المنامة: أسماء الأمين
تعد مسرعة الاعمال C5أول مسرعة أعمال يتم تأسيسها في البحرين تختص بالحوسبة السحابية والتكنولوجيا الابتكارية، ولكنها بالمقام الأول شركة تكنولوجيا ابتكارية واستثمار مقرها الأساسي في لندن تخصصت في مجال الأمن الالكتروني، وتوسعت مؤخراً في مجال أعمالها( أخر سنتين بالتحديد) لتشمل مجال الابتكار فأسست ذراع بالبحرين بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية وتمكين و AWS، بالإضافة الي تأسيسذراع ثاني وهو مسرعة الأعمال في واشنطن DCبداية العام الماضي، وتختص بالتحديد في تكنولوجيا السلام وخفض النزاعات، هكذا وضحت لنا هادية فتح الله المدير التنفيذي لمسرعة الأعمال C5التي تدير شئون الشركة في البحرين والمنطقة وتعمل على دعم وارشاد رواد الأعمال في فروع الشركة العالمية ومشاركتهم التجربة البحرينية.
مجلة رواد الأعمال العربية التقت هادية فتح الله في المنامة وكان هذا الحوار:
كيف تقيمين دور مسرعات الأعمال في دعم الشركات الناشئة البحرينية؟
لها دور مهم جداً في البحرين وقد جاء تأسيس مسرعة C5على أثر محادثات بين مجلس التنمية الاقتصادية وشركة أمازون وهي حليف لشركتنا، وكان الهدف منها خلق بيئة ريادية وتكنولوجية حيويةلما لمسرعات الأعمال من دور رئيسي في بناء البنية التحتية المناسبة.
تركز مسرعة C5بالتحديد على الأعمال بشكل عام، ولكن ما يميزها بحق هو توفيرها الامكانيات التقنية بدعم من شركة أمازون، وتدعم مسرعة خاصة الشركات التي لديها فريق عمل وتلك التي دشنت وأنشأت مشاريعها وترغب في توسيع وتسريع أعمالها، وليس الشركات التي لاتزال فكرة في طور التنفيذ.
ماهي الخدمات التي تقدمها C5 لرواد الأعمال؟ وماذا حققت من أهدافها حتى الآن؟
المسرعات توجد في العالم منذ عدة سنوات ولكنها في البحرين قبل سنتين فقط ومنذ إطلاق كلاود 10 وهو برنامج مدته 8 أسابيع يدور حول المحاور الرئيسية التي تهم الشركات الناشئة مثل استقطاب الاستثمار، تأسيس البنية التحتية للشركة، اللوائح الداخلية والأمور القانونية بالإضافة الي تكنولوجيا السحابة، ويجمع البرنامج مجموعة دولية من الاستشاريين والواعظين كل في مجاله وبعد التخرج نساعد رواد الأعمال علي استقطاب الاستثمار في يوم التخرج وذلك بتأمين التواصل بينهم وبين الأموال السليمة المستثمرة، واذا توافرت فرصة سانحة وتناسقت الشركة مع احتياجات الشركة نقوم بالاستثمار فيها أيضاً.
وحتى الآن تخرج من برنامجنا 5 أفواج وحالياً في طور الإعداد للفوج السادس ويوجد تحت مظلتنا 34 شركة تخرجت من البحرين إضافة لتخريج 4 أفواج أخرى في واشنطن DC، ودولياً لدينا 64 شركة ناشئة تنضوي تحت مظلة C5بالتركيزتحديداً على التكنولوجيا التحويلية بما فيها إنترنت الأشياء والتكنولوجيا الطبية والنظم السحابية والتكنولوجية المالية وغيرها من التقنيات الحديثة التي ستغير العالم.
ما هي المعايير التي يتم على أساسها اختيار الشركات المؤهلة للدعم من قبل المسرعة C5؟
مسرعة الأعمال كلاود 10 مقرها المنامة ولكنها متاحة دولياً وفي بدايتنا كان الفوج الأول من المتدربين بحريني بالكامل، واليوم نصف خريجين برنامجنا شركات دولية وإقليمية فقد استقطبنا متدربين من الكويت والسعودية أذربيجان وامريكا وبريطانيا والنمسا وسنغافورة وغيرها، وهذا إذ دل علي شيء فيدل على أن البحرين أساساً بيئة خصبة لريادة الأعمال بكل جهود حكومتها في تأسيس بنية تحتية قوية جعلت المملكة تتنافس إقليمياً ودولياً مع الاقتصادات النامية والحيوية.
يتم اختيار الشركات الناشئة المؤهلة للبرنامج وفق معايير مختلفة، أهمها بالطبع ان تكون شركة قائمة ولديها فريق ومدرة للربح وفي مجال التكنولوجيا أو مدعومة بالتكنولوجيا ومن المفضل أن تكون عملياتها على سحابة محددة ونحن نقدم المساعدة للانتقال إلي سحابة امازون، ويوجد لدينا مجموعة من الشركاء يساهمون معنا في اختيار الشركات المناسبة من ضمنهم عناصر من تمكين وامازون ومجلس التنمية الاقتصادية وهم شركاء رئيسيين للمسرعة.
إضافة الي شركاءنا الثلاثة يوجد لدينا شركاء ابتكار وحلفاء حيث سبق وعملنا مع وزارة التجارة والصناعة والسياحة كذلك مع وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى للمرآة كما تعاوننا مع البنوك مثل بنك البحرين الإسلامي، وشركة زين وبتلكو بالإضافة للتعاون مع حلفاء من بيئة الأعمال الإقليمية من ضمنهم واعد مسرعة الأعمال السعودية وهي الذراع الابتكاري لشركة أرامكو، وبادر وهي مسرعة مدعومة من مركز الملك عبد العزيز للدراسات والبحوث، إضافة إلى باقي حلفاءنا في الكويت والأردن ومصر ففي مجال التكنولوجيا لا يوجد حدود للعمل وبالأساس شركتنا دولية ونتعاون بشكل مكثف مع زملاءنا في بريطانيا وواشنطن DCمما جعلنا مميزين في إضافة الخبرة المكتسبة منهم وتطبيقها في البيئة البحرينية، وبدلاً من استقطاب الخبرات من الخارج كالمعتاد أصبحنا أول مسرعة أعمال في البحرين تأخذ التجربة وتطبقها بالخارج في واشنطن DCكما أسسنا مبادرة تدعم المرأة ونعمل حاليا علي توسيع نطاق اعمالها لخارج البحرين.
كيف يؤثر إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية على نمو قطاع الاعمال وريادة الاعمال؟
يعد قطاع التكنولوجيا التحويلية بما فيه من انترنت الأشياء والحوسبة السحابية وبالتحديد الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي نقلة نوعية، وجميع القطاعات الحيوية سواء كان في القطاع البنكي أو الطاقة والبيع والشراء والسيارات سوف تشهد ثورة في طريقة إدارتها وسيكون التأثير الأكبر لها في إنترنت الأشياء مثل السيارات بدون سائق التي تعتمد علي الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، وجميع هذه التكنولوجيات حتي تكون آمنة وفعالة لابد من ان تعتمد بشكل رئيسي على بنية تحتية آمنة والأمن الإلكتروني أمر جذري لنجاحها، لذلك من الأهمية بمكان ليس فقط في قطاع ريادة الأعمال لكن أيضاً علي صعيد التعليم في المدارس والجامعات أن يكون هناك توعية بمجال التكنولوجيا الحديثة.
حديثينا عن مبادرة نابيولا، لتمكين المرأة وتشجيعها على خوض ريادة الأعمال باستخدام الحوسبة السحابية ؟
نابيولا هي مبادرة تم تدشينها من سنة مضت أثر استضافة أول مؤتمر لامازون بالتعاون مع السيدة تريسا كارسن وهي الرئيسة التنفيذية لـAWSوتدير أعمال امازون فيما يخص القطاع العام دولياً، ورائدة أعمال ذات خبرة في قطاع الأعمال بشكل عام وقطاع التكنولوجيا بالتحديد وشخصية ملهمة للغاية، عملنا سوياً لاستضافة بعض السيدات وكان المحور الرئيسي الذي تناولنا الحديث عنه هو النساء في مجال التكنولوجيا وأهمية هذا المجال والفرص المتاحة فيه خاصة أنه أثناء التنسيق لهذا الحدث اكتشفنا عدم وجود سيدات بحرينيات في هذا المجال اوعدم معرفتنا بهن، وكان لدينا حرص شديد عند تأسيس هذه المبادرة أن تكون لدينا أهداف محددة وواضحة للنجاح في تمكين المرأة وليس مجرد استعراض إعلامي بدون تـأثير فعلي.
ونركز في هذا المبادرة على 3 محاور هي زيادة الوعي والرغبة في هذا المجال بتوعية السيدات بمجال التكنولوجيا وثانياً تعزيز الإمكانيات والتدريب المهني في مجال الهندسة السحابية وكذلك القيادة والتفاوض والتحدث أمام الجمهور وغيرها من متطلبات القيادة في أي مجال واخيراً الوعظ والارشاد لمساعدة الرياديات في اكتساب المهارات والتحول لمرشدات.
ويتم تفعيل هذه الخطوط الثلاث بسبل وطرق مختلفة منها ورش عمل وندوات نستضيف فيها بعض الرجال الرياديين مثل المبادرة التي اقمناها مؤخراً وتحدثنا فيها عن دور الرجل في تمكين المرأة وما هي العراقيل التي تواجهها السيدات، وحتي الآن استضافنا 7 فعاليات تستهدف النساء مع مرشدين نساء ورجال ففي نابيولا نؤمن بالتكاتف والتحالف بين الجنسين واي بيئة عمل صحية لابد وان يكون التعاون بين الجميع أساس لها.
حالياً نسعى للتعاون مع مجلس المرأة وعلى غرار مبادرة سابقة عن دعم الرجل لتمكين المرأة نسعى لإنشاء مبادرة دعم المرأة لتمكين المرأة والرجل في مجال العمل، وسنستضيف فيها رائدات من القطاعين العام والخاص ونتطلع إلي تعاون مكثف بين المسرعة وبين مجلس المرأة وكذلك القطاع الحكومي والعام ولا نستثني أحد من مشاركتنا.
ما هو حجم اقبال السيدات وتفاعلهن مع هذه المبادرة؟
الاقبال من قبل السيدات قليل جدا وبنظرة سريعة علي الـ 34 شركة التي تخرجت من المسرعة البحرينية نكتشف ضعف تواجد العنصر النسائي في المؤسسات التكنولوجية وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية لتأسيس نابيولا إضافة لانتهاجنا لأسلوب مختلف يثير انتباه الأشخاص، ونلمس الآن إقبال قوي على نابيولا فقد شاركت 70 سيدة في ورشة عمل أقيمت مؤخراً منهن رائدات أعمال ومسئولات في مؤسسات حكومية وجامعيات، ولكن لازلنا نسعى للتوسع أكثر بالأخص في المدارس والجامعات وتكثيف جهودنا لجذب رائدات أعمال أكثر لهذا المجال وتعزيز الثقة وتغيير الثقافة بفتح أفق جديدة للسيدات وعدم الخوف من خوض التجربة.
من الملاحظ في البحرين أنه يوجد تكافئ فرص وسرعة تغيير في البيئة الاقتصادية والقانونية قلما يوجد في دولة أخرى، وعلى كل فرد ان يقتنص هذه الفرص ويعزز من إمكانياته ويطور نفسه ويخوض التجربة حتى ان لم تكن سهلة، ولدينا في المسرعة مبادرة حوارات C5مع صناع القرار نستضيف فيها وزير أو مسئول ونقيم حوار مفتوح غير رسمي ومناقشات بينه وبين رواد الأعمال وهذا ينعكس علي بيئة الأعمال البحرينية نظراً لسهولة التواصل ومعرفة احتياجات الرواد أول بأول، لدينا ثقة في المكون البحريني والعربي فلديه إمكانيات وشغف وقابلية لينافس أفضل عناصر العالم لذلك نوفر الفرص وننتظر منهم الشغف والاستعداد للتنافس.
هل توجد رابطة لرائدات الأعمال في البحرين وكيف تقيمين مساهمة المرأة في عالم ريادة الاعمال؟
يوجد كثير من المبادرات التي أسستها رائدات أعمال بحرينيات ونحن نحرص على تكثيف الجهود للدعم وعدم انشاء أشياء جديدة، وقد تكون جهودنا الحالية تحل محل الرابطة فبنك التنمية البحريني أسس منذ فترة مبادرة” السيدات الناشطات في التكنولوجيا المالية” وهي بمثابة رابطة غير رسمية، كما يوجد نابيولا إضافة لجهود أخرى ولهذا لسنا في حاجة لتأسيس كيان ما يحمل طابع رسمي قد يشتت الانتباه عن الهدف الرئيسي فالأهم هو تكاتف رائدات الأعمال على أرض الواقع ودعم بعضنا البعض للوصول لمناصب قد تكون بعض الفتيات كفؤاً لها ولكن غير معروفات لدى صناع القرار.
المرأة البحرينية رائدة وتدفع بنفسها بثقة نحو القطاعات الصعبة ولكنها بالطبع تحتاج الي دفعة من كافة الاطراف في مجال ريادة الاعمال والتكنولوجيا لأنها أقلية تدخل مجال يسيطر عليه الرجال، وجميع الأقليات سواء كانت أقلية اجتماعية أو عرقية وغيرها تواجه صعوبات في كل أنحاء العالم في مجال العمل، ولذلك تحرص الرائدات علي دعم بعضهن البعض ولا نغفل أيضاً ان المسئولية الأساسية تقع على عاتق المرأة أن تقتنص الفرص الموجودة وتؤهل نفسها وتصقل شخصيتها لتستحق الفوز بالمناصب وليس بالتزكية.
لا نريد للمرأة ان تصل بالكوتة او بتسهيل المسائل والمرأة البحرينية يتوفر لها سبل التقدم التي تجعلها تبتكر وتساهم في عالم الريادة كما يتميز الرجل البحريني بدعمه للمرأة وتفضيله لبيئة المشاركة بين الجنسين وهذا يخلق بيئة عمل متكافئة، وبالطبع يهتم الجميع ان يصل كل شخص ذو كفاءة الي المنصب المناسب له دون محسوبية او موالاة، وأنصح المرأة دوماً باختيار الطريق الأصعب لأنه الوحيد القادر علي تأهيلها وتسهيل الصعاب امامها.