هؤلاء النساء يعيدون صياغة ما يعنيه أن تكوني أنثى لديكِ طموحات مالية.
كاتبة من زوار الموقع
مديرة المشروعات الإبداعية في شركة KOTAW لتسويق المحتوى
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
دعونا نتحدث عن بعض سيدات الأعمال والأموال. على وجه التحديد، سيدات الأعمال التي يرغبنّ في جني الأموال. قد يبدو الأمر كما لو كان من المسلم به، أنه إذا بدأت نشاطًا تجاريًا، فستكون إحدى أولوياتك القصوى هي جني الأموال. ومع ذلك، فإن العديد من سيدات الأعمال يميلون إلى تجنب قضية جني الأموال. غالبًا ما تكون الرغبة في أن تكون ثريًا – وأن تُخبر الأخرين بذلك – تجربة اجتماعية فاشلة إذا كنتِ من الإناث. حيث يعتبر الطموح من أي نوع – بما في ذلك الطموحات المالية – سمة غير مستحبة في النساء (رغم أنها سمة مميزة لدى الرجال) وعلى الرغم من أن التكافؤ بين الجنسين والتغلب على فجوة الأجور قد أصبحا موضوعات شائعة للحديث عنها في العصر الحاليّ، فإن الكثير من النساء يعتبرون أن وجود أهداف مالية لديهن هي بمثابة خطيئة.
الموضوعات ذات الصلة: ازدادت قيمة شركتي التي تقودها إحدى النساء إلى 6.25 مليون دولار في عامين ونصف. وإليك كيف فعلنا ذلك.
لحسن الحظ، فإن بعض الإناث الصارمات تتولى زمام الأمور عندما يتعلق الأمر بالبحث دون خجل عن القوة التي تأتي مع الثروة، والسعي بصورة جوهرية لأن تكون امرأة لديها طموحات مالية. وفيما يلي إليكِ ثلاثة دروس (لا تقدر بثمن) يمكنكِ التعلم منها:
- لا تعطي الأولوية للشغف على حساب المال.
لم تفلح الكاتبة جيسيكا نول في كتابة مقال لها بعنوان “أريد أن أكون غنية وأنا لست آسفة على ذلك”، حيث ذكرت بمنتهى الجرأة: “أريد أن أحقق هذا النوع من الثراء الذي يسمح لي بالانتقال إلى المكسيك يوم الثلاثاء، والتبرع بشكل جدي لرجال السياسةهناك ، ودفع أتعاب جيش من المحامين إذا رفع أي شخص إصبعه نحوي مرة أخرى”.
وبالنسبة لنول، فالنجاح المالي هو مفتاح الوصول للاستقلالية. كما أوضحت أنه لا يكفي أن تكون كاتبة منشورة؛ فهدفها هو الحرية التي تأتي مع وجود المال – الكثير من الأموال. المال هو القوة، ونول عازمة على استخدام موهبتها في الكتابة لتحقيق الكثير من كلا الأمرين. كما أضافت كذلك: “حتى إذا كان أي شخص يعتبر ذلك أمرًا سيئًا، فأنا أريد أن أفعل ما يفعله الرجال، دون أي مبالاة”.
وغالبا ما يُقال عن سيدات الأعمال – أكثر من نظائرهم من الرجال – أنهم يتابعن مشاريعهن التي يرتبطن بها “عاطفيًا”. وإذا وضعنا هذا المعيار المزدوج جانباً، فلا حرج في تحويل شغفك إلى عمل، وبالتأكيد لا شيء يفسد إتباعك لأحلامك، على الرغم من أن إعطاء الأولوية للشغف بالمال هو أمرٌ خاطئ. فامتلاك المال يمنحك القدرة على اختيار – أين تعيش، ومن هو الطبيب الذي تُتابع حالتك الصحية معه، وما هي الجعمية الخيرية التي ستدعمها – فأن تكون لديك الإمكانية والقدرة على اتخاذ مثل هذه الأنواع من القرارات هو أمر لا يُمكن الاستهانة به.
لا يعني إعطاء الأولوية لجني المال بأن تترك ما تحب. إذا كنت خبازًا يصنع الفطائر، فلا تتوقف عن إعداد الفطائر وإثقال نفسك بوظيفة حسابية مملة. بل، اقضِ بعض الوقت في إجراء الأبحاث والتخطيط لكيفية تحقيق الدخل من نشاطك التجاري. فمتابعة شغفك له نفس أهمية البحث عن الأمان المالي.
الموضوعات ذات الصلة: 3 دروس مالية بسيطة وضرورية لرواد الأعمال من النساء
- اعرف قيمة نفسك، وتأكد من أن الجميع يعرفون قيمتها كذلك.
وقعت مخرجة السينما، شوندا رايمز، عقدًا من تسعة أرقام مع شركة نتفيلكس العام الماضي، تاركة شركة ABC، موطن سلسلة أفلامها “التشريح مع غاري”. فعندما بدأت رايمز في عقد اجتماعات مع شركة نتفليكس، كان لديها الكثير لتتفاخر به. فقد كانت عروضها لدى ABC شائعة جدًا (ومربحة) لدرجة أن شركة ABC كانت تُنتج ليلة كاملة لها على قنوات التلفزيون الأساسية بها – مجموعة ليلة الخميس المعروفة باسم TGIT – والتي شملت فضيحة عروض شوندا، و“كيفية النجاة من جريمة قتل” و“التشريح مع غراي”، والتي لا تزال بعد 14 مواسم لها واحدة من أهم مسلسلات دراما ABC (وهي حاليًا تحتل المرتبة الثانية).
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته رايمز مع ABC، حيث أنشأت إمبراطورية بمليارات الدولارات، إلا أن صفقة نتفيلكس المكونة من 9 أرقام لم تُمنح لها هباءً. وتقول رايمز: “كامرأة، ما أعرفه هو أنك لا تستطيع تحقيق أي شيء بوجهة نظر”أنا لا أستحق ذلك”أو” لن أطلبه لأنني لا أريد أن ينزعج الآخرون”. وأنا أعلم حقيقة أنه عندما يدخل الرجال في هذه المفاوضات، فإنهم يعملون بجد ويسعون للحصول على الكثير من العالم”.
إذا كنت رائد أعمال يقدم خدمة – مثل تصميمات الويب، أو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو كتابة الإعلانات – فسيكون لديك عملاء يعرضون أن يدفعوا لك أقل مما تطلبه (وأقل بكثير من القيمة التي تستحقها). يرى الأشخاص أنه بما أنك تمتلك مشروعك الخاص، فليس هناك رسوم محددة، مثلما يحدث في الشركات الأكبر. كما أنهم يرون – خاصة إذا كنت قد بدأت مشروعك للتو – أن بإمكانهم الاستفادة من طلب المراجعات التي لا نهاية لها ورفض الدفع حتى يحصلوا على 10 أضعاف العمل الذي وافقت عليه مُسبقًا.
لذلك، كيف يمكنك تحقيق التوازن بين قيمك الحرفية والرمزية مع احتياجاتك الحقيقية لدفع مبالغ الإيجار وتحمل مصروفات البقالة؟
احمِ نفسك من خلال كونك محددًا للغاية في عقودك. حدد، على سبيل المثال، أن رسومك تتضمن ثلاث مراجعات حتى لا يستطيع عملاؤك أن يرفضوا دفع الأموال حتى تقدم لهم 30 مراجعة. اطلب نصف الرسوم مقدمًا والنصف الآخر عند اكتمال المشروع. قد تضطر إلى قبول بعض المشاريع دون مستوى أجرك في البداية، إلى أن تُصبح أكثر رسوخًا في السوق، ولكن عليك وضع بعض الضمانات لحماية نفسك من أن يتم استغلالك، فإنك تثبت قيمتك – ولا أحد يمكن أن يستغلك لأكثر من ذلك.
لم تبدأ رايمز “التشريح مع غراي” بمرتب قريب من ذلك المكون من تسعة أرقام، ولكن ليس هناك شك في أنها كانت على دراية بموهبتها وأنها تعرف قيمة كتاباتها الحقيقية. ومن ثم حافظت ثقتها على استمرارها في السوق حتى تمكنت شركة ABC ونتفيلكس وكل شخص في العالم من رؤية هذه القيمة. وكما تقول رايمز، “حدد ما تعتقد أنك تستحقه ثم اطلب ما تعتقد أنك تستحقه. لا أحد سيعطيه لك من تلقاء نفسه”.
الموضوعات ذات الصلة: لماذا تواصل النساء الذكيات الناجحات ارتكاب أخطاء التخطيط المالي هذه؟
- تبرع ببعض الأموال، لكن لا تنفقه بالكامل.
تُكرس سيلفيا أسيفيدو، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة فتيات كشافة الولايات المتحدة، وسفيرة النوايا الحسنة لعلماء الصواريخ، جهدها لتعليم الفتيات من جميع الأعمار أنه من الممكن كسب المال والقيام بعمل جيد في نفس الوقت. حيث تقول أسيفيدو إن جني المال يساعدك على “خلق فرصك الخاصة”.
ويعلّم برنامج الكعك المُحلى فتيات الكشافة كيف يخصصن ميزانية لما يريدنه – مثل القيام برحلة إلى مخيم علمي والتبرع بمأوى للحيوانات – وفي إطار صنع حلوى التانغالونغ، تتعلم الفتيات القدرة على جني المال. كما أنهم يتعلمن أن كسب المال والعمل الجيد لا يتعارض أحدهم مع الآخر.
وهذا هو درس قوي على النساء أيضًا أن تتعلمه، لا سيما وأنهن يرغبن أكثر من الرجال في استخدام أرباحهن لمساعدة الآخرين. فنموذج فتيات الكشافة في جني المال – التوازن في إنفاق ما تجنيه بين إثراء حياتك ومساعدة المحتاجين – هو طريقة رائعة يجب اتباعها لأنها تعلم النساء أنه من الأفضل أن تكون النقود وسيلة أكثر من كونها صدقة.
النساء من الناحية الاجتماعية يعدون أكثر تعاطفًا من الرجال، وفي حين أن التعاطف هو شيءٌ جميل ونبيل، إلا أنه كي يُغير الحياة، فإنه أيضا مُدمج في فكرة أن احتياجات المرأة هي احتياجات ثانوية بالنسبة لأي شخص آخر. لذا، إذا كنتِ من رواد الأعمال وتفكرين في التبرع بجزء من أموالك لقضية خيرية، فذلك أمر مذهل (والأذكياء – من جيل الألفية يفضلون الشراء من الشركات التي تخصص جزء من أموالها لذلك) ولكن فقط تذكر ذلك، في عالم تكسب فيه المرأة أموالاً أقل من الرجال (ولكنهم يعيشون فترة أطول) فمن الحكمة أيضًا أن تبحث عن احتياجاتك المالية الخاصة.