دبي – أسماء الأمين
على مدى أكثر من عشر أعوام قامت دار كريستس بتكريس تقاليد فنية جددية في منطقة الشرق الأوسط، وأول مافعلته الدار ولاقى صدى مميزاً كان عندما قامت العام الماضي بنقل موسم مزادات شهر أكتوبر من دبي إلى لندن بهدف إيصال الفنون الشرق أوسطية إلى شريحة أكبر من مقتني الأعمال الفنية، ومتذوقي الفن من حول العالم. وأكدت نسب المبيعات التي بلغت 85 بالمائة النجاح الكبير لهذه الخطوة.
في حديث لرواد الأعمال العربية قال ديفيد أيرل سنودون، الرئيس الفخري لدار كريستيز في أوروبا والشرق الأوسط: “تواصل كريستيز حضورها ونشاطها في منطقة الشرق الأوسط بتنظيم اثنين من المزادات الهامة لها هي مزاد الأعمال الفنية المعاصرة ومزاد الساعات، اللذين ينظمان بالتزامن مع احتفالية آرت دبي الفنية. وسيتميز مزاد الساعات لهذا العام بأعلى قيمة له على الإطلاق منذ انطلاقة هذه الفئة من المزادات في المنطقة. ومنذ مزاد أكتوبر الماضي في لندن، استقطبت الأعمال الفنية من المنطقة اهتماماً ملحوظاً من شريحة أوسع من مقتني الأعمال الفنية من مختلف أنحاء العالم. وشكل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، واستحواذ المنطقة مؤخراً على الأيقونة الفنية “سالفاتور مندي” للفنان ليوناردو دافنشي، دلالة أخرى على الأهمية والتطور الكبير للمشهد الثقافي والفني في المنطقة”.
وقاد مايكل جيها أعمال كريستيز في المنطقة منذ افتتاح مكتبها في دبي في العام 2005، حيث ساهم في تطوير مفاهيم جديدة للمزادات بما فيها قسم كريستيز للتعليم Christie’s Education؛ كما ساهم في جمع أكثر من 20 مليون دولار لأغراض خيرية. وبالإضافة إلى النجاحات الكبيرة التي شهدتها مزادات الدار، شهدت هذه الفترة أيضاً ازدهاراً ملحوظاً في المشهد الفني مع بروز العديد من الصالات الفنية التي كان لها دور كبير في تطوير المواهب الفنية ودعم المقتنين. وقد لعبت مواسم المزادات المتعددة وافتتاح المتاحف والهيئات الفنية المتنوعة إلى جانب المقتنين الفنيين دوراً هاماً ومحورياً في تطوير المشهد الفني المميز في الإمارات.
وعلى مدار مسيرتها المهنية الحافلة التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، ساهمت هالة الخياط في تقييم أكثر من خمسة آلاف عمل فني والتي تم عرض أكثر من نصفها للبيع خلال مزادات الدار، كما شهدت تحقيق أعلى رقم لعمل فني يتم بيعه من منطقة الشرق الأوسط عندما بيعت لوحة (الجدار) للفنان برويز تانافولي مقابل 2.8 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى اشرافها على بيع المجموعة الفنية الخاصة الأولى والوحيدة من منطقة الشرق الأوسط، والتي تم بيعها بالكامل.
وسيعمل مايكل جيها وهالة الخياط من الآن فصاعداً على تطوير اتجاهين هامين هما: الحاجة إلى مواد بحثية ومرجعية حول الفنانين من منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الكتب والكاتالوجات للمساعدة في توثيق الأعمال والتحقق من ملكيات الفنانين، الأمر الذي يساعد في زيادة وتعزيز مستويات الثفة في السوق. أما الاتجاه الثاني فيتمثل في العمل على زيادة جودة الأعمال الفنية المعاصرة المتاحة للبيع في المزادات بحيث يتحقق عامل التنوع والدعم للسوق الفنية الخاصة بهذه الأعمال.
وتتضمن مزادات الأعمال الفنية الشرق أوسطية الحديثة والمعاصرة أعمالاً فنية مميزة لفنانين من العراق، وتركيا، وسوريا، وإيران، ومصر، ولبنان، والمغرب، وتونس، والسودان. ويواصل مزاد الساعات الهامة، الذي يقدم هذا الموسم 219 ساعة نادرة، استقطاب المقتنين الجدد منذ انطلاقته في شهر أكتوبر من العام 2013. وتشهد هذه الفئة طلباً كبيراً على الساعات الفريدة والنادرة، كما تشهد اهتماماً ملحوظاً على الساعات الخاصة بالسيدات.