دبي – خاص
في العام 2018، يسلط مصنع جيجر- لوكولتر الضوء مرة أخرى على الحِرَف الفنية النادرة لديه “MÉTIERS RARES” وعلى الحرفيين الفنانين الذين يقومون بممارستها، وذلك من خلال مجموعة من ثلاث ساعات ريفيرسو. على كل وجهٍ من الوجهين في كل ساعة هناك رسمٌ مُصغّر، حيث تستنسخ هذه الرسوم لوحات الفنان السويسري فيرديناند هودلر باستخدام رائع لتقنيتي النقش والرسم بالمينا.
في تخليد للذكرى المئوية على رحيل هودلر، تم اختيار المناظر الطبيعية والجبال والبحيرات، التي تعتبر مميّزة في رسوماته، لتزدان بها ساعة “ريفيرسو تريبيوت إينامل”. صُنِعَ قفص هذه الساعة الأيقونية، بما تحمله من طابع وأسلوب آرت ديكو، من الذهب الأبيض، وقد تم تصميمها خصيصاً لتكون خلفيةً مثاليةً للرسم المُصغر بمادة المينا.
تُطلَقُ الموديلات الثلاثة بإصدارٍ محدود: ثمانية قِطَع من كل موديل
الحِرَف الفنيّة النادرة “MÉTIERS RARES” في جيجر- لوكولتر تحتفل برسومات فيرديناند هودلر الفنية
يوجد على الوجه الأمامي للساعة تزيين مُضفّر رائع – غيوشيه – قام به حِرَفي التضفير لدى جيجر- لوكولتر باستخدام آلة تعود إلى مئة سنةٍ خلَت، ويتطلب هذا العمل خبرةً عميقة وسنين عديدة من الممارسة، أما نتيجة هذا العمل فقد كانت رائعة إذ أضفت على الميناء، من خلال تشكيلات صغيرة بشكل المُعيّن، انطباعاً يراه الناظر كأنه نوعٌ من النسيج الدقيق صاغته البراعة والأداء الدقيق. ومن ثم تمت تغطية هذا النقش الرائع بمادة المينا الشفافة، أما اللون فقد اختير بعناية ليتناغم مع الدرجة اللونية للرسم الذي تم إبداعه على الوجه الخلفي.
على الوجه الخلفي للساعة، تستمر أعمال النقش الحِرَفية مع خطوط تتبع إطاراً أنيقاً لكل رسم من اللوحات التي شُكّلَت بالمينا. ويعتبر هذا العمل المذهل فريداً بامتياز على كل موديل من الموديلات الثلاثة ويعزز من جمالية هذه اللوحات، ويُشكل وحدة متكاملة متناغمة مع الأخاديد الثلاثة التي تمثل رمزاً مميّزاً من رموز ساعة ريفيرسو.
عملٌ فنيّ مكتمل صاغته تقنية المينا النارية – Grand Feu
لقد استُلهِمَت سلسلة “ريفيرسو تريبيوت إينامِل” من لوحات فيرديناند هودلر الرائعة والتي تُعتَبرُ تُحَفاً بكل معنى الكلمة. ولتذكيرنا بواحدةٍ من لوحات هودلر الفنية المهيبة التي ينبثق منها الصفاء والسكينة، قام حِرَفي المينا الماهر، على مدى أكثر من خمسين ساعة من العمل المضني على كل ساعة، بإعادة استنساخ اللوحة الأصل بأقصى قدرٍ من الأمانة.
مع كل لوحةٍ كان هناك تحديّات خاصة بتلك اللوحة، وقد واجه حرفيو المينا لدى جيجر- لوكولتر هذه التحديات ببراعة وخبرةٍ وصبر. فالصعوبة الرئيسية تكمن في إعادة إبداع الرسم الأصلي على المساحة المتاحة على ساعة ريفيرسو والتي لا تتجاوز أبعادها 2X3 سم.
اللوحة: بُحيرة جنيف مع قمة مون بلان في ضوء الصباح، من عام 1918، الأبعاد: (74X150 سم)
هنا اللوحة الأصل مرسومة بالألوان الزيتية على قماش الرسم “كانفاس”، وقد كان من الضروري والأساسي عند استنساخ هذه اللوحة الحصول على نفس الضوء الصباحي الوردي والذهبي، وقد تطلب ذلك الكثير من الجهد، حيث تم اختيار اللون الرمادي الفاتح الدافئ للوجه الأمامي للساعة ليتناغم مع ألوان اللوحة. وبما أن السماء تبدو ممتزجةً مع البحيرة، فقد تم التعبير عن هذا التمازج اللوني المثير من خلال بُقَعٍ صغيرة من اللون تحاكي تصوير المناظر الطبيعية للسكينة والسلام.
اللوحة: بحيرة ثون مع انعكاساتٍ متناظرة قبل الشروق، من عام 1904، الأبعاد: (89X100 سم)
تُبرِزُ هذه اللوحةُ مشهداً أكثر إشراقاً، لذلك تَركّزَ عمل الحِرَفي الفنان على خلق ظلالٍ زرقاء تكشف عن الجبال. وتتجلى الروعةُ في الطريقة التي تظهر فيها الصخور على أرضيةٍ من ظلالٍ لونية خضراء من خلال شفافية الماء مما ألهمَ حِرَفي المينا للبحث عن اللون الصنوبري الأخضر لتزيين وجه الساعة الأمامي. أما عمل فيرديناند النمطي على موضوع التناظر فقد كان من السهل مطابقته بتقنية الرسم بمادة المينا.
اللوحة: بحيرة ثون، انعكاس متناظر، عام 1909، الأبعاد: (67.5X92 سم)
تُصوّر اللوحة الثالثة انعكاس جبال الألب على الماء في اللحظات الأخيرة من ضوء النهار، وهنا تدور في الخاطر ذلك الهدوء الذي تتمتع به بحيرة دو جو، وذلك من الانعكاسات الصافية الناعمة، التي تُحاكي المرآة، للظلال الزرقاء والبيضاء. وقد اختيرت المينا الشفافة باللون الأزرق السماوي الفاتح لتغطية النقش المُضفر – غيوشيه.
أيقونة في عالم آرت ديكو تعرِض تحفة فنانٍ مُبدِع
بأناقتها الرمزية القادمة من عالم آرت ديكو، وبتفاصيلها الرائعة، من علامات الساعات المشطوفة الأوجه المُركبة على الميناء وعقاربها الجميلة من طراز دوفين إلى مسار الدقائق الذي يقع في قلب الميناء، تُشكّلُ ساعة “ريفيرسو تريبيوت إينامِل” خلفية أصلية راقية وقاعدةً للأعمال الحِرَفية النادرة “MÉTIERS RARES”، وخاصة لحرفيي المينا. إنها استمراريةٌ لسلسلة مصنع جيجر- لوكولتر من ساعات ريفيرسو التي تضم أعمال المينا. لقد تم تكريس هذه القِطَع الثلاث للفنان المبدع فيرديناند هودلر وما من شك بأنها ستستهوي عشاق الفن وتأسر أنظارهم بحضورها وروعة تشكيلها. وهي بنفس الوقت أسلوبٌ آخر لمشاركة الخبرات الثمينة للحِرَف الفنية اليدوية النادرة “MÉTIERS RARES” التي تُمارَسُ تحت سقف مصنع جيجر- لوكولتر، وللتعبير عن انفتاح الدار العريقة – غراند ميزون على عالم الفن والثقافة.
فيرديناند هودلر (1853 – 1918) رسّام سويسري يُكرّم عام 2018
تُصادف هذه السنة الذكرى المئوية على رحيل فيرديناند هودلر الذي تُوفي في جنيف عام 1918، وهي فرصة لعالم الفن وعلى الأخص للمتاحف السويسرية الرئيسية لتكريم هذه الشخصية التي تعتبر بحق رمزاً وأيقونةً في فن الرسم السويسري
تُكرّم جيجر- لوكولتر هذا الفنان السويسري الذي تستحضر لوحاته إلى الذاكرة فالي دو جو مهد مصنع جيجر- لوكولتر، حيث رأى النور عام 1833. وبالتوازي مع المناظر الطبيعية التي رسمها فيرديناند هودلر يُشارك رؤيته لمنظومة الطبيعة من خلال تعبير بسيطٍ وواضح عن العالم كاشفاً عن بعدٍ كوني حاضرٍ في كل عملٍ من أعماله.