دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجيي الأسواق في FXTM
أظهر الرالي الذي حصل مؤخراً في الأسهم الأميركية بأنّ المزاج قد تحوّل بعد العمليات البيعية التي حصلت الأسبوع الماضي. فقد ارتدت جميع المؤشرات الرئيسية بقوّة بقيادة قطاع التكنولوجيا الذي تعرّض لهبوط حاد سابقاً، وكذلك قطاعي التجزئة والمؤسسات المالية. فقد أغلق مؤشر الداو جونز الصناعي المجمّع عند أعلى مستوى له خلال اليوم حيث حقق مكاسب تبلغ 354 نقطة، في حين حقق مؤشرا (S&P 500) وناسداك المركّب مكاسب تبلغ 1.55% و2.06% على التوالي.
كما ساعد التفاؤل بخصوص المبيعات القوية في موسم العطلات والتعافي البسيط في أسعار النفط في إعطاء دفعة للسوق التي كانت قد شهدت تشبّعاً بيعياً. لكنّ تصريحات الرئيس ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال بأنّه مازال مصرّاً على الأرجح على زيادة التعريفات الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار وعلى فرض تعريفات جمركية على ما تبقى من واردات صينية بقيمة 267 مليار دولار سوف تعقّد الأمور تعقيداً إضافياً على الأغلب.
الاقتصاد العالمي بحاجة ماسّة إلى إنهاء الحرب التجارية المستمرّة بين أكبر اقتصادين في العالم. وقد رأينا أصلاً علامات كثيرة على التباطؤ الاقتصادي في الأسواق الناشئة وأوروبا بل وحتى في أميركا. ومن المرجّح أن يشعر المستثمرون الأميركيون بالمزيد من المخاوف من ألا تقود قمّة العشرين في الأرجنتين التي تنطلق أعمالها يوم الجمعة إلى هدنة أو اتفاق إطاري، ولكن بما أننا نعيش في عالم ترامب، فإنّ هناك احتمالاً على الدوام لحصول تغيّر في آخر لحظة. وحتى ذلك الوقت نتوقع أن تظل الأسواق في حالة من التذبذب والتقلبات.
سوف يركّز المستثمرون على حديث الفدرالي هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن يتكلم نائب رئيس الفدرالي ريتشارد كلاريدا في وقت لاحق اليوم يليه رئيس الفدرالي جيروم باول غداً. وقد تغيّرت التوقعات الاقتصادية الكلية المستقبلية تغيّراً كبيراً مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل شهرين فقط. فقد تراجعت أسعار النفط أكثر من 30% عن الذروة التي وصلت إليها، ممّا يشير إلى أنّ التضخم قد يتباطأ، فيما دخلت أسواق الأسهم في منطقة التصحيح الأمر الذي أضر بالثروات، فيما تلبّدت الغيوم السوداء فوق السوق السكنية في الولايات المتحدة. وأنا أعتقد أن الفدرالي بات لديه الآن ما يكفي من الأسباب لتعديل وتيرة تشديد السياسة النقدية، لكنّ المستثمرين يحتاجون إلى تأكيدات من صنّاع السياسات.
بدا أنّ التعافي الذي سُجّل بنسبة 3% في أسعار النفط هو حالة قصيرة الأجل لكنّ الخامين القياسيين عادا ليسجّلا تراجعاً طفيفاً اليوم. وسيكون من الصعب أن نعلم إلى أين ستّتجه الأسعار لاحقاً ما لم نعلم نتيجة قمّة العشرين والاجتماع السنوي لأوبك يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول. وسيكون تحديد الوضع الطبيعي الجديد صعباً على الأرجح في الأسابيع المقبلة.
وفي عالم العملات المشفّرة، لم يعد المتداولون يشعرون بالقلق بخصوص التحرّكات السعرية بقدر قلقهم من مصير هذه العملات. فالتراجع من 20 ألف دولار تقريباً إلى ما دون 4000 دولار في حالة بيتكوين هو بمثابة انهيار كامل. وقد يقول البعض بأننا قد رأينا تصحيحاً مشابهاً من قبل عندما تراجعت الأسعار من 1150 دولاراً في ديسمبر/ كانون الأول 2013 إلى ما دون 300 دولار بعد أكثر من عام. لكن الفرق بين الآن وذلك الوقت هو القيمة السوقية. فآنئذ ربما كان المستثمرون والمضاربون قد خسروا 9 مليارات دولار. أمّا تحرّك هذا العام فقد أدّى إلى تبخّر أكثر من 250 مليار دولار من الذروة.