الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
ماذا يحدث عندما ينضب حبنا لعملنا؟
إنه حقًا سؤال شائع يصعب الإجابة عليه بصفتك رئيسًا أو شريكًا أو مالكًا. وقد ساعدت أنا وكلاي القادة على مجابهة هذه القضية الشائكة في مسارنا للرؤساء لدى شركة أيليرون على مر سنوات. فعندما نخوض معركة من أجل تحقيق أحلامنا الكبيرة، عادةً ما تكون هناك خسائر في هذه المعركة. ومن الشائع أن يتم التضحية بالوقت والهوايات وحتى ثقافة العمل لدينا أثناء السعي وراء شيء أكبر. وعلى مر هذا الطريق، يمكن أن ينضب حبنا لأعمالنا.
إذًا كيف يمكننا إعادة توجيه أنفسنا؟ كيف نعيد إحياء حبنا لعملنا وأهدافنا؟ عليا في بادىء الأمر أن نعود إلى الأساسيات ونسأل أنفسنا هذه الأسئلة الثلاثة.
الموضوعات ذات الصلة: 10 نصائح لمساعدة رجال الأعمال في تحفيز أنفسهم
- ماذا الذي أحتاجه من عملي؟
عندما نبني شركة مثلًا، نكون مشغولون بتنمية قاعدة العملاء. ونسأل أنفسنا باستمرار ما الذي يحتاجه العملاء والموظفون والشركاء لدينا. ومن ثم نقوم بتعديل وتكرار وإنشاء عدة أشياء. فهذا أمرٌ متوقعٌ وطبيعيّ. حيث أنه يُعد دليلًا على وجود قائد قوي ينظر فيما يحتاجه الآخرون.
لكن الكثيرين منّا بحاجة لأن يتذكروا أنه من الجيد والصحي والضروري أن ننظر كذلك في احتياجاتنا الخاصة. وقد يشمل ذلك كل شيء بدءًا من الأمور المالية إلى الشؤون العاطفية. فقد نحتاج إلى قدر معين من تحقيق المنافع لأسرتنا ولمستقبلنا. وقد نحتاج أيضًا أن نشعر بالنجاح أو الإنجاز الذي نُحققه. وقد نحتاج إلى المزيد من الوقت بعيدًا عن عملنا أو من أن نتحمل المسؤوليات مِمَن حولنا.
وأيًا كان ما تحتاجه، أعد قائمة به واجعلها مرئية. فعندما ندمج احتياجاتنا مع احتياجات من حولنا، فإننا نخلق مكاسب مربحة لمؤسستنا بأكملها.
- ماذا أحتاج من فريقي؟
قد يكون من الصعب التعبير عمّا نحتاجه من الأشخاص حولنا. حتى السؤال نفسه يمكن أن يُشعرك بالأنانية – لكنه في الواقع عكس ذلك تمامًا. فلدى كل شخص في فريق القيادة لديك بعض الاحتياجات. ولكن بغض النظر عن ذلك، فتواصلك معهم بشكل منفتح يعود إليك في المقام الأول.
الموضوعات ذات الصلة: الأمور التي تحتاج إلى معرفتها لتنجح في عام 2019
قد يكون بدء هذه المحادثة أمرًا صعبًا وربما يشوبه بعض الارتباك في البداية. فمن السهل بالنسبة لنا كقادة أن نصنع افتراضات حول كيفية استجابة الناس إذا ذكرنا احتياجاتنا وشاركناها معهم بشكلٍ مفتح. ولكن جزء من الوقوع في حب عملك مُجددًا هو أن تكون صادقًا مع فريقك. فهم يلعبون دورًا حاسمًا في مساعدتك ليس فقط على إنجاز ما تحتاج القيام به، ولكن أيضًا في الشعور بالرضا عن كيفية القيام بذلك. ومن ثم سيكافح الجميع داخل مؤسستك بشعور من القناعة والرضا والوضوح.
فعندما تتناقش مع فريقك بشكل منفتح، فإنك تدعوهم إلى فعل الشيء نفسه؛ والقادة الشجعان يغرسون الشجاعة في قلوب الآخرين. ويُحب الأفراد أن يشعروا أنهم جزء من فريق الأحلام.
- ما هي القواعد القديمة أو المعتقدات التي أحتاج التخلي عنها هذا العام؟
كثير منا يُصر على بعض القواعد والمعتقدات القديمة دون حتى معرفتها جيدًا.
- يجب أن أبقي الأشخاص سعداء.
- يجب أن أكون في مكتبي قبل حلول الثمانية.
- يجب أن أتحقق من البريد الإلكتروني في أيام الإجازة.
- لا أستطيع أن أطلب من الآخرين تأدية المزيد من العمل.
- أنا الشخص الوحيد الذي يمكنه التعامل مع هذه المهمة.
- لن أصبح ناجحًا ما لم نحقق مبلغ “س” من الأرباح.
أيا ما كانت هذه القواعد، فإن العديد منها لا يتم الإفصاح عنه وكثير منها عفا عليه الزمن. فهذا الاختلال الطبيعي يولد إحساسًا بالذنب – ويُشعرك كما لو أننا يجب أن نلتزم بالقواعد القديمة، ولكننا نعاصر اليوم قواعد مختلفة (غالبًا ما تكون لا شعورية) بدلاً من ذلك.
الموضوعات ذات الصلة: الذنب يمكن أن يأخذك بعيدا، وهنا نوضح كيف يمكنك التغلب عليه
إذا كنت ترغب في اتخاذ خطوة إلى الأمام في الشعور بالثقة والرضا والاقتناع، ففكر في القواعد التي تنظم عملك وحياتك. كم منهم يجب التخلي عنه؟ كم منهم عفا الزمن عليه؟ ما هي القواعد الجديدة التي يمكنك صياغتها والتي تتماشى مع قيمك؟
استعادة أو إحياء شغفك هو رحلة.
ولكنها أيضًا فرصة رائعة ويجب ملؤها بالفضول. لا تدع مشاعر الشك أو الارتباك يُظلمان جزءًا بداخلك. كن صادقًا مع من حولك، وتواصل مع احتياجاتك، وادعو الآخرين للقيام بالمثل.
عملك يحتاج إليك وأنت بحاجة إليه بدورك.