خطة العمل أكثر من مجرد أداة للحصول على التمويل. فكر فيها كخريطة طريق لمستقبل نشاطك التجاري.
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
سألني شخص ما مؤخرًا لماذا نحتاج إلى خطة عمل إذا كان لدينا كل التمويل الذي نحتاجه من الأصدقاء والأقارب. بدا لي الأمر وكأنه يعتبر خطة العمل أداة لجمع الأموال. في الواقع، خطة العمل أشمل من ذلك بكثير: فهي أداة لفهم كيفية إدارة نشاطك التجاري ككل. حيث يمكن استخدام هذه الخطة لمراقبة تقدم نشاطك التجاري، ولكي تحمل نفسك المسؤولية وتتحكم في مصير العمل. وبالطبع، فهي أداة جيدة للمبيعات والتوظيف لتعيين الموظفين الرئيسيين أو المستثمرين المستقبليين.
وكتابة خطة عملك تجبرك على مراجعة كل شيء في وقت واحد: عرض قيمتك، والافتراضات التسويقية، وخطة العمليات، والخطة المالية، وخطة التوظيف. وسينتهي بك الأمر إلى اكتشاف جهات اتصال غائبة عنك. على سبيل المثال، إذا كانت الخطة التسويقية الخاصة بك تستهدف 10.000 عميل في السنة الثانية وخطة التوظيف الخاصة بك تشتمل على مندوبين للمبيعات فسب، يفرض عليك ذلك أن تسأل نفسك: كيف يمكن لاثنين من مندوبي المبيعات أن يكتسبوا 10.000 عميل؟ قد تقودك الإجابة إلى استنتاج مفاده أن تشكيل الشراكات واستهداف الموزعين والتركيز على المبيعات بالجملة للشركات الكبيرة سيكون أفضل استراتيجياتك.
وكجزء من خطتك العملية، عليك أن تضع معالم رئيسية للتسويق والتشغيل. عندما تكون أنت المؤسس، فأنت الشخص الوحيد الذي يحاسبك على تلك النتائج على أساس يومي. لذلك تصبح خطتك بمثابة قاعدة أساسية لمراقبة تقدمك. إذا كان من المتوقع أن يكتمل النموذج الأوليّ الخاص بك بحلول 1 فبراير، وتم الانتهاء منه مبكرًا في 10 يناير، على سبيل المثال، عليك أن تسأل نفسك عن السبب. هل كان هناك عيب غير متوقع؟ هل قام شخص ما ببذل جهد بطولي؟ أو هل بالغت فقط في تقدير الأمر؟ ما تتعلمه سيساعدك على القيام بعملك بصورة أفضل في المرة القادمة.
ولكن حتى مع كونها أكثر من مجرد أداة للتعلم من العمل، فإن خطة العمل ستعلمك كيف تؤدي المهام في المستقبل. عندما تكتب، “نتوقع أن نكتسب 100 عميل بحلول نهاية العام الأول،” فهذا ليس تنبؤًا سلبيًا – فأنت لا تنتظر أن يظهر العملاء فحسب. بل أن ذلك يُصبح هدف المبيعات الخاص بك. وستحدد الخطة كذلك الأهداف في جميع المجالات الرئيسية: المبيعات، وبنود المصروفات، وتعيينات الموظفين، وأهداف التمويل. وبمجرد تحديد الأهداف تُصبح هذه هي أهداف الأداء.
وبالطبع، تعتبر الخطة المكتوبة بشكل جيد أداة رائعة لجذب العملاء. فعندما يطلب أحد العملاء المتوقعون فهم عملك، يمكنك تسليمه خطة تمنحه نظرة عامة شاملة. وستخبرك ردود أفعالهم عن رأيهم في السرعة والدقة التي يمكن أن يفكروا بها في القضايا الرئيسية لأعمالك. بالإضافة إلى ذلك، فإن السجل المكتوب لأهدافك مقترنًا بسجل من الإنجازات مقارنة بتحقيق هذه الأهداف، يضع رسالة واضحة وصريحة: أنت تفهم عملك وتستطيع تقديم النتائج التي تعد بها. سيستجيب الموظفون الكبار لهذه الرسالة، مثلما سيوافق البنوك والمستثمرون في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى طلب الأموال.
لذا فإن عرض خطتك بوصفها أداة لجمع الأموال ليست سوى البداية فحسب. ستستخدم الخطة لزيادة قدرتك على إدارة نفسك، وتشغيل الأعمال، والتوظيف. قبل أن تقرر تخطي مرحلة التخطيط الخاصة بك، ضع في اعتبارك جميع الآثار وما تعنيه لنجاحك في المستقبل.
Stever Robbins هو مدرب مشروعات، يساعد رواد الأعمال والشركات في المراحل المبكرة على تطوير المواقف والمهارات والقدرات اللازمة للنجاح. ويستخدم مهاراته كرائد أعمال ومعلم وتقني في مساعدة الآخرين على إنشاء مشاريع ناجحة.