ايمان مصطفى – خاص
زاد الطلب على المحتوى العربي بحوالي 40% في الفترة من 2011 وحتى عام 2016. كما أظهرت دراسات أجرتها جامعة “نورث ويسترن” القطرية، ارتفاع في معدل الطلب على المحتوى المحلي من سكان الدول العربية بنسبة 13% في الفترة من 2013 وحتى 2015.
وبنظرة تحليلية بسيطة نصل على تلك الزيادات قد تكون ناتجة ن ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت العرب ليصل إلى حوالي 200 مليون مستخدم في 2017، بواقع 43% من إجمالي سكان الدول العربية. ويمثل المستخدمون العرب 5.6% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في العالم، بينما يمثل المحتوى العربي 0.8% من إجمالي المحتوى الرقمي.
ومن المثير للدهشة معرفة أن متحدثي اللغة الهولندية يبلغ عددهم 23 مليون مستخدم، بينما يفوق معدل توفر محتوى اللغة الهولندية ذلك المتاح على الشبكة باللغة العربية. ينبئ ذلك عن وجود فرصة كبيرة لمزودي خدمات المحتوى العربي في العثور على فرص عمل سواء، ولاسيما في إطار العمل الحر Freelancing، أو بنظام التعهيد Outsourcing.
وللاستفادة من كعكة العرض والطلب الكبيرة بالأسواق العربية فيما يتعلق بالمحتوى العربي الآن، انطلقت “كاف تاب” Kaftab، على يد مؤسسها حسام الغيلاني، في يناير الماضي، كمنصة تقوم بدور همزة وصل بين طالبي المحتوى العربي الكتابي ومزوديه، وهي لاتزال في مرحلة الإطلاق التجريبي.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن المنصة ورحلة المؤسس، كان لنا هذا اللقاء في انتربرنور العربية.
حدثّنا عن فكرة “كاف تاب”؟
كاف تاب هي منصة الكترونية متخصصة، تقدم الخدمات التقنية اللازمة لتمكين طالبي المحتوى العربي حول العالم، من الوصول إلى مطوري المحتوى من متحدثي اللغة العربية، لتطوير وإدارة وتنفيذ أعمال المحتوى.
تركز كاف تاب في المرحلة الحالية على تقديم الخدمات الالكترونية اللازمة، لتطوير وتنفيذ أعمال المحتوى المكتوب الموضوعي والإبداعي والالكتروني والترجمة، إضافة إلى خدمات المحتوى المساندة (كالتصميم والتحرير والتدقيق).
تستهدف “كاف تاب” تقديم خدماتها لتطوير المحتوى المرئي والمسموع في المراحل القادمة وذلك بالاعتماد على العلاقة المباشرة بين المحتوى المكتوب والمحتوى المرئي والمسموع.
يتطلع فريق عمل “كاف تاب” إلى تمكين مختلف أشكال المحتوى (المكتوب والمرئي والمسموع) من التكامل مع بعضها البعض، وذلك بأن تعكس الصورة المرئية والكلمة المسموعة روح النصّ، وأن يمكن للنص المكتوب أن يساهم في خلق محتوى إبداعي للصوت والصورة، وذلك دون إخلال بأصالة اللغة العربية، وبالتواؤم مع التغيرات التي يشهدها العالم.
كيف نشأت الفكرة؟
نشأت فكرة المشروع من التغيرات التي شهدتها وتشهدها صناعة المحتوى العربي، والتحول المتسارع نحو المنصات الرقمية والمحتوى الرقمي، وما تبع ذلك من فجوات في بنية هذه الصناعة (على مستوى العرض والطلب) لم تستطع المنصات التقليدية التعامل معها.
ما هي خلفيات المؤسسين المهنية؟
يعمل على تطوير “كاف تاب” وتنفيذه شركاء جاءوا من خلفيات مرتبطة بهذه الصناعة (صحافة وطباعة ونشر وإدارة فعاليات وتسويق وصناعة للمحتوى)، لكن أيضاً بخلفيات تقنية وإدارية وتجارية وبتجارب ريادية سابقة، وبشبكة علاقات واسعة ومتنوعة بين العمل الإعلامي والتسويقي وإدارة النشر والطباعة وإدارة الفعاليات وإدارة المشاريع التقنية وقطاعات أخرى.
ساهم ذلك في وضع نموذج عمل تجاري، يستهدف الاستدامة والتطوير، وخلق قيمة مضافة لهذه الصناعة وفق نظرة استراتيجية طويلة المدى.
ويراهن مؤسسو “كاف تاب” على أن هذا المشروع يتماشى تمامًا مع متغيرات الصناعة المتوقعة مستقبلًا.
ما هي طرق جني العوائد؟
تعمل “كاف تاب” وفق نموذج عمل تجاري يمكنها من الاستدامة ومن العمل بكفاءة وتنافسية مع مراعاة تنويع مصادر الدخل، سواء كان ذلك من خلال الخدمات الالكترونية التي تقدمها المنصة، أو من خلال خدمات الإدارة والتطوير والاستشارات التي تقدمها “كاف تاب” عبر فريق عملها من خلال خدمة “كاف أعمال”.
هل تبحثون عن استثمارات حاليًا؟
تعتمد “كاف تاب” حالياً على تمويل ذاتي في تنفيذ وتحقيق أهداف المرحلة الأولى تطويرياً وتشغيلياً، وللتأكد من كفاءة النموذج التجاري، وستعتمد “كاف تاب” على فرص الأعمال المتاحة وخيارات النمو ومتطلبات التطوير والتشغيل اللازمة لها، وهو ما سيبحثه الشركاء بنهاية العام المالي الحالي.
ما هي خططكم التوسعية؟
استراتيجية النمو في “كاف تاب” تعتمد على التوسع والتنويع لطالبي المحتوى ومطوري المحتوى على حد سواء. مفهومنا في “كاف تاب” أن كلاً من طالب المحتوى ومطور المحتوى هم عملاء لـ”كاف تاب”. لذلك فإننا نعمل بالتوازي والتوازن لتحقيق التوسع والتنوع في قاعدة مطوري المحتوى القادرين على تنفيذ أعمال المحتوى بجودة وكفاءة وفاعلية، وأيضاً تحقيق التوسع والتنوع لقاعدة طالبي المحتوى.
نظرًا لنوعية وتنوع الخدمات التي تقدمها “كاف تاب”، فإننا نستهدف الوصول بأعمالنا لمناطق جغرافية أبعد من السعودية والخليج التي نتواجد فيها عن قُرب، وقد وضعنا التصور اللازم لتحقيق ذلك خلال فترة التأسيس ووضع النموذج التجاري، ونعمل حاليًا وبطريقة مرحلية على تنفيذ هذه الخطة.
ما هي سبل التسويق المتبعة لديكم؟
نظرًا لكوننا في فترة الاطلاق الأوليّ للمشروع، ونظراً لآلية تقديم الخدمات التي تقدمها “كاف تاب”، فإننا نعتمد حاليًا على التسويق المباشر بالتواصل النوعي مع العملاء (سواء كانوا من طالبي المحتوى أو من مطوري المحتوى)، وذلك لتأسيس القواعد اللازمة للانطلاق.
وضعنا التصور الأوليّ لوسائل التسويق الأخرى التي يمكن لنا الاستفادة منها في إيصال “كاف تاب” لعملائها المحتملين، ونأخذ في اعتبارنا مراعاة الظروف السوقية وملائمة هذه الوسائل للعملاء واحتياجهم والطلب على أعمال المحتوى.
كيف تواجهون المنافسة إقليميًا؟
نعتقد في “كاف تاب” بأن قطاع الخدمات الرقمية المرتبطة بأعمال المحتوى لا زال في طوّر التشكُل والنمو، ونحن نتابعه عن قرب كوننا جزءاً منه، ونعمل دائمًا على تقديم خدمات نوعية ذات قيمة مضافة تضمن لنا الاستدامة على المدى الطويل، وهو ما يهمنا في الفترة الحالية.