الشارقة – خاص
- الشارقة توسع قاعدة الشركاء من مختلف أنحاء العالم
- التأكيد على تلبية احتياجات المستثمرين الصينيين وتوجيههم نحو الفرص المجزية
- الإمارة تدعم جهود مبادرة “الحزام والطريق”
- 735 شركة صينية في الشارقة
- (استثمر في الشارقة) يطلق حسابه الرسمي على تطبيق “وي تشات” لمرونة التواصل مع المستثمرين الصينيين
نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، مؤخراً بالتعاون مع مجلس الأعمال الصيني، ملتقى “أعمال الحزام والطريق بين الشارقة والصين” في مقر غرفة تجارة وصناعة الشارقة، بهدف تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية والشراكات التي يوفرها القطاعان العام والخاص في الإمارة للشركات والمستثمرين الصينيين.
أقيم الملتقى بحضور لي جين، المستشار الاقتصادي والتجاري في القنصلية العامة لجمهوريه الصين الشعبية في دبي، في حين ضم الوفد شاوغو هان، نائب رئيس شركة البترول الوطنية الصينية، بالنيابة عن مجلس الأعمال الصيني، وعدداً من أعضاء المجلس، كما حضر الملتقى من جانب إمارة الشارقة، مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، و وليد بوخاطر النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب (استثمر في الشارقة).
وبمشاركة خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة بيئة، وشهاب الحمادي، مدير مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وجاسم الحمادي، مدير تطوير المشاريع التجارية الجديدة في شركة الشارقة القابضة لإدارة الأصول.
وتناول الملتقى، الذي حضره 140 مستثمراً صينياً، الميزات والتسهيلات التي توفرها المناطق الحرة الاقتصادية في الإمارة للمستثمرين الصينيين الحاليين والمحتملين، باعتبارها بوابة لتوسيع أعمالهم باتجاه الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث يسعى مكتب (استثمر في الشارقة) من خلال تنظيم الملتقى إلى توسيع قاعدة الشركاء من مختلف أنحاء العالم، لا سيما المستثمرين الصينيين وتعريفهم بالفرص الواعدة التي تزخر بها إمارة الشارقة، واطلاعهم على الخدمات والتسهيلات والتشريعات الاقتصادية المرنة التي توفرها الإمارة لمجتمع الأعمال.
ويأتي انعقاد الملتقى في ظل ما تشهده العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين من تطور ونمو كبيرين، وخصوصاً بعد زيارة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية لدولة الإمارات في يوليو الماضي، والتي تكللت بتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز الاستثمار والتجارة بين البلدين، وإصدار بيان مشترك يؤكد حرص الطرفين على تأسيس شراكة استراتيجية شاملة وتعميق التعاون بينهما ضمن مبادرة “الحزام والطريق” لإقامة علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية المستدامة بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين، باعتبارها منصة لإيجاد فرص أكثر ملاءمة للمستثمرين الصينيين للاستثمار في القطاعات الاقتصادية الحيوية في الشارقة في ظل التنوع الاقتصادي الذي تشهده الإمارة.
وأطلق مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، خلال الملتقى، حسابه الرسمي على تطبيق “وي تشات” (WeChat) الأكثر استخداماً في الصين، بهدف تحقيق مرونة أكثر في التواصل بين المستثمرين من الجانبين وتكامل الخدمات الرقمية بينهما، وخصوصاً أن المكتب يعرض من خلال هذا الحساب أفضل الممارسات والتسهيلات التي تقدمها الإمارة للمستثمرين وآخر المستجدات المتعلقة بالبيئة الاستثمارية.
وقال لي جين، المستشار الاقتصادي والتجاري في القنصلية العامة لجمهوريه الصين الشعبية في دبي، “تتمتع الإمارات والصين بتاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية القوية والتي ترتكز على أسس متينة من التعاون الثنائي، حيث أسهمت هذه العلاقات بوجود 5000 شركة صينية تعمل في الإمارات العربية المتحدة نحو 735 منها مسجلة وتعمل في الشارقة”.
وأوضح أن إمارة الشارقة تتميز بموقع استراتيجي فريد من نوعه على طريق الحرير الذي يعد بمثابة بوابة ومركزاً مهم للمستثمرين الذين يتطلعون إلى إقامة أعمال في الإمارات العربية المتحدة أو توسيع أعمالهم لتشمل الأسواق الإقليمية والدولية.
بدوره، استعرض مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لـ(شروق) أمام الوفد الصيني الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها الشارقة للمستثمرين الصينيين، مسلطاً الضوء على المقومات والامكانيات الكبيرة للإمارة في مجالات الصناعة والقطاعات الحيوية المختلفة، مدعومة ببنى تحتية متطورة من الموانئ البحرية والمطارات والمناطق الحرة وغيرها من الخدمات والتسهيلات في العديد من القطاعات الأخرى.
وقال السركال: “نهدف من خلال هذا الملتقى إلى مساعدة المستثمرين الصينيين لتطوير وتوسيع أعمالهم، ودعم الجهود لتحقيق مبادرة “الحزام والطريق”، وإقامة شراكات ثنائية طويلة الأجل لما فيه مصلحة الطرفين، خصوصاً في ظل ما تتمتع به الشارقة من مقومات اقتصادية وبنية تحتية متطورة، ما يمكننا من توجيه الاستثمارات الصينية نحو القطاعات الاقتصادية الحيوية التي توفر فرص استثمارية واعدة بالإمارة، في قطاع الصناعات الخفيفة، والخدمات اللوجستية والنقل والإمداد، والعقارات، والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات”.
وأشار السركال إلى جهود إمارة الشارقة المتكاملة والسياسات والتشريعات المرنة لصالح المستثمرين، منوهاً بالإمكانات التي توفرها المنطقة الحرة في مطار الشارقة الدولي للمستثمرين الصينيين في جميع القطاعات لمساعدتهم على تطوير ونمو أعمالهم في الامارات.
من جانبه، أكد محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب (استثمر في الشارقة) أن الشارقة لديها الكثير لتقدمه للمستثمرين الصينيين، من خلال موقعها الجغرافي الفريد والبنية التحتية المتقدمة التي تشكل بيئة مثالية للأعمال في دولة الإمارات ومركزًا استراتيجيًا مهمًا للتوسع في الأسواق المجاورة.
وأضاف المشرخ “تحرص الشارقة باستمرار على تنظيم العديد من العروض الترويجية في المدن الصينية الكبرى لتعريف المستثمرين بفرص الاستثمار في الإمارة، ونحن نشارك أيضًا فرصًا مهمة مع المبعوثين الدبلوماسيين والاقتصاديين من أجل الحفاظ على التواصل المستمر بين مجتمع الأعمال من الجانبين ولهذا أطلقنا حساب الـ”وي تشات” (WeChat) كقناة اتصال جديدة بين الشارقة والمستثمرين الصينيين من شأنها أن تساعدنا في الوصول إلى شريحة أوسع من المستثمرين الصينيين، وتبادل المعلومات ذات الصلة حول فرص الاستثمار الأجنبي المباشر”.
كما تضمن الملتقى جلسة نقاشية بعنوان “فرص الاستثمار في الشارقة” استعرضت مقومات الأعمال التي توفرها الإمارة في القطاعات الاقتصادية المتنوعة للمستثمرين الصينيين وذلك في إطار الشراكة بين الشارقة والصين، وعرض مكتب (استثمر في الشارقة) في الجلسة الميزات والمقومات التي مكنت الشارقة من مواصلة جذب الاستثمارات الأجنبية الجيدة التي تواصل النمو.
وترتبط إمارة الشارقة والصين بعلاقات ثنائية وتعاون في عدة مجالات، أبرزها التجارة والثقافة والسياحة، حيث يبلغ عدد الشركات الصينية المُسجّلة في الشارقة 735 شركة حتى شهر يونيو 2018، حيث تواصل هذه الشركات نموها نتيجة سياسات حكومة الشارقة الداعمة للمستثمرين، ودعم بنيتها التحتية، وخصوصاً أنها خصصت 26% من ميزانيتها لعام 2019 بهدف تطوير وتحسين بنيتها التحتية، فيما خصصت 41% لدعم قطاع التنمية الاقتصادية، وهما قطاعان مهمان بالنسبة لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
ويقدر عدد الصينيين المقيمين حالياً في دولة الإمارات بنحو 200,000 شخص، فيما يوجد أكثر من 4,000 شركه صينية تتوزع نشاطاتها على قطاعات التجارة والبناء والإلكترونيات والأغذية والمشروبات.
ووصلت العلاقات التجارية بين الإمارات والصين إلى مرحلة متقدمة، حيث تعتبر الإمارات بمثابة بوابة الصين إلى العالم ومنفذ لنحو 30% من صادرات الصين إلى العالم العربي، ما يجعل منها لاعباً رئيساُ في مبادرة “الحزام والطريق”، ومن المرجح أن تستمر فرص المستثمرين الصينيين في النمو، لا سيما في ظل سياسات التنويع الاقتصادي التي تتبناها دولة الإمارات وإمارة الشارقة.
يذكر أن مكتب (استثمر في الشارقة) يتولى مهمة تقديم كافة الخدمات والتسهيلات والدعم الكامل للمستثمرين، من خلال تزويدهم بالأفكار والمعلومات التي تساعدهم على استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات الرئيسة في الإمارة، وإرشادهم إلى الفرص الحقيقية الملائمة لنمو أعمالهم، كما يعمل على تنظيم عدد من ملتقيات الأعمال بين الشارقة والكثير من المدن والدول حول العالم لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة.