دبي – خاص
«نظام رؤية الأشعة السينية، سيسمح للجنود أن ينظروا عبر الجدران»، بهذه العبارة عنونت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية تقريراً أعدّته قبل أشهر، حول بحوث يجريها فريق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، على استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل الإشارات التي تصدر عن الأجسام، لكشف حركة الأفراد خلف عازل أو حاجب، بشكل يشبه نظام رؤية الأشعّة السينية، ولكنه يتّسم بدقة أكبر، وعمليّة أكثر. بمعنى آخر، سيجعل تفعيل هذا النظام، في حال تمّ، كل شرطي يستخدمه، أشبه بـ«سوبرمان»، القادر على رؤية «الأعداء» المختبئين خلف الحواجب.
يقول معدّ التقرير، مارك بريدج، إنه «يمكن للجنود والشرطة أن يكتسبوا رؤية بالأشعة السينية على غرار الأبطال الخارقين، بفضل نظام يستخدم الموجات الراديوية لتحديد حركات الأعداء خلف الجدران»، ويكون ذلك عبر إنشاء الجهاز الذي يحلل الموجات الراديوية، مجسماً لإنسان يمشي ويجلس ويحرّك أطرافه بالتزامن مع الهدف الذي يتم رصده. وبحسب التقرير، يمكن النظام، في المستقبل، تحديد الأفراد استناداً إلى حجمهم وحركاتهم المميزة، حيث يمكن للجندي أو رجل الشرطة الذي يرتدي جهاز الإرسال أن «يرصد» حركة الأعداء المختبئين في مجال نظره، من خلال ارتداء نظّارات «الواقع المعزز». ومع مزيد من التدريب، يمكن للنظام إنشاء صور ثلاثية الأبعاد أكثر تفصيلاً.
الإصدارات السابقة من التقنية، يمكن أن تكشف عن موقع شخص موجود خلف حاجب، من دون أن تظهر حركته الدقيقة. بالاستناد إلى التقرير، فقد قام فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتدريب الذكاء الاصطناعي على ترجمة الإشارات الراديوية التي ارتدَّت من البشر، إلى الحركة المقابلة التي تبلغ 14 نقطة على الجسم، بما في ذلك المرفقين والركبتين.
تشرح الباحثة الرئيسية في الفريق، دينا كتابي، أنه «في عام 2013، أثبتنا أنه بإمكاننا تتبع القفزة بدقّة. الجديد الآن، هو أنه للمرّة الأولى، يمكننا إنشاء هيكل عظمي ديناميكي للشخص، وتحليل وضعه». وأضافت الباحثة: «دعونا نقول إن الشرطة تريد استخدام مثل هذا الجهاز للرؤية خلف الجدار، من المهم للغاية معرفة ما إذا كان الشخص يقف في موقف يشير إلى أنه يحمل سلاحاً، على سبيل المثال». ومن أجل التمكّن من تصنيف الإشارات اللاسلكية بسهولة أكثر، يقول التقرير إن «الباحثين جمعوا البيانات باستخدام أجهزتهم اللاسلكية والكاميرات، وآلاف الصور لأشخاص يمشون ويتحدثون ويجلسون ويفتحون الأبواب… وقد مكّن هذا، الذكاء الاصطناعي من التعرّف على العلاقة بين الإشارات الراديوية وحركات الأفراد الذين يتمّ تمثيلهم على شكل مجسّمات». وبعد التدريب، تمكّنت التكنولوجيا (تحليل الإشارات) من تقدير وضع الشخص وحركاته من دون الكاميرات، وخلف الجدران، باستخدام الإشارات اللاسلكية فقط التي ارتدّت من أجسام الأشخاص، بالإضافة إلى تتبع الحركات الدقيقة.
وعلى الرغم من أن الباحثين أشاروا إلى إمكانية استخدام النظام من قبل الشرطة، إلّا أن بحثهم لا يناقش الاستخدام العسكري بل على الجانب الصحّي له، بحسب ما يؤكّد تقرير «التايمز»، إذ يقول فريق «المعهد» إنه يمكن استخدام التكنولوجيا في المنزل لمراقبة المصابين بأمراض مثل الباركنسون والتصلب المتعدّد، ما يوفّر فهماً أفضل لتطور المرض والسماح للأطباء بتعديل الأدوية وفقاً لذلك. «لقد رأينا أن مراقبة سرعة سير المرضى، وعدم قدرتهم على القيام بالأنشطة الأساسية، يعطي مقدّمي الرعاية الصحية نافذة إلى حياتهم (المرضى)، والتي يمكن أن تكون مفيدة لمجموعة كاملة من الأمراض»، تقول كتابي، التي ستقدّم ورقة عن المشروع في مؤتمر علمي في وقت لاحق.