ساو باولو، برازيل
بحضور ومشاركة ما يزيد عن 100 شخصية من رواد الأعمال، والخبراء، وصنّاع القرار البرازيليين والعرب نظّمت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، يوم أمس، ملتقى “الشارقة ترحب بكم”، في ولاية ساو باولو بالبرازيل، بهدف تعزيز التواصل بين “نماء” وشركائها، وتسليط الضوء على نهج المؤسسة في استكشاف فرص التعاون مع المؤسسات والشركات البرازيلية.
وناقش المشاركون خلال الملتقى فرص التعاون المشترك في قطاعات الأعمال المتنوعة، وبيئة الأعمال التي توفرها إمارة الشارقة ودولة الإمارات لسيدات ورائدات الأعمال من كافة أنحاء العالم، كما استعرض الوفد عمق العلاقات الإماراتية البرازيلية في مختلف القطاعات، وتوقفوا عند حجم التجارة المشتركة حيث تعتبر الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري عربي للبرازيل بعد السعودية والجزائر، وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين خلال العام الماضي 9.88 مليارات درهم (2.69 مليار دولار) مقارنة بـ 9.54 مليارات درهم (2.6 مليار دولار) قيمة التجارة البينية خلال 2016، أي بنمو قدره 3.5%، وتطرق المشاركون إلى قرار إعفاء التأشيرات بين مواطني الدولتين وما لذلك من تأثير إيجابي على تعزيز العمل المشترك.
عروض أزياء ومجوهرات إماراتية برازيلية
وتخلل الملتقى عرض أزياء ومجوهرات لثلاث مصممات من مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وهن: شروق المدفع، وخلود ثاني، وأمل حليق، إضافة إلى المصممة وفاء بالأسود من مجلس سيدات أعمال الشارقة، حيث قدّمن أعمالهن على منصات مستوحاة من الثقافة اللاتينية لمصممين برازيليين وهم، الأخوين كامبانا وبولا توريز، وقدم العرض صورة حية عن آليات الدعم التي تقدمها المؤسسات المنضوية تحت نماء لدعم وتمكين عضواتها من توسيع آفاق أعمالهن والترويج لها عالمياً في مختلف المحافل والفعاليات التي تنظمها وتشارك فيها هذه المؤسسات.
العلوي: تكريم الشارقة احتفاءً بالتجربة التنموية الإماراتية
أكد سعادة إبراهيم سالم العلوي، خلال كلمته بالملتقى، أن التكريم الذي تحظى به إمارة الشارقة في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، الذي تحل عليه ضيف شرف هذا العام، لا يحسب للثقافة الإماراتية فحسب، وإنما للتجربة التنموية بشكلها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لدولة الامارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أنه لا نجاح للتجارب المنعزلة، إذ النجاح يتطلب الانفتاح على تجارب الآخرين وتبادل الدروس والعِبر معهم.
ريم بن كرم: تمكين النساء يرتقي بحاضرهن ومستقبلهن
بدورها قالت ريم بن كرم: “صنف تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين بالمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في مجال المساواة بين الجنسين بالمنطقة، وهذا الإنجاز وغيره من الإنجازات التنموية تبلورت منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وحتى يومنا الراهن، إذ إن كل تلك الجهود نبعت من إيمان قيادتنا الرشيدة بأن النساء والرجال شركاء متساوون في المجتمع، وأن توفير الفرص المناسبة للنساء وإتاحة المجال للتعبير عن قدراتهن يصبّ في مصلحة الارتقاء بحاضرهن ومستقبلهن، ويحقق دورهنّ كشريكات فاعلات في بناء الوطن”.
وأوضحت بن كرم أن الإحصاءات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بمجالات التعليم، تشير إلى أن المرأة تحتل المرتبة الأولى للمؤشر الفرعي لمعدل معرفة القراءة والكتابة في الدولة بنسبة 95.8٪، كما أن 77٪ من النساء الإماراتيات يلتحقن بالتعليم العالي بعد المدرسة الثانوية ويشكلن 70٪ من مجموع خريجي الجامعات في دولة الإمارات، فيما تشغل النساء ثلثي وظائف القطاع العام في الدولة.
واستعرضت بن كرم خلال مداخلتها السمات المشتركة التي تربط دولة الإمارات بجمهورية البرازيل، حيث تلتزم الدولتان بشكل راسخ بالنهوض بالمرأة وتمكينها، وتقديم كل الأدوات الضرورية اللازمة لها لتحقيق الإمكانات الكاملة على جميع الجبهات، مؤكدة أن هذا الحضور المهم للإمارة يجعلنا أمام مشهد جديد من مشاهد الشراكة ويبشر بعصر جديد من التعاون بين الدولتين في مختلف القضايا التي ترتبط بتمكين المجتمع بالمرأة.
الشيخة هند القاسمي: نعمل على تعزيز الشراكات مع سيدات الأعمال البرازيليات
من جانبها قالت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي أمام حضور الملتقى: “إن تحقيق الاندماج التام بين سيدات الأعمال والاقتصاد العالمي يسهم في بناء قدرات النساء المهنية، ويعزز من خبراتهنّ في مجالات التفاعل مع مختلف الأسواق التجارية حول العالم، الأمر الذي يصب في مصلحة تعزيز الناتج الاقتصادي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة”.
وأضافت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي:” تضم قاعدة المجلس 1515 من سيدات الأعمال، والمهنيات، والمنتجات، وطالبات الجامعات، والخريجات، اللواتي يمثلن 21 مجالًا متنوعًا مثل العقارات، والاستشارات القانونية، والتعليم، وإدارة الفعاليات، والفنون والحرف اليدوية، وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التجميلية، وغيرها، ما يشير إلى الوفرة والتنوّع في مجالات العمل التي تقودها النساء بدولة الإمارات وهذا أمر مهم لنطلع عليه نظيراتنا البرازيليات خلال هذه المشاركة الفاعلة”.
مريم الحمادي: حماية حقوق ومصالح النساء والأطفال والشباب أولوية إنسانية
بدورها قالت مريم الحمادي: منذ تأسيس دولة الإمارات في العام 1971 وحتى عام 2014، وصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة إلى 178 دولة عبر العالم، وبلغت قيمة هذه المساعدات 173 مليار درهم إماراتي، فيما أشارت إلى أن التبرعات المادية الانسانية التي قدمتها القلب الكبير وصلت إلى نحو 48 مليون دولار أمريكي استفاد منها 19 بلداً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سوريا، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، ومصر، وكينيا، وتنزانيا، والهند، وبنغلاديش، وإندونيسيا.