كاتب من زوار الموقع
رئيس مجلس إدارة شركة Virtugroup
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
إدارة مشروعك الخاص أمرٌ يحتاج إلى التضحية. بالنسبة للبعض، تكون هذه التضحية عن طريق خسارة حياتك الاجتماعية، حيث أن ساعات العمل الطويلة، والسهر لساعات متأخرة من الليل، والعمل في عطلات نهاية الأسبوع يصبح قاعدة في حياتك. وبالنسبة للآخرين، يشكل ذلك عبئًا ماليًا لأنهم يبتعدون عن الأمن الذي يوفره الراتب الثابت وحتى بالنسبة لغير المعروفين نسبيًا في مجال ريادة الأعمال. كما أن هناك من يرون أن بدء عمل جديد يمكن أن يكون على حساب الصحة – سواء العقلية أو الجسدية.
هل هذا الثمن باهظ للغاية؟
ما الذي يمكن أن يفعله رواد الأعمال للتأكد من أن أعمالهم تجري بسلاسة قدر الإمكان وأنهم يهتمون بأنفسهم وبعلاقاتهم مع من يحبون؟ على الرغم من أن امتلاكك لأساسيات العمل الجيد هو أمرٌ هام، إلا أن الاعتناء بنفسك يمنحك أنت ومؤسستك أفضل فرصة ممكنة للنجاح على المدى الطويل. دعنا نلقِ نظرة على بعض المجالات الرئيسية لضمان قدرتك على التعامل دائمًا مع عالم الأعمال الجديد الجامح.
- اضبط وقت تحركاتك بشكل مناسب في عالم الأعمال الذي يتطلب الكثير من الشجاعة. هناك العديد من رجال الأعمال الذين يتباهون بامتلاكهم “السلاح الأقوى والأسرع” عندما يتعلق الأمر بقرارات العمل. وفي حين أن التحرك بسرعة هو مهارة هامة يجب إتقانها، فلا ينبغي أن يتم ذلك على حساب أي شيء آخر. وهذا يعني، السرعة من أجل تحقيق شيء (دون معلومات كافية عنه) ليست بالشيء الجيد.
فاتخاذ قرار خاطئ لأنك غير مُلم بكافة الحقائق، أو حتى اتخاذ القرار الصحيح ولكن في الوقت غير المناسب يمكن أن يكلفك الوقت والمال. لا تكن من النوع الذي يقول: “استعد، اضرب، صوب” ، ولكن أيضًا تجنب أن تكون من النوع الذي يقول “صوب، صوب، صوب، صوب، صوب، صوب…”
فالأمر برمته يدور حول التوقيت. وكما قال سكوت آدامز، مؤلف الشخصية الكوميدية الشهيرة ديلبرت: “عملك الأفضل ينطوي على التوقيت. لو ظهرت أغنية هيب هوب، الأغنية الأفضل بين كل العصور، في العصور الوسطى، كانت ستكون في توقيت سيئ آنذاك.”
الموضوعات ذات الصلة: حياة المشروع الجديد: ستة قواعد من أجل البقاء على قيد الحياة في أول عامين
- لا تخالف القانون في العمل وفي الحياة، يحاول معظمنا بذل قصارى جهده لكيلا يُخالف القانون. ومع ذلك، فمع نمو الأعمال التجارية، يجب اتخاذ القرارات بشكل أسرع، ويجب جني الأموال بشكل أسرع، وليس من غير الشائع بالنسبة لرواد الأعمال أن يسلكوا طرقًا مختصرة والالتفاف حول القانون لجعل الأمور أكثر بساطة.
يمكن كسر القانون بطرق عديدة ومختلفة. في حين أن غالبية الأشخاص الذين يقرؤون هذا لن يفكروا أبداً في ارتكاب جريمة خطيرة مثل الاحتيال أو الاختلاس، إلا أنهم لن يفكروا مرتين في انتهاك بعض القواعد الأخرى. مثلًا أمر الموظفين بالعمل لفترة أطول من المسموح به؛ وعدم دفع المقابل المناسب لوقتهم؛ وعدم الامتثال لقواعد الصحة والسلامة المهنية. هذه كلها جرائم.
في حين أن ذلك قد يكون مغرياً لتوفير الوقت أو المال، إلا أنه من المرجح سيُضر بك في المستقبل القريب. ففي أفضل الأحوال قد تتعرض لدفع غرامة كبيرة وتضر بسمعتك؛ وفي أسوأ الأحوال قد تجد نفسك قابعًا خلف القضبان.
عالم الأعمال مليء بقصص كسر القانون التي لم تنتهي بشكل جيد. انظروا فقط إلى شركة سبورتس دايركت في المملكة المتحدة التي أُجبرت مؤخرًا على دفع مقابل رواتب موظفيها بأكثر من 1.2 مليون دولار أمريكي بسبب عدم التزامها بالحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة. عندما يتعلق الأمر بالقانون، من المستحسن بالتأكيد أن تتعلم من أخطاء الآخرين بدلاً من ارتكاب أخطاءك.
- احمِ صحتك العقلية ذكرت دراسة نُشرت في مجلة الطب المهني والبيئي أن ساعات العمل الطويلة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وجد الباحثون أن الخطر كان أعلى بنسبة 16٪ في حالة أولئك الذين يعملون 55 ساعة في الأسبوع على مدى فترة مستدامة مقارنة بأولئك الذين يعملون 45 ساعة. وليست صحتنا الجسدية فقط هي التي تتأثر بأعباء ريادة الأعمال، بل أن هذه الأعباء تؤثر أيضًا على صحتنا العقلية. حيث وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا أن 49٪ من رواد الأعمال لديهم مرض نفسي واحدة على الأقل مثل فرط النشاط أو قصور الانتباه وفرط الحركة أو الاضطراب القطبيني أو القلق أو الاكتئاب.
هذه النتائج للأسف ليست مفاجئة. فكثيرٌ ما نسمع عن حالات يتعرض فيها الأشخاص لضغط شديد لدرجة أنهم يبدأون في الهلوسة أو حتى في الانهيار. ويحدث هذا النوع من الإرهاق بسبب عدم القدرة على التوقف عن التفكير. حيث تصبح أنماط التفكير عصبية وغير قابلة للتحكم فيها؛ ولا يمكن تهدئة القلق والشجن والمخاوف؛ وتعاني كثيرًا لكي تخلد للنوم؛ ولا يمكنك التركيز أو التفكير بشكلٍ جيد، وفي نهاية المطاف، يتوقف ذهنك تمامًا. هذا هو تأثير الضغط على الصحة العقلية وفقًا لما اكتشفته دراسة يابانية في جامعة كيوتو، حيث كشفت هذه الدراسة أن أولئك الذين يعملون لساعات طويلة (60 ساعة على الأقل في الأسبوع) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
ولا يؤثر هذ الإرهاق على صحتك فحسب، بل قد يُسفر كذلك عن عواقب مدمرة على نشاطك التجاري أيضًا. في بحث نُشر عام 2010 في معهد بحوث ريادة الأعمال، ذكر فريق من جامعة تكساس إيه آند إم أنه “سبب أساسي لفشل الأعمال”.
إذن كيف يمكن تجنب ذلك؟ الطريقة الأكثر وضوحًا للبدء في ذلك هي أخذ وقت مستقطع. عيّن بعض الحدود بين عملك وحياتك الشخصية واعط ذهنك وقتًا للتوقف. كما يجد الكثيرون أيضًا التمرينات الرياضية، أو ممارسة اليوغا أو التأمل من الطرق الرائعة لجعل العقل يُركز على شيء آخر غير العمل ومنحه الوقت الكافي للتعافي.
وأخيرًا، ربما يكون التغيير الأبسط والأكثر فعالية الذي يمكنك إجراؤه لتعزيز صحتك العقلية هو إزالة عبء التوقع عن كاهلك.
الموضوعات ذات الصلة: هل تشعر كما لو كنت تنخرط في الضغط؟ تأنى قليلًا
- اسبق أعمالك بخطوة واحدة وليس خطوتان. ولا ثلاث خطوات. واحدة فقط. لست بحاجة إلى العمل على المستقبل بحيث تُبعد عينيك عن هدفك الحالي، فلن تستطيع حينها أن تعيش أمجاد إنتاجك أو خدماتك السابقة. الحفاظ على استباق الأعمال بخطوة واحدة يدور بشكلٍ كامل حول تجنب الرضا عن مستواك الشخصيّ – وهذا هو العامل الأكبر الذي يقضي على الأعمال التجارية بشكلٍ خفيّ.
يجب أن تدفع عملك إلى الأمام بثبات. تأنى قليلًا وقبل أن يتراخي السوق نفسه، استمر في متابعة العملاء (والسوق) للتأكد من أن الآخرين في الصناعة لا يقدمون شيئًا لست تقدمه.
للحصول على درس حقيقي عن الرضا عن الذات، اطلع على شركة نوكيا الفنلندية. وفقاً لإحصائيات شركة Statista، في أواخر عام 2007، احتفلت شركة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بحصة سوقية عالمية تبلغ 49٪ في سوق الهواتف المحمولة. وبحلول عام 2012، لم تكن شركة نوكيا تتحكم سوى في نسبة 3.5٪ فقط من السوق، في حين استحوذ منافسوها – ولا سيما أيفون – على السوق.
- استمر في التواضع هل تشعر أنك مَلكٌ لا منافس له في مجال عملك؟ ابق على أهبة الاستعداد عندما تبدأ في تجربة هذه العواطف. لماذا؟ بالإضافة إلى حقيقة أن الثقة المُفرطة غالبًا ما تتطور إلى غطرسة، ويمكن أن تضر بعلاقاتك مع الموظفين والزملاء والشركاء وما شابه، فإن مثل هذا السلوك قد يؤدي أيضًا إلى إضعاف عملية صنع القرار. قد تكون مفرط الثقة في قدراتك وتبدأ في الإنفاق بحرية، أو تُغفل طرفك عن المنافسة بسبب اعتقاد خادع بداخلك فيما تقدمه.
وبعيدًا عن كون التواضع سمة شخصية جذابة، فمن المعروف أن التواضع يوفر ميزة تنافسية في عالم الأعمال – وهو المفتاح الرئيسي لبقائك في السوق على المدى الطويل. وجدت دراسة نُشرت في Dynamic Organizational أن التواضع هو أداة حيوية في ترسانة أي قائد تجاري ناجح، وتخلص هذه الدراسة إلى ما يلي: “التواضع هو نقطة قوة بالغة الأهمية بالنسبة للقادة والمنظمات التي تمتلكها، ونقطة ضعف خطيرة لمن يفتقرون إليه”. لذا ابق متواضعًا.
الموضوعات ذات الصلة: خمس صفات يتسم بها رجال الأعمال الناجحون