراتيجية دبي الصناعية 2030 التي تعد مدينة دبي الصناعية شريكاً في تطويرها وتنفيذها منذ اطلاقها في العام 2016.
ويتطلع الخبراء ليكون هذا الحدث نافذة لصناع القرار والخبراء في قطاع الصناعة والخدمات اللوجستية لتبادل الآراء والخبرات ومنصة مثالية لدراسة فرص شراكات استراتيجية لدعم الارتقاء بالقطاع. نحن نعمل بشكل متواصل لتعزيز مكانة إمارة دبي كوجهة عالمية للصناعة والخدمات اللوجستية المستدامة والقائمة على الابتكار في العالم انطلاقاً من دور مدينة دبي الصناعية كشريك رئيس في تحقيق استراتيجية دبي الصناعية 2030.
وتم خلال الفعالية عقد جلستين نقاشيتين جاءت الأولى بعنوان “توجهات وآفاق: قطاع الخدمات اللوجستية وتحولات المستقبل” شارك فيها نيرمان شيتي، الرئيس التنفيذي للعمليات في إن. إم. سي. للتجارة، و رامان كومار، المدير التنفيذي، الفطيم اللوجستية.
هذا وخلال الـ20 سنة ماضية شهد قطاع اللوجستيات نقلة كبيرة خصوصا في ظل تغيرات اقتصادية عالمية مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية، ودخول التكنولوجيا في كافة مفاصل العمل، وتطور حاجات العملاء بشكل متسارع مما بات يتطلب الكثير من الدراسات والتحليل لتقديم منتج يلبي حاجاتهم المتنامية. ومع بروز التجارة الالكترونية، برزت الحاجة إلى خدمات لوجستية عصرية ومتطورة ومرنة. في ظل كل هذه المتغيرات، نرى أن أمام القطاع فرص سانحة للتطور ولتوظيف الابتكار في طرح منتجات وحلول جديدة.
ومن جانب آخر فأن أتمتة العمليات ودخول التكنولوجيات الأخرى في الأعمال التصنيعية والخدمات اللوجستية باتت تلقي بظلالها على الانتاجية والكفاءة بشكل كبير، ولكن من الضروري في البداية دراسة حاجات العملاء في كل قطاع، ومن ثم تقديم لهم خدمات لوجستية مصممة خصيصاً لتناسب طبيعة عملهم وحاجات الفئات المستهدفة لهم.
وعلى المستوى المحلي، فرصاً كثيرة للتطور تنتظر القطاع خصوصاً في ظل التوجه الحكومي لدعم زيادة إسهام القطاع في الناتج المحلي غير النفطي، كما يفتح إكسبو 2020 الأبواب نحو فرص متنامية لقطاع اللوجستيات.
وحملت الجلسة الثانية عنوان “الحلول الذكية: الطريق نحو أتمتة المصانع والمستودعات”، شارك فيها وعمرو علي، الشريك الإداري لشركة الشعفار لهندسة الحديد “آسينت”، وستيوارت فليمنج، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إنفيروسيرف” لتدوير الإلكترونيات، وسعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية. وأدار الجلستين كاسون إليانكون، مدير تحرير مجلة “لوجيستسك نيوز ميدل إيست” ومجلة “كنستركشن نيوز ميدل ايست”.
وتناولت الجلسة ضرورة توظيف التكنولوجيا في العمليات ومن بينها الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق أكد عمرو علي دور استثمار المؤسسات في توظيف التكنولوجيا في عملياتها لأثرها الكبير على المدى الطويل في تقليل التكلفة في كافة مراحل التصنيع: التصنيع، والتخزين، والتوزيع وهي الطريقة الأمثل لبقاء المؤسسات قادرة على التنافسية على المستوى المحلي والعالمي وتقديم الأفضل لعملائها.
ويأتي الحدث استكمالاً لما بدأته مدينة دبي الصناعية أثناء مشاركتها في جلفود في بداية العام حيث أطلقت النسخة الأولى من DI Talks أو ” حوارات مدينة دبي الصناعية ” التي ركزت على مواضيع مرتبطة بصناعة الغذاء والأمن الغذائي بهدف توفير منصة لشركاء الأعمال ورواد القطاع لتبادل الخبرات ومشاركة تجربتهم ومناقشة أهم وأحدث التوجهات في مجالاتهم.
وتوفر مدينة دبي الصناعية أحدث البنى التحتية المتكاملة والمرافق للمصنّعين والتجار بالإضافة إلى الخدمات والحلول الداعمة لشركاء الأعمال لتوسيع وتطوير مؤسساتهم على المستويات المحلية والإقليمية. وتضم دبي الصناعية أكثر من 730 شريك أعمال وما يزيد على 270 مصنع لأسماء بارزة مثل: يونيليفير، وباتشي، وبي. أي. إس. إف. ومجموعة الشيراوي، ومجموعة اللولو، وبركات، والمراعي، والفطيم اللوجستية، وإينفيروسيرف، وإن. إم. سي. للتجارة، وغيرها.