ضمن خارطة طريق دبي الذكية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في إنتاج حلول عملية، تعزز حياة الناس وتقدم لهم خدمات متقدمة، أعلنت دبي الذكية بالشراكة مع هيئة الصحة بدبي وبالتعاون مع شركة أي بي أم، عن تجربة صحية جديدة ضمن تجارب “مختبر الذكاء الاصطناعي” التابع لها، والذي تهدف من خلاله إلى استكشاف حلول تكنولوجية مبتكرة لتحسين جودة الحياة في الإمارة وتعزيز مسيرة التحول الذكي في مجال الخدمات.
وتتلخص التجربة في توظيف الذكاء الاصطناعي للتنبؤ مسبقاً بحالة المريض المقيم في المستشفى، من خلال رصد ست قراءات حيوية حول المريض تشمل: ضغط الدم والحرارة والنبض وغيرها، يحللها هذا النظام الدقيق للذكاء الاصطناعي، والتي تزوده به الممرضات داخل المستشفى، ما يتيح للعاملين في المجالات الطبية بالتنبؤ المسبق بتطورات حالته خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الاحترازية التي قد تسهم في إنقاذ حياة الكثيرين.
وشملت التجربة آلاف المرضى في مستشفيات: راشد ولطيفة ودبي وحتا، حيث تم تدريب النظام على البيانات التي تم تزويده بها لهؤلاء المرضى، والتي ترفع كفاءة العديد من الجوانب الحيوية والمهمة في العمل الطبي، مثل: الاكتشاف المبكر بالتغيرات المحتملة لحالة المريض، وتحسين عمليات إدارة التمريض، إلى جانب استباق الحدث لتلافي الخطورة لدى المرضى.
وبناءً على نموذج التجربة، يمكن التنبؤ بإمكانية تدهور صحة المرضى المقيمين في المستشفيات في غضون ساعة إلى 20 ساعة. وقد سجلت النماذج التي تم تطبيقها نسب 90 ٪ إلى 98 ٪ من الدقة لدى مختلف الإدارات. كذلك أظهر النموذج القدرة على تحديد الوقت المحتمل لتراجع حالة المريض الذي يغادر وحدة العناية المركزة.
كذلك أشارت التجربة إلى أن القيمة المضافة التي سيحققها النموذج لهيئة الصحة بدبي والمستشفيات التي ستطبقها الفترة المقبلة، تتمثل في ثلاث نقاط رئيسة، الأولى تتلخص في إنقاذ الأرواح عبر تحديد الحالات الحرجة، من خلال نظام يعمل بنظام التنبؤ المبني على بيانات دقيقة، فهو بذلك استباقي، وسيؤدي إلى اتخاذ اللازم بشأن الحالات الحرجة قبل تدهور الموقف.
أما النقطة الثانية فتتمحور حول الإدارة الأفضل لموارد المستشفيات من الأطباء والممرضين، والذين سيكرسون وقت أكبر وتركيز في رعاية المرضى ممن يحتاجون مزيد من الاهتمام والرعاية. أما النقطة الأخيرة فتدور حول تعزيز مستوى أداء الطواقم الطبية، حيث يقدم النظام لهم معلومات مهمة لدعم عمليات اتخاذ القرار ، والتي تغنيهم عن سنوات الخبرة الطويلة بالمجال الطبي.
ومنذ تأسيس “مختبر الذكاء الاصطناعي” العام 2017، تمكن المختبر بالتعاون مع 20 جهة حكومية من تحديد أكثر من 43 حالة استخدام ضمن خارطة طريق الذكاء الاصطناعي، حيث تم تطوير وتنفيذ 4 مشاريع وقنوات ذكية تستند إلى المحادثة الفورية، كما تم تنفيذ 7 تجارب بنجاح مع عدد من الجهات الحكومية.