كاتب من زوار الموقع
رئيس مجلس إدارة شركة Virtugroup
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
قد تأتي إليك الفكرة أثناء عملك لوقتٍ متأخر، أو في طريقك إلى المكتب، أو حتى عندما تكون تحاول النوم في الثانية صباحًا، ولكن ليس هناك أي خلاف على هذا الشعور المذهل الذي ينتابك عندما تعتقد أنك توصلت للتو لفكرة تجارية رائعة – “تُغير مسار حياتك” السابقة.
السؤال هو، كيف تعرف ما إذا كانت هذه الفكرة جيدة كما تظن؟ على حد تعبير مؤلفي الأعمال إدوارد هيس وتشارلز جويتز، هل يمكنك معرفة الفرق بين فكرة الأعمال الجيدة وفرص العمل الجيدة؟ الأفكار الجيدة مثيرة، لكن الفرص الجيدة قابلة للتنمية. إنها خطط قابلة للتنفيذ مع قاعدة عملاء يمكنك الوصول إليها وبناء عملك على أساسها.
تُشبع الفرص التجارية الكبرى الحاجة المستمرة – فهي تقدم شيئًا جديدًا أو مختلفًا، والأهم من ذلك أنها تسمح لك بجني الأرباح وتنمية أعمالك.
في شهر يناير من هذا العام، تم تمرير قانون جديد في الإمارات العربية المتحدة لتوسيع دور المستثمرين الرأسماليين، الذين يلعبون بالفعل دوراً حاسماً في إنشاء الشركات الصغيرة في الإمارات العربية المتحدة. لكن كيف تقنعهم بأن فكرتك جيدة؟
إنها بداية جيدة لتكون على يقين بقدراتك، لذا إليك خمس علامات رئيسية توضح أن فكرتك رائعة.
- فكرتك تقدم حلًا لمشكلة منتجٌ فريد، النهج اليابانيّ لابتكار أدوات رائعة وغالبًا ما تكون معقدة للغاية كذلك للتعامل مع التحديات اليومية بحيث يمكن أن يُنظر إليها على أنها “حل مشكلة ما”. ولكنه توضيح جيد، للشيء المُحدد الذي لم تبحث عنه في هذه الحالة.
ولأن حل مشكلة ما يعني طرح حل يجعل حياة عدد كبير من الأشخاص أسهل. ليس من الضروري أن تكون المشكلة لا حل لها، بل يمكن أن تكون مشكلة لم يتناولها أحد بفعالية من قبل. الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن ريتشارد برانسون يرى: “الحقيقة هي أن عدداً قليلاً جداً من الشركات تصنع سوقاً لمنتجاتها وخدماتها. لكن الكثيرون لا يزالوا يعيدون الابتكار في نفس الأسواق عن طريق سد الثغرات بطرح منتجات جديدة”.
استقل أوبر، خدمة سيارات الأجرة القائمة على تطبيق خاص والتي أحدثت ثورة في طريقة تفكيرنا في الانتقال من مكان لأخر. لو كنا لا زلنا في القرن السابع عشر، كنت ستجد عربات للإيجار تجرها الخيول في شوارع لندن وباريس. والمفتاح لذلك هو أنه خلال السنوات القليلة القادمة، ستبقى طريقة استئجارهم كما هي.
ما تواصل إليه ترافيس كالانيك وغاريت كامب في عام 2008 كان طريقة أسهل – وكأن القدير قدر أن يحدث ذلك في ليلة ثلجية في باريس. حيث رأوا فرصة لتسخير التكنولوجيا الجديدة (الهواتف الذكية) لتوفير حل جديد وفعال للغاية لمشكلة قائمة بالفعل. والشيء الأساسي لنموذج أعمالهم، هو مشكلة يواجهها الأفراد كل يوم، مرارًا وتكرارًا، في جميع أنحاء العالم. خدمة أوبر الآن منتشرة في 524 مدينة ويستخدمها أكثر من مليار مُستخدم.
الموضوعات ذات الصلة: خمس علامات توضح أنك مُستعد لبدء نشاطك التجاريّ
- الفكرة قابلة للتوسع المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم تستحوذ على نطاق كبير في الإمارات العربية المتحدة – وتشير أرقام حكومة دبي إلى أنها تمثل 95٪ من إجمالي عدد الشركات بها. ولكن إذا أرادت هذه المشاريع أن تزدهر في المستقبل، فمن الضروري فهم وضمان “قابلية التوسع”.
قابلية التوسع هي قدرة فرصة عملك الخاصة على تحقيق النمو وتطبيقه في سوق ينمو باستمرار. ويعتمد مدى جاهزيتها الحقيقية للتوسع على إدراج ذلك ضمن خطة أعمالك ومن المرجح أن يبحث المستثمرون عن كل من الإمكانيات والاستعدادات. بعد كل شيء، فإن الاستثمارات تؤتي عوائدها من قدرتها الفعلية على النمو والازدهار في السنوات القادمة. هل يمكنك التوسع في فكرتك، وجعلها مرنة وقابلة للتشكل، وأن تنشرها في جميع الأنحاء وأن تقوم بإعادة تشكيلها إذا لزم الأمر؟
يشير مؤسس شركة Garson Claxton ذ.م.م. إلى أن “قابلية التوسع هي طريقة تفكير. فهي تتعلق باتخاذ القرارات التي تبني الجسور باستمرار، ولا تضع الحواجز أمام فرص النمو”. فالأفكار القابلة للتوسع هي نماذج منخفضة التكلفة وذات ربح كبير. ومن الأمثلة الواضحة هنا موقع فيسبوك، حيث أنه منصة يستخدمها 1.86 مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
لكن ذلك لم يكن هو الحال من البداية. ففي عام 2004 أطلق مارك زوكربيرج وزملاؤه في الكلية موقع “Facemash” لطلاب جامعة هارفارد. وعندما نجح هذا الموقع، توسع ليشمل طلاب جامعتي كولومبيا وستانفورد وييل، ثم في الوقت المناسب، أصبح يضم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا. ولم يظهر الفيسبوك الذي نعرفه اليوم للعالم قبل عام 2006 ولم تُطرح فيه الإعلانات إلا في عام 2012. وتبلغ قيمته الآن حوالي 321 مليار دولار.
كل الأفكار تبدأ صغيرة. وتحقق قابلية التوسع فقط من خلال فهم الإمكانيات، وإدراك كيف يمكن لفكرة ما أن تنمو وتخطط للمستقبل.
- يمكنك البيع بسعر مغري وتحقيق ربح جيد تحديد السعر المناسب للسلع أو الخدمات التي تقدمها هو أمر ضروري، لأنه بغض النظر عن مدى جودة الفكرة أو مدى نجاحها في حل مشكلة ما، إذا لم يكن السعر مناسبًا لن يشتريه المستهلكون.
أعاد جيمس دايسون اختراع المكانس الكهربائية في أوائل التسعينيات، على الرغم من أن ذلك كان بعد سنوات عديدة ونماذج لا تعد ولا تحصى. وبحلول عام 1995 كانت مكنسة DC01 الكهربائية التي طرحتها شركة دايسون هي الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة. ووفقًا لمجلة فوربس، فإن حجم شركة دايسون يبلغ الآن 4.2 مليار دولار، ولكنه لم يكن دائمًا على صواب. ففي عام 2000 طرح الغسالة الخاصة به بتقنية “الدوران المُعاكس” في السوق. وأحدث ذلك ثورة في هذا المجال بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث وجدت الغسالة الحل لمشكلة قائمة بالفعل بصورة أكثر فعالية. ولكنه، للأسف، لم يستطع تحديد السعر المناسب للمنتج. ومع تغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة، كانت غسالة الملابس تباع بسعر يزيد عن 1.200 جنيهاً استرلينياً – أي أعلى بكثير من أي شيء آخر في السوق في ذلك الوقت.
ومع طرح المنتج بهذا السعر، خسرت الشركة أموالها بالفعل وبحلول عام 2005 تم إيقافها. وتعليقًا على ما أسماه دايسون “الإخفاق التعليمي” فإنه يقول لبلومبيرج عن نفسه: بالنظر إليها كغسالة، كان هذا المنتج نجاحًا كبيرًا. أما بوصفه نشاط تجاريّ، فإنه لم يكن كذلك. حيث أننا صنعنا غسالة باهظة الثمن؛ وكان بها قدرًا أكبر من اللازم من التكنولوجيا”.
تأكد من أن فهم السوق الخاص يُضفي أفكارًا جديدة على خططك. وتأكد من أنك يمكنك تطوير العرض الخاص بك وطرحه في السوق بسعر معقول، سواء بالنسبة إلى هامش الربح أو للعميل.
الموضوعات ذات الصلة: تعظيم ربحيتك: طرح القضية لسياسة التسعير التي تنظر للمستقبل
- التقليد ليس بالأمر اليسير طرح قضية فريدة أمر صعب حقًا، لكن الإبقاء على ذلك يكون أصعب بمجرد أن يعرف الآخرون بشأنه. هناك الكثير من حالات قيام الشركات برفع دعاوى قضائية حول طرح منتجات وخدمات مماثلة، سواء كانت شركات الهواتف الذكية أو سيارات الأجرة أو المكنسات الكهربائية، بينما استطاع بعضها الاستحواذ على السوق بالكامل تقريبًا، مما أدى إلى سلوك طرق استراتيجية ذكية. ويمكن تتبع انتشار شركة مايكروسوفت بشكل شامل إلى الصفقة التاريخية التي أبرمت في عام 1980، والتي شهدت شحن نظام التشغيل الذي طرحه بيل غيتس في كل جهاز جديد في آي بي إم، في حين تركته الشركة حرًا لتسويق برنامجه لمصنّعين آخرين أيضًا.
بينما قد يكون محاولة جعل فكرتك فريدة من نوعها مُجرد أمنية فحسب، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها على الأقل لتجعل من الصعب تقليدها. ويرتكز الأمر لا محالة على اتخاذ خطوات قانونية وقائية. والخبر السار للشركات العاملة في الإمارات العربية المتحدة هي أنه منذ عام 2010، يساعد برنامج دعم الابتكار “تكامل (Takamul)” الشركات الصغيرة (المؤهلة للحصول على المساعدة) بأفكار جيدة طوال العملية الطويلة والمكلفة لتقديم طلب براءة الاختراع.
وكما هو الحال في قانون براءات الاختراع، يعمل قانون حقوق الطبع والنشر أيضًا على حماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بك. والفرق هو أن التقدم بطلب للحصول على براءة الاختراع يتطلب أن تكون لفكرتك “تطبيق صناعي” يهدف إلى الحصول على بعض الاختراعات -المنتجات المادية. من ناحية أخرى، تتطلب حقوق الطبع والنشر أن يكون العمل “أصليًا / مبتكرًا، في المجالات الأدبية أو الفنية أو العلمية وأن يتم توضيحه”. والجزء “الموضح” مهم، فلا يمكنك ببساطة أن تضع حقوق الطبع والنشر على فكرة رائعة.
- ثق بحدسك، ولكن ليس على حساب عملك:أخيرًا، أحد المفاتيح الخاصة بأي فكرة جديدة هو أن تكون صادقاً مع نفسك. إذا كان لديك مصدر إلهام متبوع بعدد قليل من الشكوك المُلحة، فمن السهل وضعهم جانباً لأنهم لا يتناسبون مع طرح الأمور التي تُريدها. وعليك أن تكون صريحًا، فالقناعة أمر مهم، لكن القناعة العمياء أمر خطير.
إذا كنت لا تثق بنفسك، فحاول ترويج هذا الأمر للآخرين. اشرح فكرتك في وجود أخرين وانظر كيف يستجيبون لها. وينطبق هذا القول من أقوال آينشتاين المشكوك في صحتها هنا – إن لم يكن بإمكانك أن تشرح فكرتك لطفل عمره ست سنوات، فأنت لا تفهمها بالقدر الكافي. إذا كان الشخص الآخر يبدو في حيرة قد تحتاج إلى إعادة التفكير في الأمر. بعد كل شيء، يمكن لهذا الشخص أن يكون عميلاً محتملاً، وسوف يساعدك رد فعله على قياس ما إذا كان لديك فرصة عمل حقيقية بين يديك أم أن ما لديك هو مجرد فكرة.
قال ستيف جوبز، في الخطاب الرسميّ في عام 2005 في جامعة ستانفورد، “إن عملك سيشغل جزءًا كبيرًا من حياتك، والطريقة الوحيدة لتكون راضٍ حقًا هي أن تفعل ما تعتقد أنه عمل رائع”. ولكن الشعور بالرضا يعني أن العمل الرائع يتعلق بالانفتاح على التعليقات الناقدة، حتى إذا كانت سلبية. لا يعني ذلك بالضرورة أن الفكرة ليست جيدة، ولكن ما يعنيه هذا هو أنه يمكنك التصرف بناءً على هذه الرؤية لحل أي عيوب في خطتك قبل طرحها في السوق.
مثل الملاكم ذو الوزن الثقيل الذي يبحث عن ضربة قاضية كبيرة، فإن توقع الوصول لفكرة لا تشوبها شائبة وقابلة لتحقيق النجاح الباهر ليس بالأمر الواقعي. حتى مع أفضل الفرص، ستحتاج إلى تفادي المصاعب وإعادة نسج خطتك وإعادة تجميع صفوفك على طول الطريق.
ولكن إذا كانت الفكرة جيدة بما فيه الكفاية، فستكون رائدة وستساعدك في إعادة نسج خطتك وإعادة تجميعك صفوفك.
الموضوعات ذات الصلة: القواعد الخمسة لنجاح الأعمال على المدى الطويل