دبي – اسما الأمين
أعلنت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي “دافزا” عن افتتاح حاضنة “غودفورس لاب – Goodforce Lab” وهي أول حاضنة للابتكار تعمل على تحويل قصص الشركات الناشئة في قطاعات الاقتصاد الإسلامي وصناعات الحلال إلى قصص نجاح عالمية، حيث ستعمل الحاضنة على إنعاش السوق الإسلامية من خلال بناء منصة لتطوير المشاريع، وذلك عبر اختيار نخبة من الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة عالميًا بهدف دعمها لتوليد إيرادات سنوية بقيمة 50 مليون دولار أمريكي وإحداث أثر اجتماعي ملموس.
وتم تدشين الحاضنة الجديدة بدعم من “دافزا”، إحدى المناطق الحرة الرائدة عالمياً، ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، الجهة المسؤولة عن تعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، وتيكنوليرا الرائدة في بناء الشراكات واستقطاب رؤوس الأموال للشركات الناشئة، وهي منظمة دولية مكرسة لتعزيز الممارسة الأخلاقية في مجال الأعمال التجارية.
وتم افتتاح حاضنة “غود فورس لاب” في احتفال خاص شهد حضور ناصر المدني، مساعد المدير العام في دافزا، وآمنة لوتاه، مساعد المدير العام لقطاع المالية والعمليات التجارية وعلاقات المتعاملين، المشرف على وحدة الابتكار والمستقبل في دافزا، وسعيد خرباش نائب المدير التنفيذي الاستراتيجية والتخطيط في مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، ورفيع الدين شيكو، مدير “غودفورس لاب – Goodforce Lab” المدير التنفيذي لشركة “دينار ستاندارد” بمشاركة نخبة من رواد الأعمال وخبراء في مجال الاقتصاد الإسلامي والمستثمرين، وذلك احتفاء بشهر الإمارات للابتكار.
ناصر المدني قال لمجلة رواد الأعمال على هامش الافتتاح:” تهدف الحاضنة إلى مساعدة الشركات والشركات الناشئة في إنشاء وإدارة أعمالهم وتطويرها لتصبح شركات عالمية مدفوعة بتحقيق أثر اجتماعي. كما وتقدم “غودفورس لاب – Goodforce Lab” مجموعة من الخدمات الرئيسية للشركات الراغبة في تأسيس وتطوير أعمالها، بدءاً من التصميم والتسويق، وإدارة العمليات وتقديم أحدث التقنيات المتطورة، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة بالنمو المالي والتأثير الإجتماعي ولإطلاق مكامنها التجارية و الإستثمارية.
تركز أكثر من 400 شركة ناشئة على نمط الحياة الإسلامية منذ إطلاقها قبل خمس سنوات. ومنذ ذلك الحين، تم إنشاء منظومة تضم أكثر من 2500 شركة في هذا المجال. وتعاني معظم الشركات الناشئة العاملة في قطاعات الاقتصاد الإسلامي والتي تندرج ضمن إطار السوق الأخلاقية الكثير من المشكلات، فتصارع من أجل النمو والبقاء، في الوقت الذي تواجهها العديد من الصعوبات والتحديات التي تتمثل بغياب أي نمو في الإيرادات”.
وأضاف المدني ناصر المدني “تؤكد استضافتنا لـ “غودفورس لاب – Goodforce Lab”، على دورنا المحوري كشريك أساسي وفعّال في ترسيخ مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي وتعزيز موقعها كمركز عالمي له ومرجع للمعايير والابتكار في كافة قطاعاته. حيث ستلعب هذه الحاضنة دوراً محورياً في دعم الصناعات الإسلامية وتطوير قطاع الحلال ونشر نمط الحياة الإسلامي الذي يجمع الثقافة والفنون والسياحة العائلية حول العالم”. وأضافت لوتاه: “تعزز هذه المبادرة أهداف استراتيجية دافزا للاقتصاد الاسلامي التي أتت تماشياً مع استراتيجية “دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي”، حيث تهدف إلى تنمية قطاعات هذا الاقتصاد بمختلف تشعباتها، بما يحقق مكامنه ويدعم سياسة التنويع الاقتصادي التي تعتمدها دولة الإمارات، فضلاً عن خلق بيئة مشجعة على الابتكار والاستثمار المستدام والتنمية الحقيقية، بغية دعم مجموعة المبادئ والاصول الاقتصادية الواردة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي تحكم نشاط الاقتصاد الاسلامي”.
من جهته قال رفيع الدين شيكو، مدير شركة “غودفورس لاب – Goodforce Lab”، والمدير التنفيذي لشركة “دينار ستاندارد”: “نؤمن بأن رؤية وأهداف الاقتصاد الإسلامي تتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستثمار في التأثير الاجتماعي، حيث أشار تقرير صادر “جلوبال إمباكت إنفيستيج نيتورك” إلى استثمار ما يصل إلى 22 مليار دولار أمريكي في أصول مدفوعة بالأثر، بما فيها الشركات الناشئة في مراحلها الأولية التي ارتفعت بنسبة 20% في العام 2017، ولكن القليل من هذه الاستثمارات حدثت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولهذا جاء إطلاق الحاضنة الأولى من نوعها مع نموذج تأسيسي يركز على الشراكات المستدامة مع عدد من الشركات وإحداث تأثير اجتماعي عالمي.
وأضاف: “لا يمكننا في هذا الإطار إلا أن نشكر شركائنا الإستراتيجيين وفي مقدمتهم سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي “دافزا” و”مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي”، الذين يقدمان الدعم الكامل والخبرات المطلوبة سواء في عالم الاستثمار أو في كيفية تنمية الاقتصاد الإسلامي في المنطقة والعالم، ولعل هذا ما يزيد ثقتنا ويعطينا القدرة الكافية لتحقيق أهدافنا.”
وقال عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي:” نستكمل من خلال هذه المبادرة خطتنا الاستراتيجية في تصميم مبادرات تدعم الشركات الناشئة التي تتطلع إلى الاستفادة من إمكانيات النمو التي يتيحها الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الإسلامي”.
وأضاف: “نؤمن بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة تلعب دوراً محورياً في تنشيط الاقتصاد بشكل عام ونجاحها يشكل مؤشراً لتقدم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تنتهجها الدولة ضمن خطتها لاقتصاد ما بعد النفط. كما أن منظومة الاقتصاد الإسلامي ترتكز في نجاحها على مدى استقطابها لهذه الشركات التي يتمحور نشاطها حول الإنتاج والمعرفة والعلوم والتقنيات الحديثة، مما يعني أن نموها وازدهارها ينعكسان إيجاباً على منظومة نمط الحياة الإسلامي ومسيرة دبي لتكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي التي تتطلع إلى إحداث تغيير في المسارين الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم ودعم استدامة التنمية.”
ويتضمن نطاق عمل “غودفورس لاب – Goodforce Lab” مجموعة من قطاعات الاقتصاد الأخلاقي العالمي النشطة، أبرزها صناعات الأغذية والتمويل والتعليم وقطاعات أسلوب الحياة. في حين تتميز الحاضنة الأولى من نوعها في المنطقة والعالم في تذليل العقبات أمام الشركات الناشئة، وفسح المجال أمامها للنمو والتوسع نحو أسواق عالمية جديدة وواسعة، لتتحول قطاعات الاقتصاد الإسلامي الأخلاقية إلى قطاعات عالمية تغزو الأسواق الأخلاقية والاسلامية، يسودها العدل والشفافية فضلاً عن المصداقية التي تسود المنتجات والخدمات. ويتمثل الهدف الأسمى الذي يقف وراء هذه المبادرة، في تعزيز الشركات المالية الإسلامية لتنافس على المستوى العالمي، إضافة إلى تحويل المنتجات المحلية إلى منتجات عالمية ذات تأثير إجتماعي وأخلاقي كبير.
قامت مجموعة من الشركات الناشئة بالانضمام إلى الحاضنة بهدف تحقيق النمو وزيادة رأس مالها وتحسين إنتاجيتها، في مقدّمها: “غرومادا – Growmada” المنصة الإلكترونية لبيع منتجات الحرفيين من مختلف البلدان النامية، و”وقف 2.0 – Waqf 2.0″ وهي منصة سحابية لإدارة حلول الأوقاف ، و”زيليج – Zileej” التي تعتبر شركة متخصصة بالمنتجات الترفيهية الهادفة، و”ربيعة ز- Rabia Z” لتصميم الأزياء النسائية العصرية، وشركة “ويلث – Wealth” الأداة الرقمية للإنتاجية والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المالي لدى الشباب، و”سمارت حلال – Smart Halal” المنصة الإلكترونية للمهنيين في قطاع الأغذية الحلال.
وتضم اللجنة الاستشارية للحاضنة نخبة من أهم الشركاء الاستراتيجيين، حيث تتمثل “دافزا” بآمنه لوتاه ممثلة قيادة دافزا العليا، و عبدالله العور ، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، رفيع الدين شيكو مدير “غودفورس لابز” الرئيس التنفيذي لـ “دينار ستاندارد”، أمير نيكولاس لودج اختصاصي استثمار، عامر رحمن وهو المؤسس والمدير السابق لـ “فجر كابيتال”، والدكتور سيد فاروق مسرع الاستراتيجية والابتكار.
يشار إلى أن المنصة تستهدف النمو المتسارع في الاقتصاد الإسلامي سريع النمو وتقاطعه مع مجالات الاستثمار ذات الأثر الاجتماعي العالمي، حيث أشار تقرير “واقع الاقتصاد الإسلامي” الصادر مؤخراً من مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع تومسون رويترز ودينار ستاندرد إلى وصول حجم إنفاق المستهلكين إلى 2.1 مليار دولار أمريكي في العام 2016 ويشمل الأغذية والأدوية الحلال والأزياء والتجميل والسياحة العائلية والإعلام والترفيه، إضافة إلى وصول الاستثمار في الأصول ذات الأثر العالمي إلى مليار دولار أمريكي عالمياً في العام 2016، مع 48% منها للشركات في مراحلها الأولية والمدفوعة بالفرص في التوجهات الصحية العالمية والتمويل الاجتماعي والأزياء والتجميل.