دبي – خاص
بقلم/ لوكمان أوتونجا، محلل الأبحاث في FXTM
في خطوة كانت بمثابة ضربة قوية ومؤلمة للمعنويات العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء أن الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاق النووي “المعيب” مع إيران.
وكانت الأسهم الأمريكية قد أغلقت بشكل متباين في أعقاب هذه الأنباء في حين شهدت أسعار النفط تقلبًا بين الصعود والهبوط، حيث كان المستثمرون يدرسون العواقب السلبية المحتملة لقرار ترامب. وكان الرئيس الأمريكي قد استخدم عبارات شديدة اللهجة للغاية خلال هذا الإعلان ولم يتخلى عن وجهة نظره ووصف الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بأن اتفاق “معيب” في جوهره.
صحيح أنه كان من المتوقع على نطاق واسع أن ترامب سوف ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ولكن الأمر الذي من المرجح أن يظل مؤثرًا على الأسواق هو التهديد بأنه سوف يعاقب من يساعدون إيران. وتشجع هذه المخاطر برمتها المتداولين على تسعير علاوة مخاطر جيوسياسية جديدة، ومن المحتمل أن يُنظر إلى تهديد ترامب بأنه يمثل ضربة لحلفاء الولايات المتحدة. وقد كان هناك تهديد في لهجة ترامب الشديدة حول العلاقات الأمريكية مع حلفائها الأوروبيين، ولاسيما وأن كل من فرنسا وبريطانيا قد طالبتا ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن كل من الصين وروسيا يشكلان جزءًا من الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التوصل إليه في عام 2015. وكانت العلاقة بين ترامب وهذين البلدين قد أصبحت مثيرة للتساؤلات في الأسابيع الأخيرة. وما يعنيه كل ذلك للأسواق المالية هو أن القلق يمكن أن يتصاعد بشأن إمكانية حدوث جولة جديدة من التوترات الجيوسياسية. وقد زاد من القلق التصريحات التي صدرت على الفور من إيران بأنها تستعد لإعادة تخصيب اليورانيوم، والذي يشكل العنصر الأساسي لصنع أسلحة نووية
ويجري النظر إلى احتمال تصاعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط في أعقاب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران بوصفه عاملاً مشجعًا للإحجام عن المخاطرة. ومن المرجح أن تؤدي بيئة العزوف عن المخاطرة إلى تفكير المتداولين في الهروب إلى الأصول الآمنة، حيث سيكون المستفيدين المحتملين هما الذهب والين الياباني.
الدولار يقفز لأعلى مستوياته في 2018
يبدو أننا مقبلين على أسبوع آخر من الارتفاع القوي للدولار الأمريكي، والذي قفز فوق مستوى 93.25، وهو أعلى مستوى له هذا العام أمام سلة من العملات الرئيسية.
وبفضل تبني البنك المركزي الأمريكي لتشديد السياسة النقدية، يتحرك الفرق في أسعار الفائدة في مصلحة الدولار الأمريكي. وتشير حركة السعر إلى أن الثيران قد عادوا للظهور بقوة، كما أنه من المتوقع أن يشهد الدولار الأمريكي مزيدًا من الصعود في ظل تزايد التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية. وبالنظر إلى الصورة الفنية، ما يزال مؤشر الدولار يتحرك بشكل صعودي قوي على الرسم البياني اليومي. ويمكن أن يؤدي الاختراق الحاسم والإغلاق اليومي فوق مستوى 93 إلى تشجيع تسجيل المؤشر لمزيد من الارتفاع إلى مستوى 93.50.
السلع تحت المجهر – النفط الخام الأمريكي
دخل ثيران النفط إلى المشهد صباح اليوم الأربعاء بعد انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي مع إيران. وهناك مجال لأن يحقق خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا في المدى القريب، حيث إن المخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تشعل القلق بشأن احتمال انقطاع الإمدادات.
وبالنظر إلى الصورة الفنية، ما يزال خام غرب تكساس الوسيط يتحرك بشكل صعودي قوي على الرسم البياني اليومي. ويقوم الخام بشكل مستمر بتكوين قمم أعلى من القمم السابقة وقيعان أعلى من القيعان السابقة، في حين أن مؤشر الماكد يستقر في الجانب الصعودي. ويمكن أن يؤدي الإغلاق اليومي القوي فوق مستوى 70 دولار إلى تشجيع المزيد من الارتفاع نحو مستوى 71.10 دولار. وعلى العكس، فإذا عجز الثيران عن المحافظة على الأسعار فوق مستوى 70 دولار، سيكون المستوى التالي الذي يمكن أن تهبط إليه الأسعار هو 69.30 دولار.
الدولار القوي يعاقب الذهب
من المرجح أن يواصل الدولار الأمريكي الآخذ في الارتفاع بقوة معاقبة الذهب هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من أن المعدن الأصفر قد حظي بالدعم في بادئ الأمر بفضل القلق الذي أعقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بشأن إيران، ولكن الذهب فقد المكاسب التي حققها بعد ذلك بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي. وما يزال الذهب معرضًا لتكبد المزيد من الخسائر، ولاسيما عند الأخذ في الاعتبار أن ارتفاع الدولار الأمريكي ما يزال موضوعًا مهيمنًا في السوق.
وبالنظر إلى الصورة الفنية، يمكن أن يتحول الدعم السابق حول مستوى 1324 دولار إلى مقاومة قوية، مما سيشجع الهبوط إلى مستوى الدعم النفسي عند 1300 دولار.