حسن عبد الرحمن – entrepreneuralarabiya
نورالدين آغا، رائد أعمال يقود مستقبل إضفاء الطابع الشخصي على عالم الموضة، مشروع شركته ST-YL المدعوم بالذكاء الصناعي يتيح للمستخدمين الاستغناء عن الحاجة للتسوق لشراء الألبسة. ST-YL خدمة تضيف الطابع الشخصي على تصميم الأزياء، وتقوم بتوصيل الثياب إلى منزلك لتجربها وتحتفظ بما يعجبك وترد الباقي، ما يميز ST-YL تجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخبرة المصممين البشريين، ويتوج كل ذلك بملفات العملاء المتقدمة المبنية بقواعد البيانات عالية التطور.
يقول نور الدين آغا: ” نؤمن بأننا نؤسس لمستقبل جديد في عالم الأزياء وتكريس الطابع الشخصي على عالم الموضة”.
هذه القضية تشكل هاجساً لدى العلامات التجارية في عالم التجزئة.
ولكن ما هو التحدي الذي تركز عليه ST-YL
بقول آغا:” في الواقع هناك ملايين الملايين من المنتجات المتوفرة للمستهلك من التجارة الإلكترونية إلى مراكز التسوق، والتحدي ليس بإيجاد المنتجات، بل بإيجاد الحلول التي تناسب الجميع ولهذا السبب أسسنا ST-YL .
ويشرح ما هي طبيعة العلاقة بين الذكاء الصناعي والعامل البشري في خلق منتج يستقبله العميل بكامل الرضى.
“يستخدم الذكاء الصناعي البيانات لتصميم ورسم المساحات البيضاء، وأشكال المنتجات التي يجب أن نطلبها في الموسم القادم، ونطابق ذلك مع الحجم والألوان والمقاسات الخاصة بالعملاء في قاعدة البيانات، تجتمع هذه العناصر معاً وتقدم للمصممين في ST-YL. قوة المشروع ليست فقط في البيانات التي نجمعها بل في رغبات الزبائن، حيث يقوم الذكاء الصناعي بتنفيذ جميع الحسابات والتوقعات، ومع تطور المشروع سيتوفر لدينا المزيد من الوقت لنتعرف على العملاء بشكل فردي، حيث سيتوفر لدى المصممين وقت أكبر للتحدث مع زبائنهم”.
وعند سؤال آغا من وجهة نظر المستهلكين وكيف يختلف مشروعه عن بقية المشاريع الموجودة في السوق يجيب:
“التجربة ستنمو وتتحسن مع نمو وتحسن بيانات المستخدمين، حجم البيانات المتوفرة والتي نقوم بجمعها هائلة حقيقةً، وتفوق ما يتصوره الناس، الإبداع هنا يكون بالقدرة على ملء الفجوة بين هذه البيانات وترجمتها لتحسين تجربة وتوقعات المستهلكين. حالياَ تتزايد توقعات العملاء يومياً، وأعتقد أن البيانات سوف تستمر في التطور، وستسمح لنا بتقديم تجربة متميزة للعملاء (وهذا هو الفرق الرئيسي).
آغا نموذج مثالي للريادي المخاطر، نسأله كيف جاءتك جرأة الانطلاق في عالم تجارة التجزئة الإلكترونية وهناك شركات عملاقة معروفة، كيف اتخذ قرار تأسيس شركة افتراضية في بيئة لم تنضج علاقتها بعد مع التكنولوجيا ؟ لا من جهة البنية الأساسية للإنترنت ولا من جهة وعي المستهلك وتقبله للتسوق عبر الشبكة؟ هذا ينطبق على Elablz & styl
يقول:” حقيقة أن البيئة غير ناضجة بعد فيما يتعلق بالتكنولوجيا هي أحد عوامل الجاذبية في الموضوع، لم أعد أفكر في المخاطر لأنها أصبحت جزءاً من حياتي اليومية نوعاً ما مثل شرب القهوة صباحاً.
ولكن ماهي الأدوات التي ساعدت آغا على التميز وهو في أمس الحاجة إليها؟ وماهي فرصته للفوز بثقة المستهلك العربي الذي تبهره العلامة التجارية المعروفة وتعّود على معاينة أي سلعة وتجريبها شخصياً – التسوق في المتاجر ما تزال متعة قبل أن تكون حاجة، في ظل وجود منافسة شديدة غير متكافئة؟
يجيب آغا :” مجال عملنا فيه القليل من المعلومات، لذلك حتى نصائح الخبراء غالباً ما تكون خاطئة، أنا سعيد لأنني كنت عنيداً بما فيه الكفاية ولم استمع للنصائح (لا تفعل هذا، ولا تفعل ذاك ، فلن ينجح ). بالنسبة للعملاء نحن نكسب العملاء بالفعل فالشباب هم عامل مركزي لأي مشروع جديد يبحثون عن كل ما هو عصري، ولا يهتمون باسم العلامة التجارية ما دامت تعبر عنهم، ولهذا السبب نجد أن العلامات التجارية الجديدة تصل للمستهلكين بوتيرة أسرع من أي وقت مضى”.
يبدو الذكاء الصناعي حجر أساس في عمل شركتك، كيف تساعد التقنيات الجديدة في بناء منصة تجارية متكاملة على الانترنت؟ حسب آغا هناك دائماً فرصة للتميز، واستخدام تقنيات الذكاء الصناعي هو الأساس في تميز شركته.
يقول:” مع تزايد معرفتي بهذه الصناعة أدركت أننا إذا أردنا الوصول للمرحلة التالية علينا أن نخترع ونبني التكنولوجيا الخاصة بنا، لذا فإن ما هو متوفر حاليا وما نستطيع بناءه هما شيئان مختلفان، وهنا تنجح ST-YL.
هل تعتقد أن مؤسسات التمويل أو “الممول المخاطر” يميلون إلى تبني تجارب رواد الأعمال في عالم الانترنت، أم انهم مازالوا يتخوفون من نجاح الشركات وتحقيق العوائد في هذا المجال؟
شخصياً لا أظن أن البيئة التمويلية جاهزة بأي شكل من الأشكال، فنحن لا نزال في سوق تريد كسب المال خلال خمس سنوات، في تصوري بناء الشركات الناشئة التقنية لا يعني بناء مشروع صغير ثم تحقيق الربح خلال سنتين أو ثلاث، المفهوم الحقيقي لبناء الشركات التقنية هو بناء امبراطوريات تقود الاقتصاد وتدعمه بطريقه لم تكن تبدو ممكنه في الماضي القريب، البيئة التمويلية لدينا لازالت تكتفي بنسبة بسيطة من الربح وتتجاهل مفهوم قبول المخاطر.
تطمحون إلى احتلال الرقم واحد كأهم مركز تسوق رقمي في الشرق الأوسط، أين وصلتم في تحقيق هذا الهدف؟
أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح، لا أريد مناقشة الأرقام التفصيلية، لكن عمر المشروع 18 شهراً ونحن على قمة الهرم بالفعل.
كيف تختارون الموظفين الذين يملكون مواهب العمل التقني الرقمي وبين موظفين تقليديين ينشطون على الأرض. لاشك أنها مهمة دقيقة؟ كيف تختارون موظفيكم؟
أغلب فريق العمل لدينا من الشباب لا يملكون الخبرة التقنية ولكنهم بنفس الوقت تربوا على الأدوات التي نعتبرها اليوم (العمل)، إيجاد المواهب الجيدة في سوقٍ لا يزال تقليدياً بنسبة 98% هو تحد كبير بكل تأكيد، لكن هناك بعض المواهب اللامعة وتمكنا من الفوز بأغلبها.
كيف تتم عمليات البيع وماهي الآلية التي تتبعونها وما هو التطبيق والتقنيات التي تستخدمونها على أي حلول تقنية تعملون وماهي الشركة التي تساندكم تقنياً.
بالنسبة لنا فإن كوننا شركة تقنية يعني أن علينا بناء التكنولوجيا الخاصة بنا، كل التقنيات في شركتنا هي تقنيات خاصة من صناعة موظفينا وفرق عملنا.
كيف تصفون علاقتكم مع زبون يتسوق ويختار احتياجاته على الإنترنت وما هو حجم رضا هذا الزبون هل هو مستهلك متطلب أم أن التعامل معه أسهل من متسوق تقليدي يستمتع بتجربة التسوق في المتاجر؟
عندما يتسوق العميل عبر الإنترنت لأول مرة، فإن هذه التجربة الأولى سيتخللها الكثير من المشاكل وستكون مغايرة للتوقعات، لذا فإن العملاء الجدد المعتادين على التسوق التقليدي يصعب إرضاؤهم، ولكن في المرة الثانية والثالثة، وعندما يبدأ العميل بفهم آليات العمل تجري الأمور بسلاسة أكبر.
متى سنقول أن المتسوق الإلكتروني يتفوق عددياً على المتسوق التقليدي، وهل هذا يهدد نموذج التسوق التقليدي في المراكز التجارية؟
أعتقد أننا على الأقل بحاجة لـ 5 أو 7سنوات للوصول لهذه المرحلة، ولكن في نفس الوقت هذه فترة الزمنية قصيرة جداً بالنسية للأنشطة التجارية التقليدية لتفعل شيئًا حيال ذلك.
ما هو معدل تسارع النمو في أعمالكم وأي الأسواق أكثر نمواً بالنسبة لكم؟
أسواقنا الأكثر نمواً هي السوق السعودية، ثم العراق، ثم الإمارات العربية المتحدة.
تنشطون في السوق العراقية وتتحدثون عن أهميتها بالنسبة لكم، مع أن هذه السوق غير مستقرة ولا تملك بنية إنترنت متكاملة، بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية والمخاطر المتعلقة بذلك؟ كيف نتحدث عن تجربتكم في هذه السوق؟
نحن أول شركة للتجارة الإلكترونية في العالم تقوم بالتوصيل للعراق، وأنا فخور جداً بذلك، أنا فخور بأن تعريف التسوق عبر الإنترنت في العراق يمثله اسم العلامة التجارية (ELABLEZ) في أذهان الناس، هذه البهجة تساوي كل أموال العالم، المستهلك العراقي يريد نفس الخدمات المتاحة في الدول الأخرى ويستحقها، العراقيون فقط ينتظرون من يقدم هذه الخدمات لهم.
أي الأسواق هي الأفضل بالنسبة لكم اليوم وغداً، وما هو حجم عملكم في السوق السعودية وهي السوق الأكبر كقوة شرائية وكسوق تتعامل بنشاط كبير على الإنترنت، المستهلك السعودي معروف بتعامله السهل مع الانترنت والبنية التحتية تساعده على ذلك؟
حالياً أسواقنا الرئيسية هي السعودية، ثم العراق، ثم الإمارات العربية المتحدة.
هل تخططون لدخول أسواق جديدة؟
نعم نحن ذاهبون للانفتاح على أجزاء من أوروبا قريباً بنقطة دخول كبيرة للسوق، وسنعلن ذلك قريباً جداً.
متى تتوقع أن تتلقى مكالمة عاجلة من أمازون أو غيرها من الشركات الكبرى وتقول لك كم تريد لقاء بيع شركتك؟ وهل ترغب أو تخطط لبلوغ هذا الهدف؟
ربما حدث ذلك بالفعل، وربما لم يحدث، ولكنني أطمح لبناء امبراطورية شاملة، ولن أحقق هذا الهدف ببيع الشركة، أريد متابعة هذا الموضوع حتى نصل للاكتتاب العام في السنوات الأربع أو الخمس القادمة، لا يتركز اهتمامي على العائدات لأنني أرغب حقاً ببناء مشروع مهم ينطلق من دبي ويستحق الوصول للعالمية، والنجاح على مستوى العالم.
كيف تصف عالم ريادة الأعمال عندنا، هل هناك الكثير من الرواد الذين يتميزون بمواصفات عالمية؟ وهل يساعد رواد الأعمال عندنا بيئة ريادة الأعمال أم أن ذلك لايهمهم؟
بصدق تام أعتقد أننا ما زلنا نفتقر للمؤسسين الحقيقيين الذين يرغبون بصناعة منتجات عظيمة، وليس ببناء شركات بغرض بيعها لاحقاً، التقيت بالعديد من المؤسسين الرائعين، وأعتقد أنهم سيكونون جزءاً من آلية تصحيح بيئة رواد الأعمال في منطقتنا، ولكن بالنسبة للمؤسسين الذين يريدون صناعة منتجات مهمة، والتي ستنمو بشكل يحدث فرقاً حقيقياً في الاقتصاد هم بحاجة قوانين واستثناءات ودعم حكومي قبل أن يغادروا ويغيروا مقر عملهم إلى سيليكون فالي أو ما شابه ذلك.
هل تحب توجيه نصائح إلى رواد الأعمال الجدد، أي مجال هو الأفضل بالنسبة لشباب اليوم؟
أعتقد أن السر في نجاح المشروع أياً كان يكمن في تنفيذه بالاعتماد على التكنولوجيا الداعمة.
إعادة تعريف البيع بالتجزئة
نورالدين أغا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ELABELZ
نورالدين آغا، ريادي الأعمال المبادر البالغ من العمر 30 عاماً المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Elabelz، مشروع التجارة الإلكترونية الذي أصبح، منذ إطلاقه في عام 2016، أكبر موقع على الإنترنت. في وقت وكانت وجهات الأزياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عالقة في حالة من عدم التطور. نور الدين آغا رائد الأعمال واثق من التأثير الذي سيحدثه مشروع ST-YL على العالم بأسره.
لا يوجد منافس كبير لشركتة: على المستوى الإقليمي، لا يبدو أن هناك أي لاعب آخر يجمع بين الموضة والتكنولوجيا، في حين إذا نظرت عالمياً، فإن أقرب منافس في هذا الفضاء بخدمة تصميم أزياء شخصية هي شركة مقرها سان فرانسيسكو، Stitch Fix. التي يمكننا رؤية إنجازاتها، والتي أصبحت ممكنة بفضل استخدام أحدث التقنيات، التي يعتقد آغا أن شركته ستصل في نهاية المطاف إلى منافستها. يقول آغا:” يمكنني بناء مشروع بمليارات الدولارات مع ST-YL؟ وبالفعل قام أغا، بمساعدة من المستثمرين في إطلاق مشروعه، إلى العالمية مع ST-YL من خلال إطلاقه في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية،. بعد ذلك، ستكون الخطة إطلاق ST-YL في سوق جديدة كل ثلاثة أشهر. يقول “نعتقد أننا سوف نقدم خدمة عبر آسيا وأفريقيا”.
يسلط آغا الضوء أيضًا على الطريقة التي ستعمل بها ST-YL مع مرور الوقت، هي أن تكون الخزانة الرقمية لجميع ملابسك، لذا في المرة التالية التي تحتاج فيها إلى مساعدة لتحديد ما ترتديه، على سبيل المثال، مناسبة خاصة، يمكن لـ ST-YL المرور عبر هاتفك الرقمي الى خزانتك الرقمية وستقدم لك اقتراحات حول كيفية انتقاء الملابس وفقاً لما لديك بالفعل، بالإضافة إلى تقديم خيارات جديدة لما قد تحتاجه، يقول آغا: “نحن نقوم بتصنيف خزانتك بالكامل.” “هذه ميزة أضفناها وليست لدى أي شخص آخر، حتى على مستوى العالم.” إذا كان فريقنا يتألف من 1000 شخص، سيكون 600 منا مصممين، وخبراء البيانات سيكونون بعدد يتراوح بين 100-200، والباقي في العمليات،” يتابع آغا. “لذا، فإن جوهر هذا العمل هو المصممون، ولكن ما سيفعلونه هنا سيكون مختلفًا تمامًا عن أي وظيفة تصميم قاموا بها في حياتهم. سيحتاجون حقًا إلى فهم علم البيانات، والجمع بينه وبين الأسلوب، حتى نتمكن من تقديم شيء سيكون في الواقع نتيجة ناجحة مع العميل، ST-YL تحتاج إلى فريق رائع لدفعها إلى الأمام ولكن أغا يقول:”أعتقد بصدق أننا سنكون قادرين على التحكم في سوق ضخمة، عندما يتعلق الأمر بصناعة الأزياء بالتجزئة على المستوى العالمي”.
وبينما قد يرى البعض منكم مثل هذه التنبؤات بأنها وهم، إلا أن آغا لا يهتم حقا بما تفكر به – فمن وجهة نظره، فإن sT-Yl بالنسبة له مثل أبل بالنسبة لستيف جوبز فستيف يقول “أريد حقاً إحداث تغيير”. ويقول آغا: “بصراحة، أملي هو بناء شركة كبيرة الحجم للغاية ستوظف أكثر من 10.000 إلى 20.000 موظف في جميع أنحاء المعمورة، وأن تكون شركة تعمل على إحداث تغيير فعلي على المستوى العالمي”. ” هذا المشروع ينطلق من الشرق الأوسط نعم، وهدفنا القدرة على بناء منصة أو شركة لديها بالفعل 100 أو 200 مليون عميل وهو الحلم أيضاً، ويبدأ بمعرفة من تخدم،. وهذا يمكن أن يبدأ، كما أعتقد، من هذه المنطقة، ثم نتجه إلى العالمية. والطريقة الوحيدة للتأثير الفعلي هي إنشاء شيء، أو منصة، أو خدمة، يمكنها أن تقدم خدمات على نطاق عالمي، وليس فقط في حدود المنطقة.
يقول آغا: “بصراحة، لا أستطيع البقاء على قيد الحياة إذا لم يكن هناك خوف” فالخوف والقلق هو ما يدفعك الى النهوض صباحا الى العمل. إنها معركة كبيرة، إنها صخب كبير، وهي عبارة عن زحام شديد الجنون، خاصة إذا كنت تفعل ذلك من الألف إلى الياء، كلما ازدادت المخاوف، وكلما كان الأمر أصعب، وكلما كان الصراع أصعب”.