دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجيي الأسواق في FXTM
انطلق أسبوع تداولات الأسهم الأميركية بوصول مؤشرين إلى مستويات قياسية جديدة، ألا وهما ناسداك المركّب وراسلز 2000. وهذا الأداء الملفت هو استمرار للرالي الذي شهده يوم الجمعة الماضية بعد أن أظهرت الوظائف غير الزراعية الأميركية بأنّ الاقتصاد يندفع بأقصى قوّته وعلى جميع الصعد.
كما أنّ تراجع المخاوف من الوضع السياسي الإيطالي بعد تشكيل حكومة ائتلافية أعاد الحياة إلى شهية المخاطرة من جديد. لكنّ مشاكل أوروبا أبعد من أن تكون قد انتهت حتى الآن، ورغم أن بيانات الوظائف الأميركية جاءت أعلى من التوقعات، إلا أنها لم يجب أن تكون مفاجئة كبيرة نظراً للتحسّن المسجّل سابقاً في سوق العمل.
وأكثر ما يفاجئني هو حالة التراخي الموجودة لدى المستثمرين بخصوص قرار ترامب بفرض تعريفات جمركية على المعادن المستوردة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة.
لا يمكن تجاهل الحروب التجارية، وليس المرء بحاجة إلى شهادة الدكتوراه في الاقتصاد ليعلم بأنّ الحروب التجارية ستضر إضراراً شديداً بالاقتصاد العالمي.
والتفسير الوحيد لغياب ردود الأفعال السلبية من هكذا عناوين هو أنّ المستثمرين يعتقدون بأنّ ترامب سوف يتراجع بعد الحصول على صفقات أفضل من شركائه التجاريين.
ولكن ليس هناك أي شيء مضمون في هذا الصدد، وخطر تحوّل فرض تعريفات جمركية وفق مبدأ العين بالعين والسن بالسن إلى حرب تجارية شاملة ازداد ازدياداً كبيراً.
وما لم تصدر بعض الإعلانات الإيجابية، فإنني أعتقد بأنّ المستثمرين سينتقلون إلى المزاج الحذر على الأغلب.
تداولت أسواق العملات ضمن نطاقات عرضية ضيّقة في جلسة التداولات الآسيوية. وقد سجّل اليورو تراجعاً طفيفاً دون 1.17 في حين بالكاد تحرّك الجنيه الإسترليني والين الياباني.
ورغم أنّ الدولار الأسترالي كان العملة الأفضل أداءً البارحة مرتفعاً 1% مقابل الدولار الأميركي لكنّه لم يتحرّك على خلفية قرار المركزي الأسترالي بالإبقاء على السياسة النقدية كما هي.
أمّا في الجانب المتعلق بالبيانات، فمن المرجّح أن يؤكّد مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في منطقة اليورو بأنّ الاقتصاد قد استمر في تسجيل حالة من التباطؤ مع دخوله في الربع الثاني.
أمّا مؤشر معهد التوريدات الداخلية للقطاع غير الصناعي الأميركي فمن المتوقع أن يكون قد سجّل توسّعاً مستداماً في أكبر قطاع في الاقتصاد. وهذا يجب أن يكون إيجابياً بالنسبة للدولار الأميركي بالمجمل وخاصّة أن الفدرالي قد يبدأ في دراسة تسريع وتيرة عمليات رفع الفائدة.
تعافت أسعار النفط تعافياً طفيفاً من تراجعات يوم أمس، لكن التوقعات بتسجيل معروض أعلى من أوبك قد تستمر في الضغط على الأسعار. وقد تراجع الخام الأميركي من السعر المرتفع البالغ 72.83$ المسجّل يوم 22 مايو/ أيار إلى سعر متدنّ بلغ 64.57$ يوم أمس.
وسيتقرّر ما إذا كان التراجع في الأسعار هو مجرّد عملية جني أرباح أم تغيّر في التوجّهات يومي 22 و23 يونيو/ حزيران عندما يجتمع أعضاء أوبك في فيينا.