دبي – خاص
تتعرّض الشركات لخطر نشوء أزمة إبداعية، حيث أعرب أكثر من نصف الموظفين حول العالم (55%) أنهم يريدون أن يكونوا أكثر إبداعاً في عملهم، وذلك حسب ما جاء في الدراسة الجديدة التي نشرتها “ستيلكيس”. وغالباً ما يُنظر إلى الإبداع كمسعى فني، بينما يُعنى في الحقيقة بحل المشاكل بطرق جديدة. وعلى الصعيد العالمي، تُطالب الشركات موظفيها بمزيد من الإبداع، ومن الواضح أن هناك جدوى تجارية للشركات التي تدرك أهمية الإبداع وتدعم مقوماته من خلال تصميم مساحة مواتية للعمل.
حكومة الإمارات العربية المتحدة خطوات عديدة لتنفيذ أطر للعمل من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة، مع الارتكاز على الإبداع والابتكار باعتبارهما حجر الزاوية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتهدف كل من رؤية الإمارات 2021، ومنطقة 2071، والاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم، إلى جعل الإمارات من بين أفضل قادة العالم من حيث الأفراد المبدعين والشركات والمؤسسات المبتكرة.
ويشير تقرير “الإبداع في العمل” لشركة “ستيلكيس” إلى أنه في جميع أنحاء العالم، لا يحظى الموظفون عموماً بالوقت والمكان الذي يحتاجون إليه ليكونوا مبدعين، أو أن الإبداع ليس من أولويات شركاتهم.
عوائق الإبداع
تُبين الدراسة التي أجرتها “هاريس إنتراكتيف” بالنيابة عن “ستيلكيس”، أن أكبر عائق أمام الإبداع في مكان العمل هو العملية التنظيمية (37%) أو أعباء العمل الحالية (36%)؛ إذ يقول أكثر من ثلث الموظفين إن واحدة من هذه القيود تحد من قدرتهم على التفكير بإبداع كجزء من مهاهم.
وتشمل العوامل الأخرى المؤثرة للغاية، العمل في مكان غير مُلهم (20%)، والتكنولوجيا قديمة الطراز (20%)، وغياب التوجيه والسماح بالإبداع (19%).
ومن الواضح أن هناك أهمية ملموسة لجعل الإبداع كمهارة في مكان العمل، لا سيما وأن 93% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع حول العالم أعربوا عن رغبتهم في زيادة مستوى الإبداع لديهم أو الحفاظ عليه. وينبغي للشركات أن تدرك أن الإبداع لا ينشأ من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى تشجيع ودعم من خلال إرساء بيئة إبداعية مواتية.
ويقول أليساندرو شنتروني، نائب الرئيس للتسويق لدى “ستيلكيس” في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “إن قدرة الموظفين على توجيه وتعزيز إبداعهم يعتمد بشكل كبير الآن وأكثر من أي وقت مضى على رغبة الشركات الخاصة في إرساء بيئات العمل والممارسات المادية المناسبة التي تُغذي وتُشجّع التفكير الخلّاق. وبدلاً من التركيز على الإنتاجية ومن يقوم بإنجاز الكم الأكبر من المهام، سيكون من الأفضل للشركات أن تغيّر طريقة قياسها للنجاح وكيفية تحقيقه. ويمكن لتصميم مكان العمل لتحفيز التفكير الإبداعي أن يكون ركيزة أساسية للحصول على قوى عاملة أكثر إنجازاً وإنتاجاً”.
ومن أجل تحفيز ثقافة الإبداع، يتوجب على الشركات مراعاة ما يلي:
- تعزيز الثقة الإبداعية: بناء ثقافة للتعبير عن الذات، وتحسين الظروف المحيطة بحيث تتيح للموظفين طلب العفو بدلاً من السماح بتجريب شيء مختلف
- دمج الإبداع ضمن العمليات: أمام القادة دور هام لتحديد كيف يمكن للتفكير الإبداعي أن يكون جزءاً من العمليات اليومية
- إنشاء رابط عاطفي: بناء ثقافة للتواصل المفتوح والموثوق بين فريق العمل من خلال الأجواء المُلهمة وعناصر التصميم المدروسة
- بناء منظومة انسيابية: يعتبر الإبداع عملية منهجية؛ ويحتاج إلى توفر مجموعة متنوعة من المساحات والتقنيات والأدوات لدعم الأفراد وفرق العمل