دبي – خاص
“لا تضع البيض كله في سلة واحدة، فإذا ما انكسر المقبض خسرت كل شيء“
عرفت البشرية مفهوم التنويع لفترة طويلة، وفي الأغلب فإن هذا المفهوم صحيح في جميع جوانب الحياة. مثلا يحتاط المزارع في رهاناته من خلال زراعة المحاصيل المتعددة، فيساعده هذا على تقليل مخاطر الاعتماد على محصول واحد.
يكتسب هذا المفهوم أهميته القصوى في مجال تخصيص الأصول، لأن هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأهداف المالية طويلة الأمد. وبالنظر إلى حالة مستثمر قد استثمر فقط في شركة التصوير الفوتوغرافي “كوداك”، كان هذا الشخص ليفقد كل مدخراته مع التحول من التصوير الفوتوغرافي إلى الوضع الرقمي والهواتف الذكية. التعطل هو قاعدة الحياة، فالموسوعات قد استُبدلت بجوجل، ووكلاء السفر حل مكانهم مواقع السفر عبر الإنترنت، والفنادق يزاحمها موقع “إير بي إن بي”، والتاكسي تراجع أمام أوبر، والقنوات التلفزيونية تخسر عرشها أمام “نيتفليكس”. وفي ظل صعوبة التنبؤ بأداء القطاعات نجاحًا أو فشلًا في القرن الحادي والعشرين، تبرز في ظل هذا السيناريو فائدة التنويع كاستراتيجية ذات أهمية قصوى. فمن الفوائد الرئيسية لهذه الاستراتيجية: تقليل مخاطر الخسارة إلى حدها الأدنى والحفاظ على رأس المال وتوليد العائدات، فقد صُمم التنويع للمساعدة في الحد من تقلبات حافظتك مع مرور الوقت.
يمكن تصنيف الأصول إلى فئات مختلفة، مثل الأسهم والسلع والسندات والفوركس (النقد الأجنبي)، والحافظة المتنوعة تعني وجود أصول موزعة عبر هذه الفئات. تؤدي بعض فئات الأصول أداءً جيدًا في ظل ظروف معينة، ويضمن التنويع ألا يُفوِّت المستثمر الفرص السانحة.
وستساعدنا النصائح التي يقدمها السيد بال كريشين الرئيس التنفيذي لشركة العصر للوساطة المالية أن نستوعب هذا المفهوم استيعابًا أفضل:
- أسعار السلع الأساسية في أدنى مستوىً لها في 50 عامًا بالنسبة للأسهم، مما يعني أن العودة إلى المستوى المتوسط ستعطي للمستثمرين عوائدًا كبيرة.
- المستثمر الذي يُركّز فقط على الأسهم لن يكون قادرًا على الحصول على عائدات من أسواق السلع.
- وفي الوقت نفسه، تبلغ الأسهم العالمية أعلى مستوياتها عبر سنوات متعددة، وأي علامة على الركود في السنتين المقبلتين قد تؤدي إلى سقوط كبير.
- ستؤدي الأحداث الجيوسياسية مثل الصراع في كوريا الشمالية أو إيران إلى زيادة التقلبات في الأسواق.
- يلجأ المستثمرون إلى السندات أو الذهب أو العملة مثل الين الياباني في أوقات عدم اليقين أو خلال سقوط السوق لأنها تعتبر من أصول الملاذ الآمن. لذلك فوجود السندات أمر لازم في أي حافظة.
من المهم أن نتذكر أن التنويع لا يضمن عدم الخسارة، ولكنه يساعد في التقليل من المخاطر والوصول إلى الأهداف المالية طويلة الأجل.