دبي – خاص
توفر الطاقة النظيفة لنحو 320,000 مسكن، وتخفض 1.6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا
أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي والائتلاف الذي تقوده شركة “أكوا باور” السعودية ويضم صندوق طريق الحرير المملوك من الحكومة الصينية، عن إنجاز الإغلاق المالي للمرحلة الرابعة بقدرة 950 ميجاوات من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم.
جاء ذلك الإعلان خلال مؤتمر صحفي تحدث فيه سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ومحمد أبونيان، رئيس مجلس إدارة “أكوا باور”، بحضور تان لي، القنصل العام بالإنابة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، وإيريك روفينا، المستشار التجاري والاقتصادي للسفارة الإسبانية في دولة الإمارات، وبادي بادماناثان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أكوا باور، وعبد الحميد المهيدب، المدير العام التنفيذي لشركة نور للطاقة-1، والمهندس وليد سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في هيئة كهرباء ومياه دبي، وعدد من المسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أشار الطاير إلى أن هذا الإنجاز يدعم مساعي الهيئة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة والنظيفة في دبي، ويعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي رائد للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وتابع: “تنفذ هيئة كهرباء ومياه دبي المرحلة الرابعة من المجمع بالتعاون مع شركة “أكوا باور” السعودية، و”صندوق طريق الحرير” الصيني. وتعد هذه المرحلة أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل باستثمارات تصل إلى15.78 مليار درهم، وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات،وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات. وستوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 320,000 مسكن، وستسهم في خفض 1.6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. ويتميز هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 44 كيلومتراً مربعاً، بتحقيق عدة أرقام قياسية عالمية منها أدنى سعر للطاقة الشمسية المركزة بقيمة 7.3 سنت أميركي للكيلووات ساعة، وأدنى سعر للكيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقيمة 2.4 سنت. وسيضم المشروع أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 260 متراً، ويستخدم 70,000 من المرايا العاكسة (heliostats) التي تتبع حركة الشمس، كما يتميز المشروع بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة”.
وأضاف الطاير: “تنص المبادئ الثمانية للحكم والحكومة في دبي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دبي محطة عالمية لخلق الفرص الاقتصادية وأن نمو دبي تقوده ثلاثة محركات؛ حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع خاص نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي نعمل في إطار هذه المبادئ حيث ننفذ مشروعات الطاقة الشمسية وفق نظام المنتج المستقل للطاقة والذي حققت الهيئة من خلاله أرقاماً قياسية عالمية في تعرفة الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية من خلال عطاءات تنافسية أسهمت في انخفاض تكلفتها على مستوى العالم واجتذبت استثمارات كبرى إلى الدولة من القطاع الخاص والمصارف الأجنبية. وتحظى مشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية منذ إطلاقه باهتمام كبير من المطورين العالميين، وتعد عملية تمويل المرحلة الرابعة من المجمع أكبر عملية تمويل في المنطقة بنظام القروض المرحلية بالمشاركة في الأرباح بالتعاون مع عدد من البنوك المحلية والعالمية الرائدة، الأمر الذي يعكس ثقة المؤسسات المالية في المشروعات الكبرى التي تتبناها حكومة دبي، لا سيما في ظل البيئة التنظيمية المحفزة للابتكار والجاذبة للاستثمارات، إضافة إلى الشفافية التي نتعامل بها في جميع مشاريعنا، والمركز المالي القوي الذي تتمتع به الهيئة”.
وأشار الطاير إلى أن قدرة مشروعات الطاقة الشمسية قيد التشغيل في المجمع تبلغ 413 ميجاوات ولدى الهيئة مشروعات قيد التنفيذ بقدرة 1550 ميجاوات. ومؤخراً أعلنت الهيئة عن المرحلة الخامسة بقدرة 900 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية لتصل إجمالي قدرة المراحل الخمسة للمجمع التي تم الإعلان عنها حتى الآن إلى 2863 ميجاوات في سبيل الوصول إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لإنتاج 75% من الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة وأن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم.
من جهته، قال محمد بن عبدالله أبونيان، رئيس مجلس إدارة “أكوا باور”، “منذ انطلاق شراكتنا مع هيئة كهرباء ومياه دبي، حقق مشروع “نور للطاقة 1” نمواً هائلاً على مستوى حجم المشروع وقدرته على إحداث طفرة في قطاع الطاقة العالمي. ومن شأن التعاون الناجح مع جهات دولية مرموقة أن يعزز من قدرات مشروع “نور للطاقة 1″، ويُسهم في الحفاظ على سمعة الشركة باعتبارها شريكاً متميزاً قادراً على تنفيذ مشروعات تساعد على تحقيق النمو والتنمية في اقتصاد منتعش كاقتصاد إمارة دبي.
كما أشار أبونيان: “في العام الماضي، وبالاتفاق والشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي تم رفع قدرة المشروع من 700 ميجاوات إلى 950 ميجاوات من خلال اعتماد نموذج هجين يجمع بين تقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وتقنية الطاقة الشمسية المركزة في إنتاجية المحطة، ولنؤكد من خلال هذا النموذج خبرتنا المعمقة التي تتيح خفض التكاليف ورفع الكفاءة، مسجلين بذلك سبقاً إبداعياً جديداً، يضاف إلى المميزات الأخرى السباقة والفريدة من نوعها للمشروع، وعلى رأسها القدرة التخزينية التي تصل إلى خمسة عشر ساعة تسمح بتوفير الطاقة على مدار اليوم ليلاً ونهاراً، وبناء أطول برج شمسي في العالم بارتفاع مئتي وستين متراً.”
يشار إلى أن شركة نور للطاقة 1 التي تم تأسيسها لإنجاز مشروع المرحلة الرابعة تضم كلاً من هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة “أكوا باور” وصندوق طريق الحرير. وتضم قائمة البنوك المُقرِضة البنك الزراعي الصيني، وبنك الصين، وبنك إفربرايت الصيني، وبنك منشنج الصيني، وبنك دبي التجاري، والبنك التجاري الدولي، والبنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك ناتيكسيس، وبنك ستاندرد تشارترد، وبنك الاتحاد الوطني. وقدَّم كل من بنك الصين، وبنك دبي التجاري، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك أبوظبي الأول، وبنك المشرق، وبنك الاتحاد الوطني قروضاً طويلة الأمد.