كاتب من زوار الموقع
شارك في تأليف كتاب الذكاء العاطفي 2.0 ورئيس شركة TalentSmart
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
عندما يتعلق الأمر بالتواصل، نميل جميعًا إلى الاعتقاد بأننا جيدون جدًا في ذلك. والحقيقة هي، حتى أولئك الذين نعتبرهم من المتواصلين الممتازين لا يتمتعون بنفس الجودة التي نفكر بها. وتتضح إساءة التقدير هذه عند تقدير قدرتنا على التواصل عند التواصل مع الأشخاص الذين نعرفهم جيدًا.
درس الباحثون في جامعة شيكاغو بكلية بوث لإدارة الأعمال هذه النظرية، وما اكتشفوه كان مذهلًا. في هذه الدراسة، قام الباحثون بربط الموضوعات بأشخاص يعرفونهم جيدًا ثم مرة أخرى مع أشخاص لم يسبق لهم مقابلتهم. واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض يفهمون بعضهم البعض بشكل جيد ولكن ليس بصورة أفضل من الأشخاص الذين التقوا ببعضهم للتو! والأسوأ من ذلك أن المشاركين كثيراً ما يبالغون في تقدير قدرتهم على التواصل، وكان هذا أكثر وضوحاً مع الأشخاص الذين يعرفونهم جيداً.
عندما نتواصل مع الأشخاص الذين نعرفهم جيدًا، فإننا نصنع افتراضات حول ما يفهمونه – افتراضات لا نجرؤ على إجرائها مع الغرباء. وهذا الميل إلى المبالغة في تقدير مدى جودة تواصلنا (ومدى فهمنا له) منتشر جدًا حتى أن علماء النفس لديهم اسمًا لذلك: الانحياز إلى التواصل مع المُقربين.
وقالت كينيث سافيتسكي من فريق البحث: كونك تفهم أن “ما أعرفه مُختلف عمّا تعرفه” هو أمر ضروري للتواصل الفعال، لكن هذه الرؤية يمكن أن تكون بعيدة المنال. قد يكون بعض [الأشخاص] بالفعل على نفس مستوى الإدراك، ولكن ربما ليس بقدر ما يعتقدون. فأنت تتعجل وتنشغل، وتتوقف عن الاطلاع على وجهة نظر الشخص الآخر”.
الموضوعات ذات الصلة: كيفية التواصل فورًا مع أي شخص
اتخذ المُبادرة
التواصل هو العمل الحقيقي للقيادة؛ لا يمكنك ببساطة أن تصبح قائدًا عظيمًا حتى تتمتع بمهارات التواصل الرائعة. أفضل المتواصلون يُلهمون الأشخاص. فهم يبنون قنوات تواصل حقيقية وعاطفية وشخصية. ويقوم الأخصائيون المتميزون بإنشاء هذا التواصل من خلال فهم الأشخاص والقدرة على التحدث عن احتياجاتهم مُباشرة بطريقة يكونون على استعداد لسماعها.
ستساعدك الاستراتيجيات الثمانية التالية على التغلب على التحيز في التواصل الذي يميل إلى منعنا من الوصول للجميع، خاصة أولئك الذين نعرفهم جيدًا. فتطبيق هذه الاستراتيجيات ومشاهدة مهارات التواصل الخاصة بك يصل إلى آفاق جديدة.
- تحدث إلى المجموعات مثل تحدثك إلى الأفراد.
كقائد، يجب عليك التحدث إلى مجموعات الأشخاص. سواء كان ذلك في اجتماع فريق صغير أو تجمع على مستوى الشركة، فإنك تحتاج إلى تطوير مستوى العلاقة الوثيقة في أسلوب تحدثك الذي يجعل كل فرد في الغرفة يشعر كما لو كنت تتحدث معه مباشرة. والحيلة في ذلك هي القضاء على تشتيت المجموعة بحيث يمكنك توصيل رسالتك كما تفعل إذا كنت تتحدث إلى شخص واحد. كما تحتاج إلى أن تكون طبيعيًا وعاطفيًا وأن تتحلى بنفس المشاعر، والطاقة، والاهتمام الذي ستقوم به في التواصل الشخصيّ (على عكس القلق الذي يظهر عند التحدث أمام مجموعة من الأشخاص). القدرة على جذب الانتباه هي السمة المميزة للتواصل لدى القيادة العظيمة.
- تكلم حتى يستمع إليك الأشخاص.
يقرأ المتواصلون المتميزون جمهورهم (المجموعات والأفراد) بعناية للتأكد من أنهم لا يتحدثون هباءً وأن من أمامهم ليسوا على استعداد لسماعهم. فالتحدث حتى يستمع الأشخاص، يعني أنك تُلقي رسالتك على الفور لتصل إلى جمهورك (أن تقول لهم الأشياء التي هم على استعداد لسماعها وبالطريقة التي يستعدون لسماعها). والدندنة لضمان أنك قلت ما تريد قوله ليس لها نفس الأثر على الأشخاص الذين يشاركونهم في حوار هادف يتم فيه تبادل للأفكار. قاوم الرغبة في ذكر ما تريد قوله بأي ثمن. عندما يؤدي حديثك إلى طرح أسئلة جيدة، فأنت تعلم أنك على الطريق الصحيح.
- الاستماع حتى يتحدث الأشخاص.
واحدة من أكثر المغريات الكارثية للقائد هي التعامل مع التواصلات كطريق باتجاه واحد. عندما تتواصل، يجب أن تعطي الأشخاص فرصة كبيرة للتعبير عن آرائهم. وإذا وجدت أنك غالبًا ما تكون لديك الكلمة الأخيرة في المحادثات، فمن المحتمل أن يكون هناك شيء تحتاج إلى العمل عليه.
الاستماع لا يقتصر فقط على سماع الكلمات؛ يتعلق الأمر أيضًا بالاستماع إلى نغمة الصوت وسرعته ونبرته. ماذا يقال؟ هل يوجد أي شيء لا يقال؟ ما هي الرسائل الخفية بين السطور؟ عندما يتحدث شخص ما معك، أوقف كل شيء آخر واستمع إليه تمامًا حتى ينتهي الشخص الآخر من حديثه. عندما تكون في مكالمة هاتفية، لا تكتب بريدًا إلكترونيًا. عندما تقابل شخصًا ما، أغلق الباب واجلس بالقرب من الشخص حتى تتمكن من التركيز والاستماع. ستساعدك سلوكيات بسيطة كهذه في البقاء منتبهًا في هذه اللحظة، وفهم جميع الإشارات التي يرسلها الشخص الآخر، وأن توضح أنك ستستمع بالفعل إلى ما يقوله.
الموضوعات ذات الصلة: 8 طرق قوية يتنهجها القادة لتحفيزنا
- الاتصال عاطفيًا.
أفضل ما قالت مايا أنجيلو: “ينسى الأشخاص ما قلته وما فعلته، لكنهم لن ينسوا أبداً ما الذي جعلتهم يشعروا به.” بصفتك قائدًا، يكون اتصالك ضعيفًا إذا لم يتواصل الأشخاص على مستوى عاطفي. من الصعب على العديد من القادة الانسحاب لأنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى عرض شخصية معينة. تخلى عن هذا الأمر. للتواصل مع من تريد عاطفياً، يجب أن تتمتع بالشفافية. كن إنسانًا. بيّن لهم ما يدفعك، وما يهمك، وما يجعلك تترك سريرك كل صباح. عبّر عن هذه المشاعر بصراحة، وستقيم علاقة عاطفية مع موظفيك.
- قراءة لغة الجسد.
يجعل منصبك من الصعب على الأشخاص قول ما يدور في أذهانهم فعلاً. مهما كانت العلاقة جيدة مع مرؤوسيك، فأنت تخدع نفسك إذا كنت تعتقد أنهم يتواصلون معك كما يتواصلون مع أقرانهم. لذا، يجب أن تصبح ماهرًا في فهم الرسائل الخفية. أكبر ثروة من المعلومات تكمن في لغة جسدهم. حيث يتواصل الجسد دون توقف، فهو مصدر وفير للمعلومات، لذا عليك مراقبة لغة الجسد بشكل متعمد أثناء الاجتماعات والمحادثات غير الرسمية. بمجرد أن تتناغم مع لغة الجسد، ستصبح الرسائل عالية وواضحة. انتبه إلى ما لا يقال بنفس انتباهك لما يقال، وستكتشف الحقائق والآراء التي لا يرغب الأشخاص في التعبير عنها بشكل مباشر.
- اضبط نواياك.
القليل من عمليات الضبط يوفر عليك شوطًا طويلاً نحو قول ما تريد أن تقوله ولإجراء محادثة تحقق منها الأثر المنشود. لا تَعد خطابًا؛ بل قم بتطوير فهمك لما يجب أن يكون محور الحديث (لكي يستمع الأشخاص إلى رسالتك) وكيف ستحقق ذلك. سيكون اتصالك أكثر إقناعاً وفي النقطة الخاصة بإعداد نواياك في وقت مبكر.
- ابتعد عن المصطلحات غير المفهومة.
إن عالم الأعمال مليء بالمصطلحات غير المفهومة والمصطلحات المجازية التي تكون غير مؤذية عندما تصبح قادرًا على ربط الأشخاص بها. المشكلة هي أن معظم القادة يفرطون في استخدام المصطلحات غير المفهومة وينقلونها إلى مرؤسيهم وعملائهم من خلال “حديثهم التجاري”. استخدم هذه المصطلحات بشكل مقتصد إذا كنت تريد التواصل مع موظفيك. بخلاف ذلك، سيعتقدون أنك غير صادق.
- الاستماع بشكل فعال.
الاستماع الفعال هو تقنية بسيطة تضمن أن يفهمك الأشخاص، وهو عنصر أساسي في التواصل الجيد. لممارسة الاستماع الفعال:
- يجب قضاء المزيد من الوقت في الاستماع أكثر من وقت التحدث.
- لا تجيب عن الأسئلة بأسئلة أخرى.
- تجنب إنهاء حديث الأخرين.
- ركز أكثر على الأخرين أكثر من تركيزك على نفسك.
- ركز على ما يقوله الأشخاص الآن، وليس اهتماماتهم.
- أعد صياغة ما قاله الشخص الآخر للتأكد من أنك تفهمه بشكل صحيح (“إذًا فأنت تخبرني أن هذه الميزانية تحتاج إلى مزيد من الدراسة، أليس كذلك؟”)
- فكر في ما ستقوله بعد انتهاء أحد الأشخاص من التحدث، وليس أثناء تحدثه.
- اسأل بعض الأسئلة.
- لا تقاطع.
- لا تدون ملاحظات.
الخلاصة
أثناء العمل على توظيف هذه الاستراتيجيات، حاول ألا تفعل ذلك بطريقة تُصعب الأمور للغاية عليك. حيث يعد العمل على إستراتيجية واحدة إلى ثلاث استراتيجيات في وقت واحد كافيًا. إذا حاولت أن تتحمل قدرًا أكبر مما تستطيع التعامل معه، فإنك لن ترى تقدمًا كافيًا كما لو كنت تضيق نطاق تركيزك. بمجرد أن تصبح فعالاً في إستراتيجية معينة، يمكنك أن تتناول واحدة أخرى بعدها. التواصل هو عنصر ديناميكي في القيادة يتشابك مع معظم ما نفعله كل يوم. وبذلك ستتاح لك فرصة كبيرة لتحسين قدراتك في هذه المهارة الضرورية.
الموضوعات ذات الصلة: 7 أشياء يفعلها المستمعون الرائعون بشكل مختلف
شارك بتعليقك